الاتفاق خطوة مهمة في طريق السلام..

بدأت الهدنة ولم يتوقف القتال في الحديدة

آلية غامضة لمراقبة وقف النار

وكالات

اندلعت اشتباكات في مدينة الحديدة اليمنية بين القوات الموالية للحكومة المعترف بها دولياً والمتمرّدين الحوثيين بعيد دقائق من بدء سريان اتّفاق هدنة برعاية الأمم المتّحدة منتصف ليل الاثنين الثلاثاء، حسبما أفاد مسؤول في القوات الحكومية.
وقال المسؤول إنّ اشتباكات متقطّعة تدور في شرق المدينة المطلّة على البحر الأحمر والتي تضمّ ميناء حيوياً، رغم تعهّد الطرفين وقف إطلاق النار منتصف الليل بالتوقيت المحلي.
وكانت الأمم المتحدة أعلنت أنّ وقف إطلاق النار سيطبق بدءاً من منتصف الليل، رغم أنّ اتّفاق الهدنة الذي تمّ التوصل إليه الخميس في السويد نصّ على وقف فوري لإطلاق النار.
وقبل وقت قصير من بدء سريان الهدنة، طلبت وزارة الدفاع في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً من عسكرييها أن "يتم إيقاف إطلاق النار في محافظة الحديدة ومدينة الحديدة".
بدورهم، تعهّد المتمرّدون وقف إطلاق النار. وكتب المسؤول السياسي في صفوف المتمرّدين محمد عبد السلام على حسابه على تويتر "نؤكّد الالتزام بالاتّفاق ووقف العمليات العسكرية في محافظة الحديدة منتصف هذه الليلة".
وفي وقت سابق، قال مصدر في التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن منذ آذار/مارس 2015 دعماً لقوات الحكومة، إنّ التحالف "لا نيّة لديه لخرق الاتفاق، وسيقوم بكل ما بوسعه لاحترامه".

لا نيّة لدى التحالف لخرق الاتفاق، وسيقوم بكل ما بوسعه لاحترامه

وبدأت حرب اليمن في 2014، ثم شاركت فيها السعودية على رأس التحالف العسكري العربي في آذار/مارس 2015 دعماً للحكومة المعترف بها بعد سيطرة المتمردين الحوثيين على مناطق واسعة بينها صنعاء.
وقتل نحو عشرة آلاف شخص في النزاع اليمني منذ بدء عمليات التحالف، بينما تهدّد المجاعة نحو 14 مليوناً من سكان البلاد.
وبعد أكثر من أربع سنوات من الحرب، توصّلت الحكومة اليمنية والمتمرّدون في محادثات في السويد استمرت لأسبوع واختتمت الخميس إلى اتّفاق لسحب القوات المقاتلة من مدينة الحديدة ومينائها الحيوي الذي يعتمد عليه ملايين اليمنيين للتزوّد بالمؤن، ووقف إطلاق النار في المحافظة.
كما اتّفق طرفا النزاع على التفاهم حيال الوضع في مدينة تعز (جنوب غرب) التي تسيطر عليها القوات الحكومية ويحاصرها المتمرّدون، وعلى تبادل نحو 15 ألف أسير، وكذلك أيضاً على عقد جولة محادثات جديدة الشهر المقبل لوضع الأطر لاتّفاق سلام ينهي الحرب.
يرى محللون أنّ الاتفاقات التي تمّ التوصل إليها هي الأهمّ منذ بداية الحرب لوضع البلد الفقير على سكّة السلام، لكنّ تنفيذها على الأرض تعترضه صعوبات كبيرة، بينها انعدام الثقة بين الاطراف.
وبحسب المصدر في التحالف، فإن "آلية تطبيق الاتفاق (وقف اطلاق النار) لم تكن واضحة في البداية وليست واضحة بشكل كامل حتى الآن"، مضيفا ان التحالف ينتظر "الاعلان الرسمي من الأمم المتّحدة" حول الآلية.
ونصّ الاتفاق على "وقف فوري لإطلاق النار في محافظة ومدينة الحديدة وموانئ الحديدة".
لكن الاشتباكات لم تتوقف رغم ذلك في مدينة الحديدة الخاضعة لسيطرة المتمردين منذ 2014، وتضم ميناء حيويا وتحاول القوات الموالية للحكومة استعادتها من أيدي الحوثيين منذ أشهر.
وكان مبعوث الامم المتحدة مارتن غريفيث دعا الاحد أطراف النزاع للالتزام بالهدنة.
والاثنين، قال اثنان من السكان ان الاشتباكات المتقطعة كانت تسمع عند الاطراف الشرقية والجنوبية للمدينة، وأن القوات الموالية للحكومة والمتمردين الحوثيين يتبادلون القصف المدفعي.
وأعلنت منظمة "أطباء بلا حدود" الاثنين أنها تعالج مصابين في المواجهات في الحديدة، معربة عن قلقها جراء استمرار أعمال العنف في المدينة التي تعتبر شريان حياة لملايين السكان إذ تمر عبر مينائها غالبية المساعدات والمواد الغذائية.
إلى جانب وقف اطلاق النار، قال المصدر في التحالف انه بحسب اتفاق السويد، فإن على المتمردين الانسحاب من موانئ محافظة الحديدة (الحديدة والصليف وراس عيسى) بحلول نهاية يوم 31 كانون الاول/ديسمبر.
كما أنّه يتوجب على المتمردين والقوات الموالية للحكومة الانسحاب من المدينة بحلول نهاية يوم 7 كانون الثاني/يناير المقبل.

وقد دعا مبعوث الامم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث الجمعة أمام مجلس الأمن الدولي إلى العمل سريعا على إنشاء "نظام مراقبة قوي وكفؤ" في هذا البلد لمراقبة تطبيق الاتفاق في الحديدة. وقال دبلوماسيون انه من المحتمل التصويت على قرار في مجلس الامن الدولي حول اتفاقات السويد هذا الاسبوع.
ووزعت بريطانيا مشروع القرار لدعم الاتفاق على مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوا يوم الاثنين. ولم يتضح متى سيتم طرحه للتصويت. ويحتاج القرار إلى تسعة أصوات مؤيدة وألا تستخدم الولايات المتحدة أو فرنسا أو بريطانيا أو الصين أو روسيا حق النقض (الفيتو).
وتطلب المسودة من الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش تقديم مقترحات بشأن "كيف ستدعم الأمم المتحدة اتفاق ستوكهولم بناء على طلب الطرفين بما في ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، عمليات مراقبة وقف إطلاق النار ونقل قوات الطرفين من مدينة الحديدة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى ".
كما تريد أن تعرف كيف ستلعب الأمم المتحدة دورا رائدا في دعم مؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية في إدارة موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى والتفتيش فيها، وكيف ستعزز الأمم المتحدة وجودها في تلك المناطق.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك للصحفيين يوم الاثنين إن عملية المراقبة التي يقودها الميجر جنرال الهولندي المتقاعد باتريك كاميرت ستقع تحت سلطة غريفيث. وأضاف أن العمل على التفاصيل اللوجستية والأمنية مستمر.
وقال دوجاريك "ستكون جزءا من التفويض الحالي لغريفيث. هذه ليست مهمة لحفظ السلام. لن تكون مسلحة". وأردف قائلا "نتطلع إلى دعم قوي جدا من مجلس الأمن".
ويدعو مشروع القرار "جميع أطراف الصراع إلى اتخاذ مزيد من الخطوات لتسهيل دخول الإمدادات التجارية والإنسانية دون عوائق بما في ذلك المواد الغذائية والوقود والأدوية وغيرها من الواردات الأساسية والعاملين في المجال الإنساني إلى البلاد وعبرها".