يرفعان شعار الحذر في أمم آسيا..

منتخبا الصين وكوريا يخشيان مفاجآت الوجوه الجديدة

على الطريق الصحيح

دبي

لن يكون بمقدور أستراليا ارتكاب المزيد من الأخطاء عندما تواجه فلسطين الطامحة، الجمعة في الجولة الثانية من دور المجموعات لكأس آسيا 2019 بدبي.

وقد خرج منتخب فلسطين من مباراة سوريا بمظهر المنتصر رغم تعادله، إذ حصد أول نقطة في مشاركته الثانية في كأس آسيا، وذلك بتشكيلة تضم في صفوفه لاعبين نشأوا بعيدا عن أرض أجدادهم المهاجرين. وقال لاعب الوسط سامح مراعبة “أنا فخور جدا بالمشاركة لأنني حُرمت منها في 2015 وهدفي كان العودة بقوة.

رغم الحرمان شاركت كأساسي. كنا نلعب للفوز ضد سوريا لكن ظروف المباراة لم تخدمنا بسبب حالة الطرد”، في إشارة إلى المدافع محمد صالح الذي طرد قبل نحو ثلث ساعة من النهاية.

وعما إذا كانت فلسطين ستدافع مجددا ضد أستراليا، أضاف مراعبة “كل مباراة لها ظروفها. فوز الأردن يعني أنه لا كبير ولا صغير في كأس آسيا. هدفنا التأهل للدور الثاني. فلسطين منتخب استثنائي يختلف عن أي منتخب آخر لأنه يلعب في ظروف صعبة تحت الاحتلال”.

ويقود منتخب فلسطين مدربه الجزائري نورالدين ولد علي الذي عرف كيف يدير ثلث الساعة الأخير ضد سوريا بعد طرد صالح، ويوصل سفينة المنتخب إلى النقطة الأولى في تاريخ النهائيات بعد ثلاث هزائم في نسخة أستراليا 2015.

بتنشئة جزائرية وخبرة فرنسية، قاد ولد علي فلسطين إلى نقطة تاريخية ضد سوريا، في إنجاز يأمل تكراره ضد أستراليا

لم يأت الجزائري لتدريب منتخب فلسطين بحثا عن شهرة أو مال، بل لخدمة شعبها الذي يعاني في كافة مجالات الحياة، ولأن فلسطين، كما يقول، هي التي “اختارته”. بتنشئة جزائرية وخبرة فرنسية، قاد ولد علي منتخب فلسطين الأحد إلى نقطة تاريخية ضد سوريا، في باكورة مبارياته ضمن كأس آسيا، في إنجاز يأمل تكراره ضد أستراليا الجمعة في دبي.

 بعد فترة عمل فيها مع المدرب عبدالناصر بركات، تسلم مهامه خلفا للنجم البوليفي السابق خوليو سيزار بالديفييسو المقال من منصبه في أبريل الماضي، إثر مكالمة هاتفية من رئيس الاتحاد الفلسطيني جبريل الرجوب. وعما إذا كان سيبحث عن فريق آخر مستفيدا من تجربته الآسيوية مع منتخب فلسطين، يقول ولد علي “لم آت إلى هنا للشهرة. أنا اخترت فلسطين وفلسطين اختارتني”. يضيف “أحببت البلاد ولست لاهثا وراء المال”.

ضحية المفاجآت

في المقابل وقعت أستراليا حاملة لقب النسخة الأخيرة على أرضها، ضحية أكبر مفاجأة في الجولة الأولى، عندما سقطت أمام الأردن بهدف وحيد رغم استحواذها وسيطرتها على المباراة. ويتوقع أن تواجه حائطا دفاعيا جديدا من فلسطين التي اقتنصت نقطة من سوريا افتتاحا بعد تعادل سلبي. وتوقع مدرب أستراليا غراهام أرنولد رد فعل قوي من لاعبيه أمام فلسطين، قائلا “أتوقع رد فعل، حصلت أمور جيدة ضد الأردن. ركنوا الحافلة (أمام المرمى) وصعبوا الأمور علينا”.

وعلق أرنولد الذي استلم مهامه بعد مشوار أستراليا المتواضع في مونديال روسيا والخروج من الدور الأول تحت إشراف الهولندي برت فان مارفيك، على حالة مصابيه “(الظهير جوش) ريسدون لن يلعب، (المهاجم أندرو) نبوت ربما لن يلعب، (لاعب الوسط طوم) روغيتش سيشارك”.

وتخوض أستراليا البطولة مكسورة الجناح بعد اعتزال نجميها تيم كايهل وميلي يدينياك وإصابة نجوم الفريق آرون موي ودانيال آرزاني ومارتن بويل وماثيو ليكي المتواجد في التشكيلة.

ورأى مدافعها عزيز بهيش “نريد التسجيل مبكرا ضد فلسطين. نعرف أن خصومنا سيدافعون ويلعبون على المرتدات ويجب أن نكون مستعدين لذلك”، بينما رأى زميله راين غرانت “قد يدافعون مثل الأردن، لكن يتوقف الأمر علينا في تسجيل الأهداف”. وعلى هامش البطولة، كشف المدافع غرانت أنه حصل على تصريح للعب بتسريحة شعره المعتادة على شكل السمك البوري، وذلك احتراما للوائح واختلاف العادات والثقافات في الإمارات.

وقال “أحب أن أكون مختلفا قليلا. شعرت بأن العديد من اللاعبين لديهم نفس تسريحة الشعر فلم أرغب في أن أكون ضمن هذه الفئة”. وبعد انضمامها إلى آسيا قادمة من أوقيانيا عام 2006، بلغت أستراليا ربع النهائي في 2007، ثم خسرت نهائي 2011 أمام اليابان بعد التمديد قبل أن تكمل مشوارها التصاعدي وتتوج على أرضها في المحاولة الثالثة.

وفي سياق متصل يتطلع كل من المنتخبين الصيني والكوري الجنوبي إلى حسم تأهله مبكرا إلى الدور الثاني لبطولة كأس آسيا من خلال الفوز الثاني على التوالي في المجموعة لتكون المواجهة بينهما في الجولة الثالثة من مباريات المجموعة بمثابة صراع على الصدارة فقط. ويصطدم المنتخب الصيني بنظيره الفلبيني في “ملعب محمد بن زايد” بنادي الجزيرة في أبوظبي فيما يواجه المنتخب الكوري منتخب قيرغيزستان على “ملعب هزاع بن زايد” في العين.

ورغم الفارق في الخبرة بين الطرفين في كل من المباراتين، أكدت مباراتا الجولة الأولى أنه من الصعب التكهن بنتيجة أي من مباريات هذه المجموعة بعد المستوى الذي قدمه منتخبا قيرغيزستان والفلبين حيث كان كل منهما ندا قويا لمنافسه الصيني والكوري.

شعار الحذر

ولهذا، ينتظر أن يرفع التنين الصيني والنمر الكوري شعار الحذر في مباراتي اليوم خشية مفاجآت الفريقين المنافسين اللذين لا يملكان ما يخسرانه. وكان المنتخب الفلبيني، الذي يخوض البطولة للمرة الأولى، قد قدم أداء جيدا بقيادة مديره الفني السويدي زفن جوران إيركسون وأزعج المنتخب الكوري الفائز باللقب مرتين سابقا ولكنه خسر بهدف نظيف أحرزه المنتخب الكوري في منتصف الشوط الثاني.

كما أزعج منتخب قيرغيزستان، الذي يشارك في البطولة للمرة الأولى أيضا، المنتخب الصيني وتقدم عليه بهدف في الشوط الأول قبل أن يقلب المنتخب الصيني النتيجة لصالحه بصعوبة في الشوط الثاني ويفوز 2-1.

ومن المستوى الذي أظهره الوجهان الجديدان في الدور الأول يصعب التكهن بنتيجة مباراتي اليوم لا سيما وأن كلا من منتخبي قيرغيزستان والفلبين يمني نفسه بتفجير مفاجأة والعبور إلى الأدوار الإقصائية حتى وإن كان من باب المركز الثالث حيث يمنح نظام البطولة الفرصة لأفضل أربعة منتخبات من بين المنتخبات التي احتلت المركز الثالث في المجموعات الست للتأهل للدور الثاني (دور الستة عشر) للبطولة.