استعار الاسعار برغم انخفاض الدولار..

ابتكارات تجارية من نوع جديد

إغلاق محلات تجارية مخالفة للأسعار في عدن

ندى سالم

وتستمر المعاناة في استعار الاسعار برغم انخفاض الدولار هانحن قد سمعنا بنزول حملات الى المتاجر كي يتم الحد من جشع كل تاجر مازال مزايد في اسعاره دون رحمة او هوادة وهذا الامر اراح بال المواطن نوعا ما وخفف من معاناة الغلاء امام اولئك التجار البخلاء الذين تسببوا بوقع البلاء وتحكموا بلقمة عيش البسطاء .

وها نحن اليوم ايضا نواجه تجارة مبتكرة حديثة عهد فالمتعارف في التجارة هو البيع والشراء .
اما الان فنسمع بالمتاجرة بحياة البشر فكم من مريض طريح الفراش لايستطيع توفير ثمن العلاج 
فالطب تلك المهنة التي وضعت لتخفيف العناء عن كل من اصيب بعلة وداء نراه اليوم قد تراجع كثرا الى الوراء كيف لا مادامت الوساطة سيدة الموقف محصورة فقط لابناء ذوي الدخل السمين والمعارف ، اما الاخرين فلا مكان لهم بينهم
  فيصبح اولئك اطباء المستقبل وان كانوا اغبياء شاء من شاء وابى من ابى . وهم الذين سيتحكمون بحياة المريض وان شكى سوء حاله او بكى فلارحمة في القلوب باتت فالضمائر قد نامت او بالاصح قد ماتت عندما نرى انسان قد نال منه المرض فعجز عن توفير قيمة العلاج فيتم طرده بمنتهى البرود وتناسى الطبيب مهنته لان الاموال اعمته فربح الاموال الطائلة من المقابلة والفحص والعملية وثمن الادوية والتي الزموا كل من اراد العلاج بتوفيرها اولا حتى وان عملوا من المريض حقل تجارب فالاهم هنا الكسب فقط
 اما الانسانية فقد اصبحت في خبر كان والاحسان قد ولى من زمان و ماعلم ذاك الطبيب انه عندما سيرحل يوما ملفوف بالاكفان سيتمنى صدقة ترفع له الميزان . 
ومن ضمن التجارة المبتكرة ايضا اليوم هي تجارة التعليم و ماادراك ماتجارة التعليم تجارة تصب في جيوب العاملين عليها 
يقدم اليهم الطلاب واسمهم طلاب اي لازالوا يعتمدون على غيرهم في طلب العلم او المصروف فيتم عصرهم وعصر كل مايمتلكونه من اجل الالتحاق بالتعليم الجامعي في اي كلية من كلياته .
مبالغ كبيرة يتم بذلها وصرفها على هؤلاء الطلاب من قبل ولاة امورهم ان كان مبسوطا في الرزق اصبح مهندسا اوطبيبا وان كان متوسطا ربما اصبح معلما وذلك بعد ان يبيع اهله مواشيهم لاتمام دراسة ابنهم وان كان بسيطا فليس أمامه الا الالتحاق بالعسكرة ورفده بالجبهات .
 نعم فالجامعة اليوم كسبها بالشيئ الفلاني
رسوم دخول و رسوم تخرج و رسوم الموازي بالهبل تصل مائة الف على كل طالب في السنة بالاضافة الى رسوم الراسبين ورسوم ختومات ووو...
تجار الاغذية تم نزول حملات لوقف استعار اسعارهم اما هؤلاء فكيف السبيل معهم وما العمل لايقاف ابتزازهم الذي لم يعد امره خافيا فكم من مجتهد متفوق اصبح في مزرعة شاقيا وكم من بليد بالوساطة اصبح راقيا .
وفي الاخير لوكان كل مسؤول يدرك انه غدا فانيا و سيولي دون منصبه ودون ماله الذي اكتسبه من غني او فقير و سينساه من كان اليوم عليه باكيا 
عندئذ فقط ربما يتقي الله كل مسؤول ويراجع حساباته وقتها فقط سينهض مجتمع برمته بكفاءته لا بوساطته و سيحصل كل ذي حق على حقه دون ظلم او جور وان كان ضعيف او ذا سلطان .
ندى سالم