سقوط القناع التركي..

أردوغان يهدد باجتياح شرق الفرات إنقاذًًا لـ«داعش»

ارشيفية

وكالات

في الوقت الذي توغلت فيه قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، في آخر معاقل تنظيم «داعش» شرقي نهر الفرات، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عزم بلاده إطلاق عملية عسكرية في المنطقة ذاتها؛ لإنهاء وجود وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات تحالف «قسد»؛ ما يشير إلى دعم ومساندة أنقرة للتنظيم الإرهابي لخدمة مصالحها وتعزيز وجودها بالمنطقة.

توغلت قوة مسلحة تابعة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مدعومة بغطاء جوي من المقاتلات الأمريكية، في آخر معقل كبير لـ«داعش» شرقي نهر الفرات في الأراضي السورية.

 

وقال المتحدث باسم القوات، «مصطفى بالي»: إن القوات تقدمت إلى وسط مدينة «هجين»، وإن المعارك مازالت مستمرة بين سوريا الديمقراطية، المدعومة من الولايات المتحدة، وعناصر داعش هناك.

 

فيما قال المتحدث باسم قوات التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، الكولونيل «شون رايان»: إن «التقدم يجري على نحو جيد، لكن من السابق لأوانه القول إن مدينة هجين باتت كلها تحت السيطرة»، وفقًا لـ«رويترز».

 

على صعيد متصل، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى أن خسائر كبيرة وقعت في صفوف المدنيين، جراء ضربات التحالف الدولي خلال حملة استعادة السيطرة على «هجين»، بيد أنّ التحالف ردّ على ذلك قائلًا: نتحقق من مصداقية تلك التقارير التي تتحدث عن سقوط ضحايا، ونعمل على تحديد أهداف داعش؛ من أجل تجنب سقوط ضحايا بين المدنيين.

«أردوغان» يستهدف الأكراد

 

من ناحية أخرى، وتحت مسمى «تدابير أمنية»، أكدت رئاسة الأركان التركية في بيان لها، أول من أمس، أنها أرسلت تعزيزات عسكرية إلى الحدود مع سوريا، فيما لوح «أردوغان» بأن بلاده ستطلق عملية عسكرية في شرق الفرات؛ لإنهاء وجود وحدات حماية الشعب الكردية خلال أيام؛ لتخليص تلك المنطقة ما سماه «منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية الانفصالية».

 

وأضاف «أردوغان»، أنّ تركيا ليس لديها أي عداء تجاه الإدارة الأمريكية أو الجنود الأمريكيين الموجودين في سوريا،  معتبرًا أمريكا حليفًا استراتيجيًّا لأنقرة، وقد يكون بينهما مصالح في المستقبل شريطة الالتقاء على أرضيات صحيحة، مؤكدًا ضرورة عدم السماح للخلافات بين «تركيا وأمريكا» في السياسة تجاه سوريا، بأن تكون عائقًا أمام تعاون مستقبلي بين البلدين.

 

وتابع: «نؤكد أننا سنبدأ حملتنا لتخليص شرق الفرات من المنظمة الإرهابية الانفصالية، خلال أيام، وهدفنا ليس الجنود الأمريكيين على الإطلاق، وإنما عناصر التنظيم الإرهابي، الذين ينشطون في المنطقة».

أنقرة تدعم داعش

 

تقارير صحفية عدة، ذهبت إلى أن استهداف تنظيم «داعش» للقرى الكردية في سوريا، يأتي بدعم مباشر من الجيش التركي، وحكومة أردوغان.

 

وأكد المحلل السياسي، محمود جابر، لـ«المرجع»، أن الرئيس التركي يسعى لتحجيم الأكراد وتكبيدهم خسائر، وحصر نفوذهم في مناطق شرق الفرات، معتمدًا في هذا على الدواعش، وعناصر الفصائل السورية المتطرفة المنتشرة في المناطق التي تحتلها تركيا في الشمال السوري.

 

ولفت إلى أن «أردوغان» يهدف إلى القضاء على قوات الأكراد، وإحياء تنظيم «داعش» الذي انحسر مشروعه في سوريا والعراق، وإبقائه ورقة يلعب بها في الداخل السوري، مؤكدًا أن هناك علاقات قوية وخفية بين «أردوغان» وقيادات التنظيم الإرهابي.