في حال هاجمت الأكراد..

الرئيس الأميركي يهدد بتدمير اقتصاد تركيا

الاقتصاد التركي في صلب التوتر مع الولايات المتحدة

أنقرة

 هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأحد، تركيا بكارثة اقتصادية أذا شنت هجوما ضدّ الأكراد بعد انسحاب القوات الأميركية من سوريا، داعيا في الوقت نفسه الأكراد إلى عدم "استفزاز" أنقرة.
وردت تركيا بالتأكيد على أنها ستواصل مكافحة وحدات حماية الشعب الكردية السورية المدعومة من واشنطن ودعت واشنطن الى احترام "الشراكة الإستراتيجية" بين البلدين.
وكتب ترامب على تويتر "سندمر تركيا اقتصاديا إذا هاجمت الأكراد"، داعيا إلى إقامة "منطقة آمنة بعرض" 30 كلم من دون أن يضيف أي تفاصيل عن مكانها أو تمويلها.
وفي الوقت نفسه، طلبت واشنطن من الأكراد "عدم استفزاز تركيا". وكتب ترامب "بالمثل، لا نريد أن يقوم الأكراد باستفزاز تركيا".

وانخفضت الليرة التركية مقابل الدولار بعد تحذير الرئيس الأميركي بتدمير تركيا اقتصاديا إذا هاجمت أنقرة مقاتلين أكرادا في سوريا تدعمهم واشنطن.

وتراجعت الليرة، التي خسرت نحو 30 بالمئة من قيمتها مقابل الدولار في العام الماضي، إلى 5.53 مقابل العملة الأميركية بحلول الساعة 0736 بتوقيت جرينتش من قرب 5.4540 يوم الجمعة بعد أن لامست 5.5450 في التعاملات الصباحية.

وتأتي هذه التصريحات بينما يقوم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بجولة في الشرق الأوسط تهدف إلى طمأنة حلفاء الولايات المتحدة في حين تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وتركيا بشأن مصير أكراد سوريا الذين قاتلوا إلى جانب الأميركيين تنظيم الدولة الإسلامية.
وحاول بومبيو طمأنة الحلفاء الأكراد للولايات المتحدة بتأكيده أن الولايات المتحدة قادرة على حمايتهم على الرغم من سحب ألفي جندي أميركي منتشرين في سوريا لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية، الذي أعلن عنه الرئيس ترامب في كانون الأول/ديسمبر الماضي.
ورحبت تركيا بهذا الانسحاب الذي يضعف وضع المقاتلين الأكراد. وفي الواقع تواجه وحدات حماية الشعب الكردية التي تعد العمود الفقري لمكافحة الجهاديين على الأرض، تهديد هجوم محتمل من تركيا المجاورة لسوريا.
وبعد تغريدة ترامب، قال الناطق باسم الرئاسة التركية ابراهيم كالين في تغريدة على تويتر إنه "لا فرق" بين تنظيم الدولة الإسلامية ووحدات حماية الشعب الكردية، مؤكدا أن تركيا "ستواصل مكافحتهم جميعا".
وكتب كالين "السيد دونالد ترامب إنه خطأ فادح مساواة الأكراد السوريين بحزب العمال الكردستاني، المدرج على قائمة الولايات المتحدة للمنظمات الإرهابية، وفرعه بسوريا حزب الاتحاد الديمقراطي /وحدات حماية الشعب. "الإرهابيون لا يمكن أن يكونوا شركاءك وحلفاءك. تركيا تتوقع أن تحترم الولايات المتحدة شراكتنا الاستراتيجية ولا تريد أن تؤثر عليها دعاية إرهابية".

تعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردية "إرهابية" بسبب صلاتها المفترضة مع حزب العمال الكردستاني الذي يقاتل على الأراضي الترطية منذ 1984.
وهي لا تخفي نيتها شن هجوم ضده لمنع تشكل نواة دولة كردية على حدودها يمكن أن تؤجج النزعة الانفصالية للأكراد في تركيا.
ورفض الرئيس التُركي رجب طيب إردوغان بشدة خلال زيارة لجون بولتون مستشار الأمن القومي للرئيس ترامب الثلاثاء الموقف الأميركي الداعي إلى ضمان حماية القوّات الكرديّة المسلّحة في شمال سوريا لدى انسحاب القوّات الأميركيّة.
وصرح بولتون خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل، أنه يجب توافر شروط من بينها ضمان سلامة الحلفاء الأكراد، قبل انسحاب القوات الأميركية من سوريا.
واعتبر إردوغان في كلمة ألقاها في أنقرة الثلاثاء أنّ تصريحات بولتون "غير مقبولة بالنسبة إلينا، ولا يمكن التساهل معها"، وذلك بعد لقاء جمع في أنقرة بين بولتون وإبراهيم كالين، المتحدّث باسم الرئاسة التركيّة.
وكانت معلومات تحدثت عن إجلاء أكثر من 600 شخص السبت من آخر معقل لتنظيم الدولة الإسلامية في شرق سوريا.

أوقفوا الحروب التي لا تنتهي!

وتحدث ترامب في تغريدات الأحد عن "بدء الإنسحاب المنتظر منذ فترة طويلة في سوريا عبر ضرب الخلافة الصغيرة المتبقية لتنظيم الدولة الإسلامية على الأرض، من اتجاهات عدة. سنهاجم مجددا انطلاقا من قاعدة موجودة إذا تشكلت مجددا".
وتابع أن "روسيا وإيران وسوريا كانت أكبر المستفيدين من سياسة الولايات المتحدة الطويلة المدى لتدمير تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا (...) نحن استفدنا من ذلك أيضا، لكنّ الوقت حان الآن لإعادة قواتنا إلى الوطن". وكتب بأحرف كبيرة "أوقفوا الحروب التي لا تنتهي!".
وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن عشرات المقاتلين الجهاديين تم إجلاؤهم من مناطق يسيطر عليها التحالف العربي الكردي.
وأوضح أن حوالي 16 ألف شخص بينهم 760 مقاتلا من التنظيم الجهادي فروا من المنطقة منذ كانون الأول/ديسمبر. وأكدت الأمم المتحدة الجمعة أن 25 ألف شخص فروا من المعارك في الأشهر الستة الأخيرة.