الحرب في اليمن..

تقرير: كيف منحت حكومة هادي الحوثيين شرعية دولية؟

وزير خارجية حكومة هادي يصافح المتحدث باسم الحوثيين

فريق الابحاث والدراسات
فريق البحوث والدراسات في مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات

"هذا أخي رغم انقلابه وتدميره لمقدرات اليمن"، هكذا علق وزير خارجية حكومة هادي خالد اليماني على مصافحته المتحدث باسم مليشيات الحوثي الانقلابية والمدعومة من إيران.

واتفقت الحكومة اليمنية مع الانقلابيين على ان تسليم ميناء الحديدة للأمم المتحدة لإدارته، وسط تصريحات عن نية اطراف الصراع في اليمن الدخول في مفاوضات قادمة في دولة الكويت برعاية الأمم المتحدة التي يقود مبعوثها السيد مارتن غريفيث جهود السلام في اليمن عقب فشل اثنين من المبعوثين السابقين وهما جمال بنعمر واحمد ولد الشيخ.

واعتبر سياسيون يمنيون وجنوبيون اتفاق السويد بشأن الحديدة بأنه تأكيد على انتصار الحوثيين ومنحهم شرعية بعد ان كانوا مليشيات انقلابية متمردة.

قال الأكاديمي والباحث السياسي "د حسين لقور بن عيدان" أن الشرعية أرادت من منع مشاركة الجنوب ومجلسه الانتقالي في لقاءات السويد إخراج الجنوب وقضيته الوطنية من المعادلة والعملية السياسية فخسرت وخرجت مهزومة و خسرت مرجعياتها الثلاثة التي ظلت لسنوات تتكئ عليها وتستند إليها في نفي الآخرين واستبعادهم".

وأوضح بن عيدان في تصريح صحفي "‏أرادت الشرعية إخراج الجنوب من محادثات السويد و خرجت هي حيث تم إسقاط مرجعياتها التي ظلت تتغنى بها خلال أربع سنوات".

وأضاف "لم يعد أمام الشرعية الكثير من الفرص بعد أن أعطاها المجتمع الدولي فرصة كافية أثبتت عجزها فيه و خسر معها التحالف وحدانية التحكم في الملف اليمني وأصبح في يد قوى دولية".

من جهته، أكد نائب الرئيس رئيس الوزراء السابق خالد محفوظ بحاح أن مشاورات السويد ونتائجها كانت مشرعنة للإنقلاب والإنقلابيين بالبلاد ، في أول تعليق له على نتائج المشاورات التي إنتهت الخميس بين طرفي الأزمة اليمنية بالسويد .

وقال بحاح في منشور على صفحته في فيس بوك : "ستوكهولم.. الشرعية والشرعنة .... انقضت مشاورات "ستوكهولم" ومعها الكثير من الجدل، كيف يتساوى طرف انقلابي غير شرعي مع جانب حكومي من المفترض أن يكون "دولة" ؟! ذلك أن تواجد "الإنقلابيين" على الأرض أعطاهم شئ من الثقة، فمن أقلعت طائرته من صنعاء وسيعود إليها ليس كمن جاء من خارج حدود وطنه".

وأضاف "لابديل اليوم عن عودة "الشرعية" ووفدها وإعلامها إلى الداخل، فمن يقرر و من يحلل من القاهرة واسطنبول وعمّان والرياض وغيرها فهو بعيد عن كل شئ إلا ترفه ورفاهيته".

وبشأن نتائج المشاورات ، قال بحاح : "بالنظر إلى ما تم الاتفاق عليه فإن تهامة لم تنل ما تستحقه، فعودتها إلى سلطة ٢٠١٤م أو حتى إلى ما قبل ذلك ليس طموح ابنائها ولا ابسط حقوقهم، مالم يتم تأهيل قوة من ابنائها لحفظها وحمايتها، وما تجربة "النخبة الحضرمية" وما أحدثته من مكاسب عسكرية وأمنية في المنطقة الثانية ببعيد".

وتابع   "بعيدا عن مطار صنعاء، هناك تساؤلات يوميّة، كيف فشلت الشرعية بتنسيق مع نفسها ومع التحالف في فتح مطارات المدن المحررة، تشغيل مطار الريان بالمكلا، مطار الغيظة ومطار سقطرى وغيرها بكل تأكيد سيحدث فارقا لصالح رفع معاناة المواطنين وانعاش الحياة الاقتصادية وتطبيعها، فالناس سئمت الوعود المكررة".

وحول المشاورات القادمة المزمع عقدها في يناير المقبل ، أوضح بحاح أن : "الإطار العام الذي ستبنى عليه المشاورات القادمة وربما ايضا قرار أممي قادم عليه أن يصف الأطراف بمسمياتها، وإذا لم يتظمن القضايا الرئيسية على رأسها القضية الجنوبية ويشرك ممثليها الحقيقيين فإنه سيبتعد عن جوهر المشكلة، سيحلها شكليا وسيؤجلها واقعيا".

وأختتم منشوره قائلاً: "من الواجب ختاما شكر جهود مبعوث الأمين العام وكذا قيادة التحالف ممثلة بالأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الأمارات والدول الراعية للمشاورات ومملكة السويد، وكلنا أمل أن يسهموا أكثر في إحلال سلام دائم في اليمن".