وحدة القضية..

تقرير: كيف انفضحت العلاقة بين إخوان اليمن والحوثيين

مسلحون من اطراف الصراع المسلح في اليمن - ارشيف

وفاء بسيوني
يبدو أن الدعوات التي كانت تتردد حول انخراط جماعة الإخوان المسلمين باليمن فى عمل سياسي مع جماعة الحوثي، تحولت إلى واقع بعد التلميحات ومحاولة الكشف عن وجود تقارب وعلاقة قوية بين الإخوان وميليشيات الحوثي. تأتي تلك التلميحات حول التقارب بين الجانبين، بعد أن ظلت تلك العلاقة بين جماعة الإخوان المسلمين اليمنية، المتمثلة في حزب "التجمع اليمني للإصلاح"، وبين جماعة الحوثي محل جدل والتباس، بفعل العداء المعلن من جهة، والسياسات المتقاطعة على أكثر من مستوى من جهة أخرى.

 

خندق واحد

تلك التلميحات التي تشير إلى خروج العلاقات إلى العلن، كشف عنها قيادي في ميليشيات الحوثي الموالية لإيران، الذي أكد أن تحالفهم مع تنظيم الإخوان الإرهابي، يشير إلى أن قضيتهم باتت واحدة في مواجهة ما سماه بالمخططات التي تستهدف الجماعتين.

وقال القيادي الحوثي محمد ناصر البخيتي عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "قضيتنا وقضية الإخوان واحدة، والتهديدات التي تواجهنا واحدة وكبيرة، وهو ما فرض علينا أن نكون في خندق واحد"، وفقا لـ"24 الإخباري".


متابعون للشأن اليمني رأوا أن تغريدة القيادي الحوثي تعد اعترافًا من الحوثيين، بصحة التهم التي تثار حول الإخوان المنضوين تحت لواء الشرعية، بلعب دور مزدوج على جبهات القتال.
فالإعلان عن هذا التقارب يأتي وسط اتهامات لإخوان اليمن باللعب على أكثر من حبل، وربط علاقات سرية مع الحوثيين، رغم التزامهم المعلن مع الشرعية وقتالهم معها.

وجهان لعملة واحدة

 
المدون والمحلل السياسي السعودي منذر آل الشيخ مبارك، علق على تغريدة البخيتي قائلا: "لا تحتاج إلى أن تقول ذلك أيها الحوثي، نحن نقوله، الإخوان والصفويون وجهان لعملة واحدة، ولكن السذج يتلاعب بهم خبثاء دعاة الصحوة، يلبسون الإخوان ثوب الشرف، فتجدهم أحيانًا يخادعون الأمة".

ناشط آخر علق قائلا: "كلنا نعلم اتفاق الحوثيين مع إخوان اليمن.. ألم يكونوا شركاء ساحة التغيير بقيادة توكل كرمان وعلي البخيتي ومحمد البخيتي، وكان خطيب الساحة مدير مكتب الرئيس الحالي العليمي". حسب "إرم نيوز".

 

فيما جاء تعليق آخر: "ليس بغريب على الإخوان المسلمين التحالف معكم، فهم يريدون السلطة حتى لو كان حصولهم عليها بالتحالف مع الشيطان.. تستخدمون بعضكم البعض وتقاتلون باسم الله، تعالى الله وتقدس عن بغيكم وجهلكم".

في المقابل، أكد آخرون وقوف الإخوان إلى جانب الشرعية واعتبروا تغريدة البخيتي ما هي إلا مزاعم تندرج في إطار الحرب الكلامية، التي دأبت عليها الميليشيات الحوثية.

وهذه ليست أول التلميحات حول العلاقات بين الإخوان والحوثيين، فقد أعلنت القيادية الإخوانية توكل كرمان من قبل عن تحالف استراتيجي بين الإخوان وميليشيات الحوثي لمواجهة التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، تماشياً مع الرغبة الإيرانية والقطرية في إطالة أمد الحرب في البلد الأفقر في شبه الجزيرة العربية، بحسب "أخبار اليمن".

 

"جماعة الإخوان" تعد أحد أهم القوى السياسية المتصارعة داخل اليمن، حيث يبلغ عدد عناصرها ما يقارب 30 ألفًا، موزعة بين تعز ومأرب الواقعة شرق العاصمة صنعاء، وغيرهما من المناطق، وتتمتع الجماعة ببراجماتية سياسية وأيديولوجية تمكنها من عقد التحالفات المتضاربة مع الفرقاء السياسيين، بحيث يصبح أعداء الأمس هم أصدقاء اليوم، فبالأمس تحالفوا مع الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، وأسسوا حزبهم بالاتفاق معه لمواجهة الحزب الاشتراكي، ثم انقلبوا عليه وتحالفوا مع أعدائه من الاشتراكيين الجنوبيين، فيما بات يعرف بأحزاب تكتل "اللقاء المشترك".

وعلى الرغم من العداء العقائدي بين جماعة الحوثي الشيعية، والإخوان المسلمين، فإن قيادات حزب التجمع اليمني للإصلاح عقدت أكثر من اتفاقية ووثيقة تعايش وسلام مع زعيم الحوثيين في صعدة، وذمار والبيضاء، مما يعني أن تحالفًا سريًا وضعته الإخوان على أجندتها السياسية، إلا أن الطرفين أرادا أن يرى هذا التحالف النور.