قضايا وحريات

العالم أمام تحول الطاقة..

تقرير: هل بات تهديد تغير المناخ تحت السيطرة؟

ستوفر الطاقة 6 تريليونات دولار بحلول 2050

من 50 عامًا حتى يومنا هذا، تغيرت أشياء كثيرة، وعديد من التحولات العالمية البارزة حصلت وإن كان البعض لا يشعر بها، فماذا بعد 50 عامًا أخرى؟ الحديث يجري عن تحول جذري في قطاع الطاقة؛ فلن يكون هنالك تمديدات كهربائية كالتي نعرفها، أو محطات توليد تعتمد على الوقود المستنتج من داخل الأرض.

أرقام مبشرة

يمثل التحول العالمي إلى قطاع الطاقة المتجددة بشرى سارة لسكان المعمورة؛ فالتغير المناخي بات يقلق ويؤرق دول العالم أجمع.

 

تشير أرقام حديثة إلى أن الاعتماد على الطاقة المتجددة يحقق نموًا متسارعًا في السنوات الأخيرة، بمعدل سنوي يتجاوز 8%، كما أن هذا النوع من الطاقة بات يشكل اليوم نحو 25% من إجمالي القدرة الإنتاجية العالمية من الطاقة.

وخلال السنوات المقبلة، تشير التقديرات وفقًا لتقارير، إلى أن حصة الطاقة المتجددة من قطاع الكهرباء قد ترتفع من 25% حاليًا إلى 85% بحلول عام 2050، لتصبح بذلك المصدر الرئيس لتوليد الكهرباء.

ويرجع خبراء هذه الزيادة في الاعتماد على الطاقة المتجددة إلى تراجع التكلفة؛ فمنذ عام 2010، تراجعت تكلفة توليد الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية بنحو 73%، بالإضافة إلى تأثيرات التغير المناخي وتسارع جهود الدول نحو استخدام الطاقة المتجددة، فهنالك 179 دولة وضعت أهدافًا تتعلق بالطاقة المتجددة.

ولعل ما يدفع نحو هذا التحول هو مقدار التكلفة مقابل التوفير جراء عملية التحول، إذ تقدر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا” التكاليف اللازمة بتريليون و700 مليار دولار حتى 2050، لكن في المقابل ستفوق الوفورات الناجمة عن استخدام الطاقة المتجددة هذه التكاليف، مع توقعات بوصولها إلى 6 تريليونات دولار خلال الفترة نفسها.

وستنعكس هذه الوفورات في الاقتصاد العالمي بشكل أو بآخر، إن كان من جهة دعم النمو الاقتصادي أو خلق الوظائف، التي تشير التقديرات إلى إنها ستبلغ أكثر من 19 مليون وظيفة حتى عام 2050، حسب تقارير.

 

هل عملية التحول ممكنة؟

تقول نتائج دراسة أجراها فريق من علماء دوليين بـ”جامعة لابينرانتا للتكنولوجيا” بفنلندا، بقيادة البروفيسور كريستيان برايير، الذي درس بيانات متعددة من جميع مناطق العالم حول استهلاك الطاقة وتطور السكان والطقس، إنّ كل مؤشرات وعوامل التحول للطاقة المتجددة متوفرة.

فنظرًا للتكاليف المنخفضة بشكل كبير، فإن الألواح الشمسية والتخزين بالبطاريات ستصبح على المدى البعيد أهم مصادر التزود بالطاقة.

وينطلق الفريق الفنلندي من أن حجم الألواح الشمسية في إنتاج الكهرباء العالمي سيرتفع من 37% في عام 2030 إلى 69% في عام 2050، وبالتالي فإنه سيؤمن أكثر من ربع الحاجة العالمية من الكهرباء.

ويرى تقرير سابق صدر عن عن مؤسسة بلومبيرغ لتمويل الطاقة الجديدة، أن زيادة في الطلب على الكهرباء بنسبة 58% حتى عام 2040، ستجري تغطيتها بنسبة متزايدة من طاقة الرياح التي يتوقع ارتفاعها 349%، وتوسع الطاقة الشمسية المتوقع بحوالي 14 ضعفًا مقسمة بين 69% على نطاق الشبكة و31% في المنشآت صغيرة الحجم، إلى جانب مضاعفة الطاقة المستخدمة من 6.719 إلى 13.919 غيغاوات.

 

دول خطت خطوات متقدمة

تشير تقارير إلى أن التحول حدث في عدد من دول العالم عبر دخول مشاريع تعمل بالطاقة الشمسية مجال المنافسة مع تلك التي تعمل على الفحم والغاز.

يعتقد تقرير بلومبيرغ أن العالم يكاد أو وصل فعلًا إلى هذا التحول في جميع الأسواق الرئيسة؛ إذ تبدو الطاقة الشمسية وطاقة الرياح الجديدة في ألمانيا بتكلفة تنافسية مع المشاريع الجديدة التي ستعمل على الفحم والغاز. وفي الصين، في الوقت الذي يعد فيه الفحم الأدنى تكلفة في محطات توليد الكهرباء المشيدة حديثًا اليوم، ستغدو الرياح البرية أرخص في عام 2019.

كذلك، في الولايات المتحدة، حيث يشكل الغاز الطبيعي الرخيص المصدر الأقل كلفة، فإن طاقة الرياح ستبدأ في التفوق بحلول 2022، أما في الهند، فستبدو مشاريع الطاقة الشمسية الجديدة أرخص ثمنًا من الفحم بدءًا من 2020.

وجمع خبراء من غالب دول العالم على أن المدخل الوحيد للتصدي لتهديد تغير المناخ يبدأ من بوابة التحول نحو الطاقة الشمسية كبديل عن نظيرتها الأحفورية.

123

التعليقات

شروط التعليقات
- جميع التعليقات تخضع للتدقيق.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها

المزيد من الأخبار