الدوحة تستثمر في أزمة البشير..

البشير يتلقى جرعة دعم قطري لا تنفع لاحتواء الاحتجاجات

الرئيس السوداني بحث مع الشيخ تميم بن حمد مختلف التطورات والتحديات

وكالات

أعلنت قطر الأربعاء دعمها "وحدة واستقرار السودان" بمناسبة الزيارة التي يقوم بها الرئيس السوداني عمر البشير للدوحة وهي الأولى إلى الخارج منذ اندلاع الاحتجاجات قبل شهر ضد نظامه.

ونقلت وسائل الإعلام القطرية عن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني "تأكيده موقف بلاده الثابت في حرصها على وحدة السودان واستقراره".

وقد ذكرت الوكالة الرسمية أن اللقاء بين الشيخ تميم والبشير "بحث مختلف التطورات والتحديات التي تواجهها الجمهورية ومستجدات عملية السلام في دارفور بالإضافة إلى سبل دعم وتنمية العلاقات الأخوية القائمة بين البلدين".

ويقيم السودان وقطر علاقات جيّدة وهما حليفان منذ زمن بعيد. ويقدّر عدد الرعايا السودانيين المقيمين في الإمارة الخليجية بنحو 60 ألفا.

وكانت الدوحة قادت وساطة بين الخرطوم والمتمرّدين في النزاع الذي اندلع عام 2003 في إقليم دارفور.

وتطال نظام البشير اتّهامات بانتهاك حقوق الإنسان وقد أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقيف بحقّ الرئيس السوداني عامي 2009 و2010 لاتهامه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور.

وقال وزير الخارجية السوداني الدرديري محمد أحمد إن البشير وأمير قطر بحثا الأزمة الاقتصادية الراهنة التي يمر بها السودان ومساعي الخرطوم للخروج من الأزمة ودور "الأشقاء" بشكل عام وقطر بشكل خاص لمساعدة السودان.

وقال للصحفيين في مطار الخرطوم بعد عودة البشير من قطر "أكدت قطر مساندتها الثابتة والمستمرة للسودان".

ودعا تجمع المهنيين السودانيين وهو مجموعة من النقابات تتزعم الاحتجاجات، المتظاهرين إلى التجمع في 17 منطقة بالعاصمة الخرطوم غدا الخميس والتوجه نحو القصر الرئاسي. والدعوة هي الأكبر من نوعها منذ بدء الاحتجاجات.

وقال وزير الإعلام السوداني في حديثه لتلفزيون العربية إن الذين يدعون لاحتجاجات يوم الخميس "سياسيون" يريدون "امتطاء هذه الاحتجاجات للوصول لأهداف سياسية".

وقال تجمع المهنيين السودانيين إن احتجاجات الخميس ستبدأ الساعة 1300 بالتوقيت المحلي (1100 بتوقيت غرينتش)، مضيفا أنه سيوفر مستلزمات الطوارئ لمن يصاب من المحتجين.

وتستخدم قوات الأمن الغاز المسيل للدموع وأحيانا الذخيرة الحية لفض المظاهرات فضلا عن اعتقال محتجين وشخصيات من المعارضة.

وهذه أول زيارة خارجية للبشير منذ اندلاع احتجاجات في 19 ديسمبر/كانون الأوّل 2018 عقب قرار الحكومة رفع أسعار الخبز. وتصاعدت حدّتها منذ ذلك الحين لتتحوّل إلى تظاهرات واسعة ضدّ حكم البشير المستمرّ منذ ثلاثة عقود.

وخلّفت موجة الاحتجاجات في السودان 26 قتيلا بينهم اثنان من عناصر الأمن، بحسب حصيلة رسمية، إلا أن منظمات دولية منها هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية تقول إن الحصيلة بلغت 40 قتيلا بينهم أطفال وعناصر من الكادر الطبي.

ويعاني السودان من أزمة اقتصادية يغذيها نقص حاد في العملات الأجنبية وانكماش متصاعد أدى إلى مضاعفة أسعار الغذاء والدواء.

ويرى محللون أن هذه الاحتجاجات تشكل أكبر تحد للرئيس البشير منذ وصوله إلى السلطة في 1989 في انقلاب دعمه الإسلاميون.

وكان البشير وصف المتظاهرين بأنهم "عملاء" و"خونة"، محمّلا إياهم مسؤولية أعمال العنف.