مطالبة إخوانية للافراج عن قيادي..

تقرير: الإخوان والقاعدة.. علاقات حميمة وهذه كلمة السر

حلمي الزنجي

علي رجب

في ثنائية متواصلة، بين حزب التجمع اليمني للإصلاح «إخوان اليمن»، وتنظيم القاعدة الإرهابي، خرجت تظاهرات إخوانية؛ للمطالبة بالإفراج عن قيادي في تنظيم القاعدة باليمن، في تأكيد واضح وصريح على علاقة «الإخوان» بالتنظيم الإرهابي، وإثارتهم الفوضى في المناطق المحررة، واستهدافهم التحالف العربي.

وقد طالب «إخوان اليمن» بالإفراج عن قيادي بارز في تنظيم «القاعدة»، يُدعى «حلمي الزنجي»، وهو أمير التنظيم في مديرية المنصورة بمحافظة عدن، واعتقلته قوات الحزام الأمني قبل عامين عقب فراره من «عدن» صوب «أبين».

و«الزنجي»، أمير القاعدة في مديرية «المنصورة» بعدن، عاث فيها قتلًا وتفجيرًا، وحَوَّلها إلى إمارة داعشية، وبعد قيام قوات الأمن والحزام الأمني بتضييق الخناق عليه فرَّ إلى «أبين»، وتمَّ القبض عليه في مديرية «المحفد»، من قبل رجال المقاومة الجنوبية نهاية مارس 2016، وتم تسليمه لقوات التحالف العربي في 31 مارس 2016.

وشهد تنظيم «القاعدة» حضورًا كبيرًا في اليمن بعد 2011، مستغلًا عدم استقرار الدولة اليمنية، بفعل التظاهرات السياسية التي استمرت حتى سيطرة الحوثيين على صنعاء في 21 سبتمبر 2011، وسيطر التنظيم، تحت قيادة قاسم الريمي، المكنى بـ«أبوهريرة الصنعاني»، على العديد من المعسكرات التابعة للجيش اليمني في «حضرموت» و«شبوة»، وغيرها بتواطؤ من «حزب الإصلاح» في اليمن.

علاقة الإخوان بالقاعدة

لجماعة الإخوان في اليمن علاقات واسعة بكل من تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، فما من منطقة سيطر عليها حزب الإصلاح الذي يُعد الفرع اليمني لجماعة الإخوان، إلا وكان تنظيمًا إرهابيًّا يسبقه إليها ممهدًا الطريق.

وفي مطلع العام 2017، أعلن أمير «القاعدة» في اليمن، قاسم الريمي، أن التنظيم قاتل إلى جانب الإخوان، في عدة جبهات كصرواح في مأرب، وبيحان في شبوة، وعدد من جبهات محافظة البيضاء، إضافة إلى جبهات في الجوف وتعز، كما يتعامل «إخوان اليمن» مع معسكرات «القاعدة» في مأرب والبيضاء والجوف كخزان بشري احتياطي، يلجأون إليه عند الضرورة.

من جانبه، قال صالح مساوى: إن للقاعدة ارتباطًا فكريًّا مع حزب الإصلاح (الذراع السياسية لإخوان اليمن)، ويتلقى التنظيم دعمًا كبيرًا من حزب الإصلاح، ولعب عبدالمجيد الزنداني، أحد كبار مؤسسي جماعة الإخوان المسلمين في اليمن، دورًا في دعم القاعدة باليمن.

وأضاف أن الكثير من الوثائق وأجهزة الكمبيوتر التي تم العثور عليها مع التنظيم في مداهمات النخبة الشبوانية تُثبت تمويل حزب الإصلاح لتنظيم القاعدة بالمال والسلاح، والعمل المخابراتي.

كما كشف المركز الأمريكي للدراسات أنّ العلاقة بين الإخوان وجميع التنظيمات الإرهابية الأخرى، خاصة القاعدة، تتميز بالتعقيد؛ إذ تنطوي على عملية تأثير وتأثر بينهم.

فالجماعات تحتاج بالضرورة إلى أموال وتدفقات اقتصادية؛ حتى تستكمل مهامها الموكلة إليها، ويبدو أنّ قطر تقوم بهذا الدور من خلال حزب «الإصلاح»، وهو ما أعلنه «منتدى باريس للسلام والتنمية»، الذي عُقد في 28 مارس العام 2018؛ حيث قدم تقريرًا يتهم قطر بـ«تمويل عناصر القاعدة عن طريق دفع فدية، تظاهرت الدولة الخليجية بأنها بريئة؛ لتحرير السويسرية سيلفيا، في مارس العام 2012، وبالطبع دفعت الأموال بوساطة إخوانية، من خلال عناصر حزب الإصلاح الإخواني.

وفي مايو 2016 اتهم أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات، إخوان اليمن بالتحالف مع تنظيم القاعدة الذي كان يسيطر على مدينة المكلا قبل أن تطرده منها قوات التحالف العربي والمقاومة اليمنية، قائلًا في تغريدة على توتير: «في مدينة المكلا وجدنا أدلة حقيقية وملموسة عديدة للتعاون والتنسيق بين الإخوان والقاعدة»، مضيفًا أن قناعتهم واضحة بشأن «تحالف الانتهازية والإرهاب».

واعتبر مراقبون أن تظاهرات الإخوان تفضح علاقتهم مع الإرهاب، فالحديث عن مزاعم السجون السرية كشفته وقفة احتجاجية لهم، حيث إنهم طالبوا بالإفراج عن إرهابين متورطين في ارتكاب جرائم بشعة ضد مدنيين مسالمين في عدن.