بعد جحيم داعش..

تقرير: مسيحيو العراق يكتوون بنار الحشد الشعبي

المسيحيين في العراق

وكالات

لاتزال معاناة المسيحيين في العراق مستمرة، خاصة في ظل هيمنة الميليشيات الطائفية ذات الممارسات الإرهابية، وسيطرتها على مناطق يقطنها المسيحيون، فبعد المأساة التي عاشها المسيحيون في ظل هيمنة تنظيم «داعش» الإرهابي وتهجيرهم من أراضيهم خوفا وهربا بأرواحهم من نيران الإرهاب، في ظل خطة محكمة للتغيير الديموغرافي، بدأت معاناة جديدة لمسيحيي العراق بعد هيمنة «الحشد الشعبي» على مناطق «داعش».

مخاوف من العودة

ومازالت مخاوف العودة إلى الديار تطارد مسيحيي العراق، الذين تركوا مناطقهم إثر سيطرة داعش عليها، ولم يحدث تغيير كبير الأثر في حالة الأقباط بعد سيطرة «الحشد الشعبي »،التي لم تمنع المضايقات ضد المسيحيين أيضًا، وهو مايمنع  عشرات الأسر في  شمال العراق من العودة إلى ديارهم.

وبعد عامين على تحرير «برطلة» من سيطرة التنظيم الإرهابي، عاد أقل من ثلث عائلاتها المسيحية وعددهم نحو 4 آلاف عائلة، ولا يزال معظمهم في حالة خوف وسط أنباء عن الترهيب والمضايقات، وأكد الكاهن الكاثوليكي «بهنام بينوكا»، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام غربية أن سكان البلدة من الشيعة الشُبك، يطردون الأقلية المسيحية، مشيرًا إلى حالات عدة من المضايقات الجنسية وعمليات السطو.

فيما تزداد مخاوف المسيحيين من العودة، بسبب إلغاء وحدة حماية «سهل نينوى»، وهي قوة شرطة شبه مستقلة تتكون في غالبيتها من المسيحيين كانت تتولى حماية البلدة قبل استيلاء «داعش» عليها، وفر أفراد هذه القوة إلى المناطق الكردية ولم يعودوا، ويشكل هذا أحد الأسباب التي جعلت العائلات المسيحية حذرة من العودة إلى البلدة مجددًا.

السطو على الممتلكات

المحلل السياسي العراقي، «فراس إلياس»، يؤكد في تصريح خاص لـ«المرجع»، إنه بعد تحرير المدينة من سيطرة تنظيم «داعش»، ونتيجة لنزوح أغلب السكان المسيحيين من مناطق سكناهم، تم وضع اليد على أغلب ممتلكات المسيحيين في المناطق المحررة، وذلك من خلال تزوير عقود تملك للأراضي،  أو بيعها دون علم أصحابها الشرعيين، أو حتى فرض السيطرة عليها بالقوة.

وأشار، إلى أن هذه الممارسات جعلت أغلب المسيحيين يشعرون بالصدمة عند عودة البعض منهم إلى مناطق سكناهم، والدخول في سباق طويل لإثبات ملكيتهم لهذه العقارات أو الأملاك المصادرة، ناهيك عن تعرض الكثير منهم للتهديد من مغبة عودتهم إلى مناطقهم، من أجل استمرار سيطرة هذه الحشود عليها.

وأوضح «إلياس» أن هناك تفجيرات استهدفت كنيسة النجاة في بغداد هذا العام، إلى جانب عمليات الاغتيال والتصفية التي تعرض لها رجال دين مسيحيون في العراق، كعملية الاغتيال التي تعرض لها كبير أساقفة الموصل للكلدان الكاثوليك، الأسقف «بولس فرج رحو» بعد دعوته لإنهاء الوجود الإيراني في العراق، فضلًا عن تصفية القس الأرثوذكسي بولس إسكندر والقس يوسف فرج في البصرة وغيرهما، إضافة إلى سلسلة من عمليات الخطف والقتل وطلب المبالغ المالية الطائلة لإطلاق سراح المختطفين المسيحيين لدى هذه الميليشيات المدعومة من إيران.

وأضاف  المحلل السياسي العراقي، أن الفتاوى التي صدرت مؤخرًا عن مفتي العراق «مهدي الصميدعي» من جانب، ورئيس ديوان الوقف الشيعي «علاء الموسوي» من جانب آخر، مثلت علامة فارقة في نهايات العام 2018، التي قالت بتحريم مشاركة المسيحيين احتفالاتهم برأس السنة الجديدة، حتى أثارت موجة عارمة من التنديدات والشجب والاستنكار من مختلف القطاعات الاجتماعية العراقية، التي رأت بأنها تمثل الوجه الآخر لتنظيم «داعش» من حيث إلغاء الآخر وعدم الاعتراف بكيانه ووجوده وحقوقه.