تسليط الضوء على الحرب في اليمن ومستقبل التحالفات

تحليل: الجنوبيون.. بين الشيوعية والشيعة

القوات الجنوبية تقاتل ضد ميليشيات إيران

خاص (عدن)

  • تحليل سياسي يسلط الضوء على الحرب في اليمن ومستقبل التحالفات السياسية (اليمنية الخليجية)
  • هل يبحث اليمن (الشمال) عن عذر ثالث لاجتياح الجنوب؟
  •  هل يتخلى الاشقاء الخليجيون عن حليفهم الجنوبي؟
  • وزير في حكومة هادي: الجنوبيون عملاء لإيران
  • تحليل: الجنوبيون.. بين الشيوعية والشيعة
  • تحريض يمني متواصل على الجنوب

"الجنوبيون عملاء لإيران" هذا اخر خطاب لوزير شمالي في حكومة الرئيس هادي الذي تقاتل عشر دول عربية لاستعادة شرعيته من الحوثيين وقوات المخلوع صالح، في أقوى اتهامات يعتقد سياسيون أنها محاولة تبرير لحرب شمالية ثالثة يتوقع ان تشن من قبل القوى اليمنية الشمالية ضد الجنوب.

وقال وزير الدولة ومستشار الرئيس هادي" إن الجنوبيين عملاء لإيران"، وان طهران تريد فصل اليمن إلى دولتين لتهديد السعودية، الأمر الذي اثار حالة من الجدل في الجنوب، وهو جدل متواصل منذ ان تحدث وزير الثقافة اليمني السابق خالد الرويشان بضرورة اجتياح الجنوب واحتلاله للدفاع عن الوحدة اليمنية.

 وكان وزير الدولة العامري يتحدث لقناة العربية السعودية" أن الجنوبيين عملاء لإيران وان انفصال الجنوب هو مشروع ايراني"، متناسيا التدمير الذي احدثته الحروب الشمالية على الجنوب، لكن تصريحات العامري عدها جنوبيون بأنها مساع حثيثة تمثل الحكومة الشرعية الشمالية لشيطنة الجنوب، وايجاد ذريعة ثالثة لاجتياحه وتشريد أهله.

ان لم ينتبه قادة الجنوب لذلك، يتوقع جنوبيون ان حربا ثالثة متوقعة في القريب يشنها الشمال على بلادهم وقد تقضي على الجنوبيين وأمالهم في الحياة بكرامة".

ظهور العامري القيادي اليمني للحديث عن وجود اطراف موالية لإيران في الجنوب وعلى شاشة قناة تابعة للتحالف العربي، يعتقد انها تمهيد لعدوان شمالي قادم بدعوى محاربة عملاء ايران، وان انفصال الجنوب ما هو الا مشروع إيراني، وبتالي فان الجارة لديها الحق في محاربة ايران والعملاء في الجنوب.

وعلى الرغم من اعتراف الكثير من ساسة التحالف العربي بجهود الجنوبيين في هزيمة العدوان الإيراني الا ان ذلك ليس كافيا لصد عدوان شمالي يتم التحضير له في صنعاء ومأرب ودول اقليمية، الهدف منه انهاء مطالب استقلال الجنوب بالقوة وإلى الأبد.

ساسة خليجيون يدركون انه لولا اتفاق الجنوبيين حول علم الجنوب ومشروعية صد العدوان الشمالي على بلادهم، لما انتفض الجنوبيون في مواجهة العدوان اليمني الإيراني على بلادهم.

ولولا الوفاء الجنوبي لما ذهب المقاتلون الجنوبيون إلى الساحل الغربي وجبهة صعدة في شمال اليمن.

عذر ثالث وأخير يحضر له اليمنيون في الشمال لشن حرب أخيرة على الجنوب، فمن بين " الماركسية الى الداعشية الى الشيعة.

يتخوف سكان الجنوب من حرب ثالثة محتملة خاصة مع تزايد التهديدات والتحريض الذي يقوم به موالون للانقلاب وأخرون موالون للحكومة الشرعية ثلاثة مشاريع يقتل أهل الجنوب بسببها مع انهم ابرياء من تلك التهمة براءة الذئب من دم ابن يعقوب.

تقارير المنظمات اليمنية الشمالية ضد الحراك الجنوبي انه ارتكب انتهاكات تندرج ضمن هذا المشروع الذي يحضر له، من قبل العديد من القوى اليمنية وبدعم من طرف إقليمي لم يدرك ساسته اين مصلحة بلدهم حتى الآن؟!.

ظهور العامري للحديث عن الجنوب، والانفصال جاء عقب فتوى حربية أطلقها المدعو خالد الرويشان، والتي جاءت هي الأخرى عقب مبادرة (فيها الكثير من الدبابيس)، والهدف من كل ذلك هو التشريع لحرب شمالية (ثالثة) ضد الجنوب بدعوى الحفاظ على الوحدة، ومحاربة عملاء ايران الشيعة في الجنوب.. وهي تهمة لن يخجل العدوان الشمالي من سخافتها كما لم يخجلوا من تهم داعش والشيوعية السابقة التي اطلقت قبيل عدواني 1994م و2015م.

يبدو أن تعثر الحرب في الشمال ليس الا واحد من الشروط اليمنية على الجارة وابرزها (الحفاظ على الوحدة اليمنية)، والجارة يبدو انها رضخت لتلك الشروط، وبدأت تدعم المخططات اليمنية.

البخيتي يقدم مبادرة، تمنح الجنوب حق الاستقلال، ليس الهدف منها دعم البخيتي لاستقلال الجنوب، ولكن لتوحيد الشمال، ودعوة لتحفيزهم للاستعداد للدفاع عن ثرواتهم، فالإصلاحيون قالوا عن مبادرة البخيتي " بأنها تريد الحفاظ على المخلوع صالح، لتحفيز موالين لهم لمنع الاستقلال، والمخلوع صالح اعتبرها فرصة لحشد الشمال مرة أخرى، وتصريحاته الأخيرة تأكيد على ان مبادرة البخيتي الهدف منها تحريض الشماليين على الجنوبيين، والا لنسأل ما الفائدة المرجوة من هكذا مبادرة في الوقت الذي اصبح الجنوب فيه محررا من الوجود العسكري الشمالي.

المطلوب من الجنوبيين، ليس انتظار مبادرة شمالية، ولكن الحفاظ على بلادهم وتدعيم بناء مؤسسات جنوبية ورفض كل مشاريع اليمن الشمالي، فالجنوب ليس بحاجة لمبادرات شمالية، والشماليون انعدمت فيهم الثقة ولم يعد هناك من يثق في أي حليف شمالي، طالما والجميع يرى ان الوحدة هي الشرعية التي يتم تحتها نهب ثروات الجنوب وحرمان اهلها منها.

 مشاريع الاقاليم الستة التي يجاهد الرئيس هادي من اجل تطبيقها تبدو بعيدة ومستحيلة من الطرفين الشمالي والجنوبي، فالجنوبيون يرون ان العدوان الثاني على بلادهم قد نفس أي حلول وسط تبقي على الوحدة بين الشمال والجنوب ولو على شكل وحدة فدرالية، كذلك الحال بالشمال الذي يرى ان الفدرالية سوف تحرمهم من عادات نفط الجنوب.

ما يصدر عن القوى الشمالية وعبر اعلام تابع للتحالف العربي يؤكد ان لا مكان للجنوب في خريطة التحالفات القادمة وان الحليف هو شمالي حتى وان كان غير وفيا للخليج العربي والسعودية على وجه التحديد.

يقدم التحالف العربي دعما كبيرا للقوات العسكرية في شمال اليمن، على العكس يحصل في الجنوب الذي بات يعاني  الأمرين، من تدهور في الخدمات وتعثر بناء وحدات عسكرية وأمنية وتغييب الاعلام عن عدن العاصمة، في الوقت الذي يؤكد مسؤولون حكوميون أن قنوات يمنية وصحف في طريقها إلى عدن من بينها صحيفة الثورة التي تم صرف لها مقر في حي الممدارة بعدن، والتي توقع مصادر في وزارة الإعلام " أنها قد تعود للصدور من عدن بطاقم اعلامي شمالي.

تحدثت مع مسؤول في وزارة الاعلام (احتفظ باسمه وصفته) عن نية الحكومة الشرعية في الرياض اعادة اصدار صحيفة الثورة من عدن كمؤسسة للنشر ومعها ستعود الكثير من الصحف الشمالية.

لكن ما قد يوتر الوضع أكثر في حالة وتخلى الاشقاء الخليجيون عن حليفهم الوفي الجنوبي الذي نجحت مقاومته في التصدي للعدوان الإيراني ولا تزال القوات الجنوبية تقاتل في البقع والساحل الغربي لليمن.

لكن رسم تحالفات قد تستثني الجنوب، فانه من حق الجنوبيين البحث عن حليف اقليمي قوي يساعدهم في دحر العدوان الشمالي الممول من إيران.

 فظهور بوادر عدوان ثالث على الجنوب، قد يخلط الاوراق على الاطراف والإقليمية والدولية، وقد يضع الحلف العربي على المحك، فبدلا من ان توظف الجهود لأنهاء الانقلاب وتبديد احلام ايران في اليمن، تسعى الاطراف الشمالية مجتمعة لاستهداف الجنوب من خلال بناء قوات عسكرية في مأرب وعرقلة بناء قوات مشابهة في عدن، الامر الذي يؤكد ان التخطيط لاجتياح الجنوب هذه المرة يدرس بعناية لإنهاء مطامع الجنوبيين في الاستقلال واستعادة دولتهم السابقة.