قصصا تفوح ألما..

ندوة مجتمعية عن شهداء وضحايا الإرهاب بحضرموت

جانب من الحضور للندوة مجتمعية عن شهداء وضحايا الإرهاب بحضرموت تروي قصصا تفوح ألما

أحمد الجعدي
أقيمت عصر الأمس بالمكلا الندوة المجتمعية لشهداء وضحايا الإرهاب نظمتها اللجنة المجتمعية المشكلة من منظمات المجتمع المدني ضمن حملة الوعي المجتمعي وذلك احياء للمواقف والبطولات التي سطرها أبناء حضرموت لمقاومة وطرد عناصر تنظيم القاعدة من مدن ومناطق ساحل حضرموت وقدمت خلالها عدد من الكلمات لأهالي الشهداء والجرحى والمختطفين من ضحايا الإرهاب.
وفي كلمة الشهداء والجرحى تحدث "احمد الحيد" باسم شعبة الشهداء والجرحى بالمنطقة العسكرية الثانية نقل خلالها تحيات قائد المنطقة محافظ حضرموت اللواء الركن فرج البحسني قائلا: "لقد دفع أبناء حضرموت ثمن التحرر من الإرهاب باهظا بعد ان كانت حضرموت طيلة السنوات الماضية ضحية جهات لا تريد لها الخير وتكبدت الخسائر الفادحة من اغتيالات لقياداتها وكان التحرير بتشكيل قوات المنطقة العسكرية الثانية (النخبة الحضرمية) بقرار من رئيس الجمهورية ودعم سخي من الاشقاء في التحالف العربي وقد أًنشأت دائرة الشهداء والجرحى بالمنطقة العسكرية الثانية التي تولي اهتمامها بالجرحى وتلقيهم الرعاية الكاملة وكذلك الاهتمام بأسر الشهداء ومساندتهم ولازال الإرهاب يتربص بالأمن الذي تعيشه مدن الساحل واخر محاولاته استهداف مركز الأمن بمدينة الشحر".
كما تحدث والدة الشهيدة منار صالح سعيد بنبرة حزن عن واقعة استشهاد أصغر بناته قائلا: "كنا نقدم الإفطار لإخواننا الجنود في شهر رمضان المبارك واتذكر ذلك اليوم الأليم الذي كان فيه استشهاد طفلتي منار في تاريخ 27 رمضان إثر انفجار قرب "الجسر الصيني" الذي سمي باسمها بعد تلك الواقعة ونحن دائما نفتقدها وندعو لها والحمد لله أنقذونا الابطال في المنطقة الثانية والتحالف العربي من العناصر الإرهابية الخبيثة".
بعد ذلك عبر هادي سعيد الجابري أخو الشهيد منير الجابري عن خسارته الكبيرة بفقدانه أخيه وخاله وابن خاله قائلا: "لقد قتلتهم القاعدة جميعا، لقد طالتهم أيادي الغدر ورصاصات الخيانة، والحديث عن شهداء مدينة غيل باوزير يدمي القلب فقد فقدت الغيل خيرة أبناءها خلال سيطرة القاعدة على المدينة واستشهد في تلك الفترة على يد عناصر الإجرام علمائها وشيوخها ومثقفيها وناشطيها وقياداتها ولم يسلم أحد".
واستعرض الناشط السياسي عمر باجردانة تفاصيل حادثة اعتقاله من قبل عناصر تنظيم القاعدة اثناء سيطرته على مدينة المكلا وساحل حضرموت قائلا: " كان كل يوم يمر علينا ونحن أحياء بمثابة عمر جديد وكنا نرى الموت بأعيننا جراء التعذيب والمعاملة السيئة والأساليب القذرة التي نتجرعها كل يوم وكانت فترة احتلالهم للمكلا كابوس دام سنة و22يوم لن تمحى من ذاكرتي ماحييت وخروج القاعدة من المكلا لايعني انتهاء الحرب معها ويجب ان تكون المواجهة في شقين مواجهة عسكرية ومواجهة فكرية لأنه إرهاب فكري أساسا إذ كانوا يعتقدون بأنهم مكلفين من السماء ووكلاء حصريون لله وللدين ولازالت بعض المنابر تغذي الكراهية والتطرف والاختلاف بين أبناء المجتمع ويجب على المواطنين التعاون مع الجهات الأمنية ويكون المواطن عين الجيش والأمن ويبلغ عن أي اشتباه".
وتحدث "عصام باوزير" شقيق الشهيد "حكيم" يروي اخر لحظات له مع شقيقه قبل وبعد استشهاده ويقول عصام: " يوم 27رمضان كان يوما أسودا على حضرموت فقدت فيه الكثير من أبناءها بسبب عمل جبان وتفجيرات يتذكرها الجميع وقد كنت في ذلك اليوم في المعسكر في الشحر بعيد عن أحداث المكلا واذا بهاتفي يرن وكان شقيقي هو المتصل كان يقول انهم محاصرين واطلاق نار عليهم من كل جهة وبعدها كانت اسرتي تتواصل معي لتطمئن عليه فهو في المكلا وجندي في معسكر فوة ولم أكن أعلم أن هذه ستكون اخر مكالمة وبعد ذلك ذهبت الى مستشفى ابن سيناء في المكلا ووجدت الجثث كثيرة كان الكل يبحث عن إبنه وأخيه وقريبه بين الجثث في مشهد مؤثر والحمدلله وجدت أخي بين أؤلئك الشهداء وتقبلت الموقف بإيمان وشجاعة وكان أصعب موقف لي في تلك اللحظة هو إبلاغ أبي وأمي وأسرتي التي كانت تنتظر الخبر ونحن فخورون أن دمائه الطاهرة سالت لتروي تراب الوطن واستشهد فداء لحضرموت". 
وآخر المتحدثين كانت د.أبها باعويضان التي فقدت زوجها منذ أيام حكم القاعدة وحتى اليوم بعد اعتقاله مع شقيقها الذي بقي معتقلا لأشهر قبل اطلاق سراحه في اخر يوم قبل هروبهم وبقي زوجها مجهول المصير تقول أبها: " كنا نتمنى أن تنظم هكذا فعاليات عن الإرهاب وضحاياه فهي مهمة جدا اذ تعيش الكثير من الأسر المعاناة لاستشهاد أحد أبناءها او اختفاءه ولايوجد بيت في حضرموت إلا وتربطه صلة قرابة مباشرة أو غير مباشرة بأحد ضحايا ويعيش المنغصات نتيجة سنة نتذكر كل تفاصيلها بألم ولازال بعض أبناء حضرموت بيد الإرهاب وقد غادرت القاعدة المكلا ومعها 30فرد من أبناء حضرموت المختطفين ويتواصل معي الكثير من الأهالي يقولون لاندري نشكو لمن وأنا شخصيا لم أترك باب لم أطرقه ولم أجد زوجي المفقود حتى اللحظة وقد فوجئت عندما جاء الرد من الأمين العام للأمم المتحدة عند سؤالي عن المفقودين أنه لايعلم أن هنالك مفقودين فقد أخبرته أن مسارات السلام لايمكن أن تتم ولازال هنالك مختطفين بيد الإرهابيين. 
كل يوم يكبر إبني ويسألني "فين بابا" وأنا لا أعلم ماذا أقول وبماذا أجيب هل سيعود أو لن نراه مجددا  من الأهتمام وكأن القضية لاتعنيهم وإنني عندما أسمع عن ضربات وقصف يستهدف أوكار القاعدة أقول الله يستر لايكون معاهم وقلبي يؤلمني من الخوف ".
وفي نهاية الندوة أقرت مذكرة عن ضحايا الإرهاب ، حضر الندوة وكيل محافظة حضرموت لشؤون الشباب فهمي باضاوي ورئيس شعبة الشهداء والجرحى بالمنطقة العسكرية الثانية العقيد سعيد بن منيف والمتحدث الرسمي باسم المنطقة العسكري الثانية هشام الجابري وعدد من أهالي الضحايا والصحفيين والناشطين الحقوقيين وممثلي منظمات المجتمع المدني بحضرموت.