4 أسباب تمنع وقوع حرب بين الطرفين..

الحرب مستبعدة بين لبنان وإسرائيل

أرشيفية

وكالات

4 أنفاق هجومية أعلنت إسرائيل عن كشفها على الحدود مع لبنان، ضمن الحملة العسكرية التي أطلقتها للقضاء على أنفاق مزعومة تابعة لحزب الله تمتد إلى داخل مستوطنات الاحتلال في الجليل. وفي وقت كانت فيه التقديرات تصب في جانب احتمال نشوب حرب بين الحزب وإسرائيل على خلفية أي توتر قد ينشب جراء الحملة، تشير تقديرات إسرائيلية جديدة إلى أن الحرب مستبعدة.

 

4 عوامل تدفع خيار الحرب بعيدًا

من وجهة نظر تحليلية لمراقبين إسرائيليين، فإن التصعيد بين حزب الله وتل أبيب غير وارد في الظروف الحالية، لأسباب عدة.

يبرز هذه الأسباب المحلل الإسرائيلي روي بن يشاي في موقع صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، ويقول إن الجيش الإسرائيلي ينشط الآن بالكشف عن نفق وتدميره، وربما أنفاق في منطقة المطلة، لكن الأعمال تنفذ داخل المناطق الواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية.

ووفقًا للمحلل، فإن سببًا آخر قد يدفع حزب الله لعدم التفكير بأي رد، هو أنه قد يحتفظ بشبكة أنفاق عميقة لم يتم كشفها، وإن ما يتم كشفه هو أنفاق ليست إستراتيجية. 

منذ سنوات، هدد حزب الله باحتلال الجليل في أي حرب مقبلة مع إسرائيل، ومنذ ذلك الوقت، فإن مجموعة من الأنفاق قد تم إعدادها تحت هذه الإستراتيجية.

“حفر الأنفاق الهجومية يتم بهدوء، ويبدو أنه بعمق كبير، مما جعل حزب الله يعتقد أن إسرائيل لم تكتشف النشاطات تحت الأرض. حزب الله سيحتاج لأيام عدة من أجل تقييم الموقف، وبعدها سيقرر إذا ما سيرد أم لا”، قال بن يشاي.

والسبب الثالث لعدم وجود حرب في هذه المرحلة، هي أن كشف الأنفاق الهجومية داخل إسرائيل سيحرج كلًا من الحكومة اللبنانية، وحزب الله، وشركائه الإيرانيين في المحافل الدولية، حسب المحلل، “وما من هدف لحزب الله للتصعيد بهذا الحدث؛ لأن ذلك سيؤدي إلى تحركات دولية بقيادة الولايات المتحدة وفرنسا لإدانة لبنان، وربما فرض عقوبات عليه”.

السبب الرابع، ربما هو الأهم مما سبق: إذا ما حاول حزب الله عرقلة الكشف عن الأنفاق من خلال إطلاق النار تجاه جنود إسرائيليين، فإن إسرائيل ستقوم بتوسيع العمليات لكل الأراضي اللبنانية من أجل استهداف المساعي الإيرانية لإقامة معامل لتصنيع الصواريخ عالية الدقة. “إيران وحزب الله يخشيان هذا السيناريو”.

 

من الطرف الآخر

استعرض المحلل الإسرائيلي عوامل استبعاد الحرب من طرف حزب الله، لكن ماذا عن تل أبيب؟

عند قراءة الحالة الإسرائيلية، فإن الحرب مستبعدة من طرفها أيضًا؛ يرجع ذلك لعلمها بالتكلفة الباهظة التي قد تدفعها حال الاشتباك مع الحزب الذي يملك بنية صاروخية لا يستهان بها، وقادرة على ضرب أي نقطة في إسرائيل.

كذلك، تعد حكومة الاحتلال الإسرائيلي لانتخابات في شهر مارس/آذار المقبل، ووفقًا لمراقبين لا يمكنها المغامرة في حرب تخلط الأوراق في المنطقة.
وانطلاقًا من شراكة العمل والتنسيق التي تتم بين تل أبيب وحليفتها واشنطن، فإن العقوبات التي فرضتها الأخيرة على إيران قد تدفع تل أبيب إلى الانتظار عما ستسفر عنه هذه العقوبات الشديدة التي حاصرت الاقتصاد الإيراني.

“من ناحية إسرائيل، ففي لحظة الكشف عن وجود الأنفاق يعني أنها لم تعد خطرًا على إسرائيل، لكنّ التهديد الحقيقي والآني هو دقة وتحسين قدرات الصواريخ والقذائف. ونتيجة لذلك، إذا ما اندلعت حرب، سيتسبب ذلك بخسارات في إسرائيل، أنظمة الدفاع لن ينجحوا بإسقاط كل الأهداف مع صواريخ كثيفة تطلق مع دقة عالية، التي يمكن أن تتسبب بقصف أهداف عسكرية هامة وأهداف مدنية كثيرة. وهذا الأمر ستمنعه إسرائيل بأي ثمن. قصة الأنفاق يمكن أن تدعم الجهود الدبلوماسية – وربما قد تسمح بعملية عسكرية ضد العدو المركزي”، قال المحلل الإسرائيلي بن يشاي.

 

خلافات داخلية إسرائيلية

عندما تتخذ حكومة الاحتلال الإسرائيلي قرار الحرب، فإنها تشنها دون انتظار استفزاز من الطرف الآخر، بذريعة الحفاظ على أمنها.

لكن هذا القرار يبدو أنه لم ينضج بعد، لذا تشوب الخلافات بعض القرارات المتعلقة بضرب حزب الله.

وكشفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية تفاصيل النقاشات التي دارت بين أعضاء المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر وقيادة الجيش قبل تنفيذ عملية تجريد “حزب الله” اللبناني من سلاحه الأخطر، على حد قول الصحيفة.

وبحسب الصحيفة، كان رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، على دراية بالصورة الأمنية التي عرضها الجيش الإسرائيلي في الأشهر الأخيرة بالنسبة لمشروع أنفاق “حزب الله” اللبناني في الشمال، لكنه كان مترددًا بالنسبة للوقت الملائم للتحرك إزاء الخطر.