رهان التحالف على الحديدة..

2018.. عام سقوط المشروع الإيراني في اليمن

قوات التحالف العربي في اليمن

علي رجب

«إعادة الشرعية ودحر المشروع الإيراني»، أهم أهداف التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، تحولت اليوم إلى واقع مع إرغام انتصارت التحالف العربي، ميليشيا الحوثي الإرهابية ذراع إيران، على الجلوس إلى طاولة الحوار في مشاورات السويد وتسليم مدينة «الحديدة» الاستراتيجية، والميناء للحكومة اليمنية، في خضم انتصارات كبيرة شهدتها ربوع اليمن على الميليشيا الإرهابية، وهو ما رشح عام 2018 ليكون عام نهاية المشروع الإيراني في اليمن.

واعتبر وزير الدولة للشؤون الخارجية بدولة الإمارات أنور قرقاش، أن مشاورات السويد التي انتهت باتفاق تسليم «الحديدة» ومينائها، جاءت نتيجة لانتصارات التحالف العربي والمقاومة اليمنية.

وقال قرقاش عبر صفحته على موقع التواصل «تويتر» الخميس 13 ديسمبر الجاري: «نرحب باتفاق السويد، ونرى نتائج الضغط العسكري الذي مارسته قوات التحالف العربي والقوات اليمنية على الحوثيين في الحديدة يؤتي ثماره، ويحقق هذه النتائج السياسية».

وأضاف الوزير الإماراتي: «التحالف العربي أوفى بالتزامه بتجنيب مدينة الحديدة ومينائها العمليات العسكرية؛ حفاظًا على أرواح المدنيين والبنية التحتية، واليوم بإمكان الميناء ممارسة دوره المهم على الصعيدين التجاري والإنساني».

وتابع قرقاش: «نهنئ المبعوث الأممي بما تحقق اليوم، وملتزمون بالمسار السياسي والجهود التي تقودها الأمم المتحدة، ومن المهم استمرار هذه الخطوات والجهود؛ لضمان استقرار اليمن وازدهاره».

واختتم وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي تصريحاته عن مشاورات السويد، قائلًا: «كل التقدير لقوات التحالف العربي والقوات اليمنية الباسلة، وتحية اعتزاز وفخر بتضحياتهم وبطولاتهم التي شكلت حالة من الضغط المستمر على الحوثيين، وأدت إلى هذا الإنجاز الذي تحقق اليوم».

سنوات الانتصار

شكل أول تدخل بري للتحالف العربي في اليمن في سواحل «عدن» في 14 يوليو 2015، حدثًا فارقًا في عملية «عاصفة الحزم»؛ ما أسهم بشكل كبير في تحرير المدينة الاستراتيجية والعاصمة المؤقتة للبلاد من ميليشيات الحوثي بعد شهور من المعارك العنيفة، وصولًا الى دخول القوات اليمنية المشتركة بإسناد من التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، وهو الحدث الأهم في تاريخ إسقاط المشروع الإيراني في اليمن، وتمكنت قوات التحالف مشتركة مع القوات الحكومية خلال ثلاثة أيام من استعادة معظم مناطق وأحياء عدن؛ لتنهي بذلك نحو 4 أشهر من النزاع الدامي الذي تسبب بمقتل أكثر من 1000 شخص، وإصابة 9000 آخرين.

وفي 9 أغسطس 2015 انتزعت قوات الشرعية بإسناد من التحالف العربي مدينة «زنجبار» عاصمة محافظة أبين، مسقط رأس الرئيس عبدربه منصور هادي، ثم تحققت سيطرة التحالف والمقاومة اليمنية وقوات الشرعية على محافظة «شبوة» الغنية بالنفط.

ورغم الهجوم الإعلامي على التحالف، وصناعة تقارير مفبركة من قبل حلفاء الحوثي (قطر وإيران والتنظيم الدولي للإخوان)، فإن التحالف والمقاومة اليمنية استطاعا إلحاق الهزيمة بمشروع إيران في اليمن، ووقف طموحها في خليج عدن وبحر العرب.

رهان التحالف

وشكلت معارك الساحل الغربي والحديدة رهان التحالف على بداية النهاية في إسقاط المشروع الإيراني باليمن، فمنذ انطلاق العمليات عمل التحالف والحكومة اليمنية على طرد ميليشيات الحوثي من المدينة، ومن الميناء الذي حوله الحوثيون إلى منصة لتهديد الملاحة في البحر الأحمر ومنصة استلام الأسلحة الإيرانية.

وقبيل نهاية عام 2017 تمكنت قوات الشرعية اليمنية مدعومة بالجيش الإماراتي وطيران التحالف، من تحرير مدينة الخوخة الساحلية التابعة لمحافظة «الحديدة» الاستراتيجية لتفتح الطريق أمام تحرير مدينة الحديدة ومينائها من ميليشيا الحوثي.

كما تمكنت القوات اليمنية من تحرير مدينتي «عسيلان» و«بيحان» شمال غرب محافظة «شبوة»، كما انتزعت مديريات في محافظة البيضاء الاستراتيجية وكذلك محافظة الضالع، وأصبحت الحكومة الشرعية بذلك تسيطر على أكثر من 80% من الأراضي اليمنية.

2018 عام سقوط المشروع الإيراني

شكل عام 2018 عام السقوط للمشروع الإيرانى فى اليمن، بانتصارات الواسعة وساحقة ضد ميليشيا الحوثي، إذ قال تركي المالكي، المتحدث باسم التحالف العربي، في مؤتمر صحفي في يونيو الماضي: إن السيطرة على «الحديدة» ستقطع الأيدي الإيرانية في اليمن، معقبًا: «إما يمنٌ عربي وإسلامي، وإما يمنٌ تمزقه إيران».

فقد تم تحرير مدينة «حيس»، جنوب «الحديدة»، في عملية عسكرية كبيرة، ثم مدينتي الجراحي والتحيتا، جنوب الحديدة، وصولًا إلى مدينة الحديدة، بانتصارات واسعة وقوية جعلت المقاومة اليمنية بإسناد من التحالف على بعد 3 كيلومترات من ميناء الحديدة، قبيل إعلان الهدنة وبدء مشاورات السويد.

كما أكد القيادي بالمؤتمر الشعبي العام باليمن، كامل الخوداني في تصريح لـ موقع «المرجع»، أن انتصارات التحالف العربي والمقاومة اليمنية، أسقطت المشروع الإيراني في اليمن، بعد الانتصارات الكبيرة في «الحديدة» والجبهات المشتعلة في «صعدة» و«البيضاء» و«الضالع» و«صنعاء» و«تعز»، مضيفًا أن جهود التحالف وتضحياته لعبت دورًا كبيرًا في سقوط المشروع الإيراني في اليمن. 

من جانبه، قال الكاتب السعودي، خالد بن حمد المالك، في مقال له بصحيفة «الجزيرة» السعودية: «لقد كان رجال القوات المسلحة في التحالف العربي - وعلى رأسها المملكة والإمارات - أوفياء مخلصين لليمن وشعب اليمن، منذ الأيام الأولى لحركة انقلاب الحوثيين على الشرعية، فتصدوا للمؤامرة بكل بسالة وشجاعة، ودعموا الجيش الوطني بالسلاح المتطور، والتدريب العالي، وساندوهم في مواجهة العدو في المعارك المحتدمة على مدى السنوات الماضية؛ ما جعل شعاع النصر مضيئًا على امتداد سنوات القتال ضد هذه القوى المتآمرة على اليمن».