بعد استراحة المحارب..

ليفربول وسيتي يجددان الصراع في قمة الدوري الإنكليزي

كسبت الرهان

لندن

يجتاز النرويجي أولي غونار سولسكاير أول اختبار جدي له منذ توليه الإشراف على تدريب مانشستر يونايتد عندما يحل فريقه ضيفا على توتنهام الأحد في ملعب ويمبلي في المرحلة الثانية والعشرين من الدوري الإنكليزي، والتي تشهد تجدد الصراع على اللقب بين ليفربول المتصدر ومنافسه البطل مانشستر سيتي.

وتعاقد يونايتد مع سولسكاير حتى نهاية الموسم الحالي خلفا للبرتغالي جوزيه مورينيو المقال الشهر الماضي بسبب سوء النتائج، ونجح في قيادة فريقه إلى الفوز في مبارياته الخمس (أربع في الدوري المحلي وأخرى في الكأس)، وهو سيكون في لندن بمواجهة المدرب المرشح بقوة لتولي تدريب “الشياطين الحمر” في الموسم المقبل، الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو.

وفي حين كانت انتصارات يونايتد الأخيرة في الدوري على فرق من الصف الثاني، هي كارديف سيتي وهاردسفيلد وبورنموث ونيوكاسل، سيكون سولسكاير في مواجهة تحد مختلف ضد توتنهام الذي لا يزال يعد من المنافسين المحتملين على اللقب لكونه يبتعد عن المتصدر بست نقاط فقط. وكان توتنهام ألحق بيونايتد خسارة قاسية على ملعب أولد ترافورد في أغسطس الماضي بثلاثة أهداف دون رد.

في المقابل، نال بوكيتينو الإشادة كون فريقه لا يزال يحارب على أربع جبهات هذا الموسم، إذ بلغ الدور نصف النهائي من كأس الرابطة المحلية وتغلب ذهابا على تشيلسي 1-0 الثلاثاء، وبلغ الدور الرابع من مسابقة الكأس حيث يلتقي كريستال بالاس، وثمن نهائي دوري أبطال أوروبا وسيواجه بوروسيا دورتموند متصدر الدوري الألماني بدءا من فبراير.

إعادة الهدوء

في الوقت الذي كان فيه توتنهام يخوض مباراة قوية ضد تشيلسي في كأس الرابطة منتصف الأسبوع، كان مانشستر يونايتد يستمتع بشمس دبي حيث أقام معسكرا تدريبيا على مدى خمسة أيام.

ونجح سولسكاير في إعادة الهدوء إلى غرف الملابس بعد رحيل مورينيو وترجم هذا الأمر على أرضية المستطيل الأخضر حيث نجح الفريق في تسجيل 16 هدفا في خمس مباريات كما أن الشعور السائد أن لاعبيه ولا سيما المهاجمين تحرروا كليا من الضغوط التي عانوا منها في عهد مورينيو. وأعرب سولسكاير عن أمله في البقاء مدربا للفريق الذي دافع عن ألوانه كلاعب بين 1996 و2007، لما بعد فترة إعارته من مولدِه النرويجي في نهاية الموسم.

سولسكاير في مواجهة تحد مختلف ضد توتنهام الذي لا يزال يعد من المنافسين المحتملين على اللقب لكونه يبتعد عن المتصدر بست نقاط فقط

وقال بعد الفوز على نيوكاسل “لا أريد الرحيل. إنهم مجموعة من اللاعبين الرائعين، الأجواء ممتازة. لكن الأمر يتعلق بالمباراة التالية، ثم التالية ثم التالية وأنا أقوم بعملي طالما أنا موجود هنا”.

وعما إذا كانت المباراة ضد توتنهام الاختبار الجدي الأول له ولفريقه، قال “خضنا عدة امتحانات حتى الآن. خوض المباراة ضد نيوكاسل خارج ملعبنا كان اختبارا، المباراة الأولى (ضد كارديف) كانت اختبارا لردة فعل الفريق، والمباراة الأولى على ملعبنا وأمام جمهورنا كانت اختبارا أيضا”.

وتابع “بطبيعة الحال، لن نحصل على فرص كثيرة أمام توتنهام كما هو الشأن ضد الفرق الأخرى وبالتالي يتعين علينا أن نلعب جيدا عندما تكون الكرة في حوزتنا”. وأشاد سولسكاير بهداف توتنهام هاري كاين متصدر ترتيب الهدافين بالتساوي مع مهاجم أرسنال الغابوني بيار إيميريك أوباميانغ برصيد 14 هدفا بقوله “ليس (كاين) لاعبا سيئا، أليس كذلك؟ إنه هداف رائع، وفي مجاله يعد أحد أفضل اللاعبين في العالم”.

كما أشاد ببوكيتينو قائلا “لقد قام بعمل رائع. الشائعات (حول إمكانية توليه تدريب مانشستر يونايتد) لها مسبباتها لأنه قام بعمل جيد، لكن عملي لا يقوم على تصنيف المدربين. التركيز هو علي وعلى فريقي”. وكشف سولسكاير أن لاعب الوسط الفرنسي بول بوغبا سيشارك في المباراة بعد تعرضه لكدمة خلال المباراة الأخيرة ضد ريدينغ في الكأس وغيابه عن اليومين الأولين من التدريبات في دبي.

وبعد استراحة المحارب على جبهة الدوري لانشغالهما بمباريات كأس إنكلترا، يعاود ليفربول ومانشستر سيتي صراعهما نحو اللقب، حيث يحل الأول ضيفا على برايتون السبت، بينما يستقبل الثاني ولفرهامبتون الإثنين. وكان سيتي قد ألحق بليفربول الهزيمة الأولى هذا الموسم بفوزه عليه 2-1 في المرحلة الحادية والعشرين، ليشعل الصراع مجددا مع تقليص الفارق بين الفريقين إلى أربع نقاط.

وتبعت تلك الخسارة الخروج المفاجئ لليفربول من الدور الثالث لكأس إنكلترا بخسارته أمام ولفرهامبتون 1-2، في مباراة خاضها مدربه الألماني يورغن كلوب بتشكيلة غالبيتها من لاعبي الصف الرديف. واعتبر لاعب وسط ليفربول المخضرم جيمس ميلنر أنه يتعين على فريقه القيام برد فعل بعد خسارته مباراتين تواليا محليا، وبخصوص ذلك يقول “خسارة مباراتين ليست أمرا جيدا لنا، لكن كل فريق يمر بمطبات خلال الموسم. أعتقد أننا لم نكن نلعب جيدا في بداية الموسم لكننا كنا نحقق النتائج الإيجابية”.

شخصية قوية

وأضاف “أعتقد أنه على مدار الأعوام الأخيرة كان الفريق يتمتع بشخصية قوية وبالتالي ندرك تماما قدرتنا على النهوض من هذه الكبوة”. ولن تكون مهمة ليفربول سهلة في ملعب برايتون الذي لم يخسر سوى مرتين على أرضيه في 10 مباريات هذا الموسم، كما خسر بصعوبة على ملعب أنفيلد 0-1 في أغسطس الماضي.

أما سيتي المنتشي بتسجيله 16 هدفا ضد روثرهام (7-0) في الدور الثالث للكأس، وبورتون ألبيون (9-0) في ذهاب نصف نهائي كأس الرابطة، فيدرك أن ولفرهامبتون يحقق أفضل النتائج ضد الفرق الكبيرة هذا الموسم بدليل تعادله معه ومع مانشستر يونايتد وأرسنال بالنتيجة نفسها (1-1)، وفوزه على توتنهام في ويمبلي 3-1. وفي المباريات الأخرى، يلتقي وست هام مع أرسنال، وبيرنلي مع فولهام، وليستر سيتي مع ساوثهامبتون، وكريستال بالاس مع واتفورد، وكارديف سيتي مع هادرسفيلد، وتشيلسي مع نيوكاسل، وإيفرتون مع بورنموث.