مسلسلات الإنترنت موضة تركية دون خطوط حمراء..

لماذا يفضل شباب تركيا مشاهدة الأعمال الأجنبية

"الحامي" استقطب الجمهور التركي

أنقرة

في وقت تروّج فيه الرواية الرسمية في تركيا للنجاح الأسطوري للمسلسلات التركية “التي خطفت لبّ العالم”، وفق تقارير إعلامية تركية صدرت الثلاثاء أكدت أن عدد البلدان التي تعرض الدراما التركية ارتفع إلى 156 دولة فيما يبلغ إجمالي إنتاج المسلسلات التركية سنويًا نحو مئة عمل، يتابعها نصف مليار مشاهد، لا تبدو الحقيقة على أرض الواقع متطابقة.

وقد بيّن إحصاء أجرته شركة متروبول التركية المتخصصة، أن شباب تركيا يفضلون مشاهدة الأعمال الأجنبية التي تحظى بشعبية عالمية كبيرة على مشاهدة مسلسلات بلادهم.

وفي الأسباب، قالوا إنهم لا يحبّون القضايا السخيفة التي تقدمها التلفزيونات التركية، مشيرين إلى ضعف السيناريوهات التركية مقارنة بنظيرتها العالمية، إضافة إلى طريقة العرض على التلفزيون في يوم واحد في الأسبوع وطول الحلقات، والدعايات الكثيرة التي تظهر خلال فترة المشاهدة.

وقال رئيس الدراما في “بلو تي.في” BluTV صارب قالف أوغلو، في حوار مع صحيفة محلية بأن العديد من المشاهدين تعبوا من شبكات التلفزيون التركية. وتابع أنّ “القنوات وشركات الإنتاج الإعلامي التركية لا تتجاوز الخطوط الحمر التي تحددها الحكومة في ما خصّ معالجة القضايا الاجتماعية من خلال الدراما”.

وتؤكد دنيز شاشماز، رئيسة قسم المحتوى في “بلو تي.في” BluTV، أن جمهور الشباب في تركيا قد سئم تلك المواضيع التي تتناولها شركات الإنتاج الإعلامي الرئيسة في البلاد، وهي إما مملوكة لمقربين من حزب العدالة والتنمية الحاكم وإما منضبطة تماماً بضوابط الإنتاج والبث التي تضعها الحكومة وهي “متزمتة كثيرا” على حد قولها.

شبكة نتفليكس تخترق الدراما التركية واضعة قواعد جديدة للمنافسة بعيدة عن تحكم السلطات

وتحظى صناعة الدراما التركية بمتابعة شخصية من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وقال أردوغان خلال لقاء تلفزيوني في مارس 2017 في إجابة عن سؤال حول رأيه في مسلسل “قيامة أرطغرل”، إنه “علينا أن نكتب حكايتنا نحن أولا، في أثناء جولتي لدول الخليج سمعت الكثير من المديح لمسلسل أرطغرل”، معتبرا أن الحفاظ على الميراث التاريخي لتركيا هو “دين على جميع الأتراك”.

ولم يكن نجاح الدراما التركية صدفة لقد كان مخططا له بعناية. فالأمر لا يحتاج عناء لكي يعرف المتابع أن الرئيس الذي قمع كل صوت حرّ أو معارض لا يمكنه أن يترك ما هو أخطر، متمثلا في القوة الناعمة، لحفنة من المخرجين والمنتجين، أو مجموعة من مسؤولي القنوات ومندوبي المبيعات.

وقد خلصت دراسة أكاديمية، أجراها باحثون من مركز الدراسات الشرقية التابع لجامعة بانديون للعلوم السياسية والإدارية في أثينا، ونشرتها وكالة الأناضول التركية إلى أن المسلسلات التركية التي انتشرت مؤخرا بشكل كبير في الشرق الأوسط وفي منطقة البلقان، هي “جزء من القوة الناعمة التي تستعملها تركيا لتحسين صورتها.

يذكر أن مسلسل “أرطغرل” احتل صدارة القائمة في نسبة المشاهدة أو ما يعرف بـ“الريتينغ”.

و“الريتينغ” هاجس كبير يؤرق صناع الدراما التركية، فمجهود كبير يضيع بسبب انخفاض نسب المشاهدة وعدم إقبال الجمهور على متابعة المسلسلات، حيث تعرض حلقة في يوم واحد في الأسبوع تصل مدتها إلى ساعة ونصف أو ساعتين فأكثر.

وفي اليوم الواحد يتنافس عدد من النجوم على تصدر جدول نسب المشاهدة، بعضهم ينجح في ذلك وآخرون يفشلون. وفي الفترة الأخيرة فشل عدد كبير من المسلسلات، ولم يستطع نجوم أن يحافظوا على نسب مشاهدة عالية، لذا لم يكن أمامهم سوى طريق وحيد.

لذلك، اتجه صناع الدراما التركية إلى “مسلسلات الإنترنت” التي يمكن اعتبارها موضة جديدة، فلا يوجد ريتنغ يحدد إيقاف المسلسل، أو حتى رقابة على بعض المشاهد، كما أنها تحظى باهتمام الجمهور.

ووصلت شبكة نتفليكس في نهاية عام 2018 كمنافس للتلفزيون التركي. واخترقت الشبكة الدراما التركية ووضعت بصمتها بقوة بعد نجاح مسلسلها التركي الأول المُحافظ الذي يُعرض حاليا بموسمه الأول على نتفليكس.

وأطلقت الشبكة في 14 ديسمبر، أول إنتاج من طاقم تركي كامل، مسلسل من 10 حلقات باسم Muhafiz، المعروف دوليا باسم The Protector (الحامي أو المحافظ) بعد نجاح منتجات نتفليكس الأخرى في العالم.

يذكر أن النجم التركي الشاب شاتاي أولسوي الذي يُعرف في العالم العربي باسم أمير في مسلسل “أسميتها فريحة” يقوم بدور البطولة في المسلسل.

وقالت كيلي لويغينهل، نائبة رئيس نتفليكس للأصول الدولية، عن إنتاجهم الأول “اعتقد أن الجماهير في جميع أنحاء العالم ستحبّ هذا الإنتاج. نعتقد أن 137 مليون شخص في 190 دولة سيظهرون ردود فعل إيجابية للغاية عندما يشاهدون هذه السلسلة”.

وسارعت نتفليكس بعد نجاح مسلسلها الأول للتوقيع مع عدد من نجوم تركيا. وأكدت مواقع تركية الأسبوع الماضي توقيع النجم التركي كينان أميرزالي أوغلو الذي اشتهر من خلال المسلسل الناجح “إيزيل”. مع شبكة نتفليكس، حيث تعمل الشبكة على استقطاب النجوم الذين يتمتعون بشعبية كبيرة في تركيا وفي جميع أنحاء العالم.

كما أكدت نتفليكس انضمام النجمة التركية بيرين سات التي تخطط لإنتاج مسلسل من بطولتها حاليا. وتتمتع بيرين سات بشعبية كبيرة في العالم العربي بعد مسلسل “العشق الممنوع” بدور سمر ومسلسل “ما ذنب فاطمة غول” بدور فاطمة.