الانشقاقات تقسم ظهر الحوثيين مجدداً..

كبار العسكريين ينشقون عن الميليشيا ويدعمون الشرعية

حوثيون في شمال اليمن

علي رجب

أزمة جديدة تضرب صفوف ميليشيا الحوثي، عبرانشقاق مجموعة من ألوية الحرس الجهموري، والانضمام إلى قوات الجيش اليمني، في تحرك جديد يزيد من الضغوط على ميليشيا الحوثي، ويهدد قدرتها على الصمود عسكريًا، مع ارتفاع غضب العسكريين، الذين بقوا مع الميليشيا بعد مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، في 4 ديسمبر 2017.

خسائر فادحة

في البداية انشق عدد من كبار ضباط قوات الحرس الجمهوري بصنعاء، عن ميليشيا الحوثي، بعد هروبهم من قبضة الميليشيا؛ حيث كان أغلبية أعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام، ومعظم قادة القوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح موضوعين قيد الإقامة الجبرية، إلا أن الضباط المنشقين نجحوا في الفرار من تلك الإقامة الجبرية، ووصلوا إلى محافظة مآرب.

وأعلن الضباط تأييدهم للشرعية، والانضمام للقتال في صفوف الجيش الوطني ضد ميليشيا الحوثي، والضباط المنضمين للقوات الشرعية، وهم العميد ركن عبدالكريم عبدالله علي مظفر، العميد ركن عبدالله علي ناجي الذيب، العميد ركن عبدالوهاب مرشد نهشل، وينتمون لمديرية همدان، شمال محافظة صنعاء.

انشقاق كبار العسكريين، يمثل انهيارًا لأعمدة الحوثي وخسارة فادحة في صفوف الميليشيا، ومن جهة أخرى يشكل دعمًا قويًّا لجبهة الشرعية؛ حيث يتوقع مراقبون، تضاعف عدد المسؤولين والقادة الذين سيقفزون من سفينة الحوثي خلال الأيام القليلة المقبلة، خاصة أن الميليشيا الانقلابية تتكبد في الفترة الأخيرة خسائر فادحة على المستويين الميداني والبشري، إضافةً إلى تضييق الخناق عليهم في محافظة صعدة؛ ما يعني سقوط مشروعهم الكهنوتي في اليمن.

خبراء للمرجع: «الحوثي ينهار»

الخبير العسكري اليمني، يحيى أبوحاتم، يرى أن انشقاق كبار القادة في الحرس الجمهوري، هو أمر جيد ومبشر أيضًا في اقتراب سقوط الميليشيا.

وأوضاف أبوحاتم، في تصريح لـ«المرجع»، أن العميد ركن عبدالكريم عبدالله علي مظفر سبق أن تولى قيادة معسكر الفرضة بمديرية نهم، والذي يعد البوابة الشرقية للعاصمة، ثم قيادة اللواء العاشر حرس جمهوري، في باجل بالحديدة، وهو يتمتع بخبرات عسكرية واسعة تساعد الجيش اليمني في حسم معارك مع ميليشيا الحوثي الإرهابية.

أما عن العميد ركن عبدالله علي ناجي الذيب، فهو واحدٌ من أبرز القيادات في قوات الحرس الجمهوري، وتولى قيادة معسكر الحفا الاستراتيجي، أحد أهم المعسكرات شرق العاصمة اليمنية صنعاء، وهو يتمتع بخبرة عسكرية كبيرة تكون إضافةً لقوات الجيش اليمني في حسم معركة صنعاء ضد الميليشيا، بحسب «أبوحاتم».

وشدد الخبير العسكري، أن انشقاق القادة العسكريين وكذلك السياسيون والتحاقهم بالشرعية، هو عامل إضافي للشرعية، ويزيد من هزيمة الميليشيا داخليًّا، فهذه الانشقاقات ستؤدي بطبيعة الحال إلى الانهيار المعنوي للحُوثيين في اليمن؛ ما يعزز إسقاط مشروع الإمامة في اليمن وعودة الجمهورية إلى صنعاء.

كما أوضح القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام، كامل الخوداني، أن الانشقاقات المتسارعة والمتلاحقة في الهيكل المؤسسي لميليشيا الحوثي، تعد علامة على نهاية هذه الميليشيا ودحرها من صنعاء، قائلًا: «المنتظر الآن هو ثورة الشعب اليمني ضد هذه الميليشيا الكهنوتية في المناطق الواقعة تحت سيطرتها؛ وبهذا يكون الشعب اليمني قد هزم الكهنوتية للمرة الثانية بعد إسقاط الحكم الإمامي في ستينيات القرن الماضي».

وأضاف «الخوداني»، في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن الهزائم المتتالية للحوثيين في مختلف الجبهات، خاصة جبهة الحديدة، سرَّعت من عمليات الانشقاق والخروج عن سلطة الحوثي، ومن المتوقع أن تفجر ثورة داخل المناطق الخاضعة لسلطة الميليشيا الانقلابية، مشددًا على أن هذه الانشقاقات ستؤدي إلى انهيار ميليشيا الحوثي سياسيًّا، وأن التجربة المريرة التي خاضها اليمن خلال السنوات الأربع الماضية ستنهي أي وجود حوثي على أرض اليمن في المستقبل.

 

وأكد «الخوداني»، أن الحوثي ساقط لا محالة، وسينتهي إرهاب هذه الميليشيا في القريب العاجل، مشيرًا إلى أن الكرة الآن في ملعب مشايخ قبائل اليمن، الذين عليهم التمسك بمستقبل وطنهم، ودحر سلطة الكهنوت، والحفاظ على أبنائهم من المحرقة التي يريد الحوثيون زجهم في أتونها.