بدعم التحالف العربي..

"النخبة الحضرمية".. القبضة الحديدية لتصفية "خفافيش القاعدة"

جنود النخبة الحضرمية

محمود محمدي

شهد مطلع أبريل عام 2015، هجومًا مسلحًا من تنظيم «القاعدة» الإرهابي على مدينة «المكلا» عاصمة محافظة «حضرموت» اليمنية؛ ما أسفر عن سيطرة التنظيم على المدينة بالكامل، بما فيها القصر الرئاسي والوحدات العسكرية، فضلًا عن اقتحام السجن المركزي بالمدينة وتحرير كل من فيه من مجرمين وإرهابيين.

لأكثر من عام، خضعت المدينة لسطوة التنظيم الإرهابي؛ حيث خضع المواطنين للحصار داخل دائرة من الخوف والقلق، نتيجة انتشار الجماعات الإرهابية؛ إلا أنه من رحم ذلك المخاض العسير الذي عاشت فيه «حضرموت»، تشكلت نواة الجيش الحضرمي بدعم من قوات التحالف العربي، وعلى رأسه دولة الإمارات، والمملكة العربية السعودية، وانضم أبناء العشائر بالمحافظة إلى تلك القوات الداعمة للشرعية باليمن؛ من أجل تحرير البلاد من الإرهاب الذي كان يضربها من كل حدب وصوب.

تصفية «القاعدة»

في 24 أبريل عام 2016، تحرك نحو 2000 جندي من «النخبة الحضرمية» مدعومين بطيران التحالف العربي تجاه مدينة «المكلا» التي تُعدُّ العاصمة الإدارية لـ«حضرموت»؛ لخوض معركة تحرير البلاد من قبضة تنظيم القاعدة، ما أسفر عن توغل القوات في المكلا والسيطرة على الميناء والمطار، فضلًا عن تصفية أكثر من 800 من عناصر التنظيم الإرهابي هناك، وفقًا لـ«رويترز».

عقب تحرير «المكلا»، كثفت قوات النخبة الحضرمية من عمليات تطهير المدينة من الجيوب التي تختبئ فيها «خفافيش القاعدة»؛ إضافة إلى إقامة نقاط تفتيش عند مداخل المدينة الرئيسية، وكذلك المداهمات وعمليات التمشيط للمحافظة بالكامل من أجل القضاء على ما تبقى من خلايا التنظيم، وقطع دابر الشر الذي يحاك ضد أهل حضرموت.

القبضة الحديدية

و​استمرارًا لمجهودات «النخبة الحضرمية»، ومن خلفها التحالف العربي، في محاربة الإرهاب باليمن، أعلنت قيادة المنطقة العسكرية الثانية في نوفمبر الماضي، عن انطلاق مهمة القبضة الحديدية لتوسيع الانتشار العسكري غربي «المكلا»؛ لإحكام القبضة الأمنية على مديريات ساحل حضرموت؛ حيث نفذت قوات النخبة بالمنطقة العسكرية الثانية مهمة «القبضة الحديدية» بانتشار واسع في مديرية «يبعث» غربي المكلا.

مهمة «القبضة الحديدية» التي جاءت بدعم وإسناد من الإمارات، آتت بثمارها سريعًا؛ حيث ألقت قوات «النخبة الحضرمية» –بعد نحو أسبوعين من انطلاق المهمة- القبض على 9 من عناصر تنظيم القاعدة في «يبعث»، كما تم العثور على عبوات ناسفة وقذائف متفجرة وذخائر بحوزة عناصر إرهابية.

إسهامات إنسانية

بجانب تسطير الانتصارات في ميادين المعارك ضد الإرهابيين، كانت قوات النخبة الحضرمية سباقة وتسهم في الأعمال الإنسانية بشكل كبير؛ من أجل تثبيت الاستقرار في نفوس أهالي المحافظة التي يعرفها التاريخ بالسلام والأمان.

آخر تلك الإسهامات كان في منتصف ديسمبر الحالي، إذ انتشرت قوات النخبة بشكل سريع على الطريق لتنظيم مرور السيارات وإرشادهم، عقب تسرب لصهريج مازوت في الخط العام لمنطقة «حسر باكويري» قرب منطقة «الأدواس»؛ ما أدى إلى حوادث مرورية ووفاة شخصين وإصابة آخرين، وكذا ردم المازوت المهرب من الصهريج بالتراب لمنع تكرار الحوادث، فضلًا عن إسعاف المصابين.