حل الأزمة الخليجية..

تقرير: ماهي الأسباب الرئيسية وراء استقالة المبعوث الأمريكي؟

مواصلة قطر سياستها التخريبية وراء إحباط أنطوني زيني

واشنطن

بعد جهوده المتواصلة التي استمرت لأكثر من سنة في محاولة لرأب الصدع الخليجي، أعلن الجنرال الأمريكي المتقاعد أنطوني زيني بشكلٍ مفاجئ، الثلاثاء الماضي، عن عدم مواصلة الاضطلاع بدوره كمبعوثٍ لإدارة الرئيس دونالد ترامب لحل الأزمة التي ضربت منطقة الخليج، بعد قيام السعودية والإمارات والبحرين ومصر بقطع علاقاتها مع قطر، بسبب تمويلها الإرهاب والجماعات المتطرفة في المنطقة، وتدخلها في شؤون جيرانها.

واعتبر مراقبون أن استقالة المبعوث الأمريكي المفاجئة، قبيل بدء وزير الخارجية مايك بومبيو جولته الشرق أوسطية الحالية، جاءت لأسباب متعلقة بمعارضة مفترضة لسياسات إدارة ترامب، في ظل الاستقالات والإقالات المتتالية لأبرز الجنرالات المتقاعدين من مناصب رفيعة مختلفة في الإدارة خلال الأشهر الماضية. بينما قالت شبكة (سي. بي. إس) الأمريكية إن استقالة زيني جاءت تأكيدًا لتمسّك الدول الأربع المقاطعة لقطر، بمعالجة القضية على نحو جذري، بعدما مثَّل دعم الدوحة للإرهاب وتدخّلاتها التخريبية، تهديدًا لسلامة أمن المنطقة.

وكشفت مجلة «واشنطن إكزامينر» الأمريكية في تقرير لها أن “تشبث قطر بالعناد والمكابرة وعدم التجاوب مع زيني على صعيد جهوده الرامية لتسوية الأزمة كان السبب الرئيس وراء استقالته من منصبه”. وأشارت المجلة إلى مواصلة قطر تبني التوجهات التخريبية التي قادت الدول العربية الأربع الداعمة لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات ومصر والبحرين) لاتخاذ تدابيرها الصارمة حيالها في يونيو/حزيران 2017، بما يشمل قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية، فضلًا عن إغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية، إذ لا تزال قطر تقدم دعمها المفرط للحركات المتشددة المنتشرة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، كما تعمل على تعزيز علاقاتها وتطويرها مع إيران التي تحاول توسيع نفوذها في المنطقة، وهو الأمر الذي يثير غضب الدول الأخرى في المنطقة، في مقدمتها «الرباعي العربي» بطبيعة الحال.

واعتبرت «واشنطن إكزامينر» أن تشبث النظام القطري بسياساته الراهنة يشكل -بنظر دول «الرباعي»- خروجًا سافرًا عن توجهات مجلس التعاون الخليجي، بالنظر إلى أن العلاقات المثيرة للجدل القائمة بين الدوحة و«نظام الملالي» تمثل تهديدًا للأمن الإقليمي، في ضوء التحركات التي يقوم بها النظام الإيراني لزعزعة الاستقرار في الدول المجاورة، وسعيه الدائب للتدخل في شؤونها، حسب ما نقله موقع المشهد العربي.

وقال مراقبون إنه على الرغم مما يمتلكه زيني من علاقات مع المسؤولين القطريين خلال عمله السابق في القوات الأمريكية في المنطقة، إلا أن فشل جهوده في هذا الصدد يكشف عن محدودية إمكانات الولايات المتحدة في توفير أي حلول تتجاوز المخارج البينية الخليجية والتفاوض بشأن مطالب الرباعي العربي، للتثبت من فض الدوحة شراكاتها مع التنظيمات الإرهابية.

وأشارت «واشنطن إكزامينر» إلى أن زيني -الذي عمل سابقًا في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وآسيا الوسطى– لم يلق دعمًا كافيًا من جانب إدارة ترامب في مهمته الخليجية الأخيرة، وهو ما حمله للتخلي عنها رغم اضطلاعه من قبل بمهمةٍ دبلوماسيةٍ أكثر صعوبةً، تمثلت في اختياره كمبعوث للوساطة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في عهد الرئيس السابق جورج بوش الابن، خلال العقد الأول من القرن الحالي.

المصدر