بعد 688 خرقًا حوثيًا..

تقرير: ما مصير الجولة الجديدة للمبعوث الأممي إلى اليمن؟

هل ينجح غريفيث في إنقاذ اتفاق السويد؟

واشنطن

بعد أكثر من شهر على سريان اتفاق السويد، ما زالت الأزمة اليمنية تراوح مكانها، خصوصًا بعد تعثر تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى بين ميليشيا الحوثي والقوات الشرعية، إلى جانب ممطالة الحوثي في تسليم موانئ الحديدة للحكومة الشرعية بحسب نص اتفاق السويد.

وفي محاولة منه لإنقاذ الاتفاق، وصل المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، إلى صنعاء، قادمًا من مسقط، ثم يتوجه للرياض، وذلك ضمن جولة جديدة هي الثانية له منذ التوقيع على اتفاقات السويد بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين منتصف ديسمبر/كانون الأول 2018. ويسعى المبعوث الأممي إلى البحث عن آليات لتنفيذ الاتفاق المتعلق بوقف إطلاق النار، والانسحابات من مدينة الحديدة وموانئها.

ويلتقي غريفيث في صنعاء قياديين في جماعة الحوثي الانقلابية، والجنرال الهولندي باتريك كاميرت، رئيس لجنة التنسيق المشتركة لمراقبة تنفيذ اتفاق السويد في الحديدة؛ لبحث العراقيل التي وضعتها ميليشيات الحوثي أمام تنفيذ الاتفاق، لا سيما مع تصاعد الخلاف بين كبير المراقبين الأمميين في الحديدة والميليشيات الحوثية التي دشنت حملة إعلامية غير مسبوقة وصلت حد المطالبة بإقالته، كما جاء على لسان القيادي في الجماعة محمد البخيتي الذي لوّح بعدم تعاون الحوثيين مع الجهود الأممية في حال بقاء كاميرت في منصبه.

وتأتي تلك التطورات في ظل ما تشهده الأزمة اليمنية من تعقيدات متزايدة من قبل الحوثيين تهدد بانهيار اتفاق وقف إطلاق النار الهش في الحديدة، وفشل اتفاقات السويد التي لم يتحقق أيّ من بنودها على الأرض، خصوصًا مع استمرار اعتداءات ميليشيات الحوثي الانقلابية على المواطنين في مدينة الحديدة غربي اليمن، على الرغم من سريان وقف إطلاق النار في المدينة منذ 18 ديسمبر/كانون الأول الماضي.

ورصد تقرير يمني حديث، صادر عن خلية التنسيق في مركز العمليات المتقدم بمحور الحديدة، مقتل 48 مواطنًا وإصابة 362 آخرين؛ جراء ارتكاب ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران 688 خرقًا في محافظة الحديدة، من 18 ديسمبر/كانون الأول حتى 19 يناير/كانون الثاني 2019. وأشار التقرير إلى أن الخروقات الحوثية مستمرة باستخدام أنواع الأسلحة المختلفة، وتستهدف منازل المواطنين والأماكن العامة ومواقع قوات دعم الشرعية اليمنية، فضلًا عن تعزيز مواقعها الدفاعية عن طريق زرع الألغام وحفر الخنادق والممرات البرية عند المداخل والمواقع الرئيسة.

وأكد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، الدكتور أنور بن محمد قرقاش، خلال لقائه مبعوث مملكة السويد إلى اليمن وليبيا، بيتر سيمينبي، على ضرورة تطبيق بنود اتفاق السويد فيما يتعلّق بانسحاب ميليشيات الحوثي من مدينة الحديدة وموانئها وصليف ورأس عيسى، مشددًا على أن العملية السياسية في اليمن مترابطة ومتصلة، ولا يمكن الانتقال إلى الخطوة التالية من هذه العملية دون التطبيق الكامل والواضح لاتفاق السويد، مطالبًا المجتمع الدولي ومنظمة الأمم المتحدة بالضغط على ميليشيات الحوثي، لتطبيق التزاماتها بموجب الاتفاق ووقف خروقاتها اليومية له.

ومن المتوقع أن يقوم المبعوث الأممي بزيارة العاصمة السعودية الرياض، الأربعاء، للقاء عدد من المسؤولين في الحكومة الشرعية وقيادات سعودية، إذ تشير المصادر -حسب ما نقلت صحيفة العرب اللندنية- إلى إمكانية تكراره الحديث عن تحديد موعد لاستئناف المشاورات بين الفرقاء اليمنيين، وهو الأمر الذي ترفضه الحكومة اليمنية؛ إذ تعتبر أن أي حديث عن مشاورات جديدة دون تنفيذ الاتفاقات السابقة مجرد إهدار لفرص السلام.

ومن جانبه، يرى الناشط السياسي اليمني محمد محروس، في تصريح إلى “كيوبوست”، أن اتفاق السويد سيؤول إلى الفشل، لا سيما مع استمرار تعقيد شروط الحوثيين وتعنتهم وعدم تفاعلهم مع المنظمات الأممية والحكومة الشرعية، وذلك ما يمكن ملاحظته في عمل لجنة تبادل الأسرى التي لم تحقق أي نتائج ملموسة في ملف تبادل الأسرى حتى اللحظة.