بعد تهريب العالم النووي إلى خارج إيران..

تقرير: هل يخترق “الموساد” الإسرائيلي إيران بالفعل؟

بعد تهريب العالم النووي إلى خارج إيران، تزايدت التساؤلات حول ذلك

طهران

تعيد حادثة تهريب العالم النووي الإيراني من بلاده إلى الولايات المتحدة، بمشاركة جهاز الاستخبارات الإسرائيلي، الأذهان إلى تلك العملية التي طغى عليها الطابع الهوليوودي حين أعلن الموساد أنه وصل إلى وثائق نووية إيرانية، ما يطرح تساؤلات حول ما إذا كانت إسرائيل بالفعل تخترق إيران؟ أم تروج لأفعال استعراضية لا تنطوي على أية أهمية؟

ولا يمكن فصل عملية تجنيد المخابرات الإيرانية لوزير إسرائيلي سابق عميلًا لها عما يجري بين الطرفين من حرب استخبارية، إذ جرى اعتبارها واقعة نادرة، في وقت اعتاد فيه عالمنا على اختراق إسرائيل للدول وتجنيد عملاء من شتى العالم لصالحها، خصوصًا مع تنفيذ عمليات الاغتيال.

 

حادثة تهريب العالم

في أحدث العمليات التي تندرج ضمن ما يمكن تسميته بحرب استخبارية بين إيران وإسرائيل، ذكرت وسائل إعلام بريطانية وإسرائيلية أن أجهزة استخبارات 3 دول شاركت في تهريب عالم نووي إيراني، مستغلة قوافل المهاجرين التي تدفقت إلى أوروبا في الآونة الأخيرة.

وقالت التقارير إن عملية التخطيط لتهريب العالم النووي الإيراني، مجهول الهوية، بدأت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وحسب التقارير، فإن جهاز الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد)، بالتعاون مع جهازي الاستخبارات الأمريكية (سي آي إيه) والبريطانية (إم 16)، تمكن من إخراج العالم النووي الإيراني، البالغ من العمر 47 سنة، من إيران إلى تركيا في أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي.

ومن تركيا، جرى نقل العالم إلى بريطانيا، حيث جرى استجوابه بشأن الوضع الحالي للبرنامج النووي الإيراني، قبل أن ينقل جوًا إلى الولايات المتحدة، وفقًا للتقارير الغربية.

وذكرت التقارير أن العالم الذي تم تهريبه ساعد في اغتيال العالم النووي الإيراني مصطفى أحمدي روشان في يناير/كانون الثاني 2012، واتهمت طهران حينها الموساد الإسرائيلي بالوقوف وراء العملية.

ويرى مراقبون أن هذه العملية ستكون ذات أثر بالغ على إيران لأن العالم يمتلك أسرارًا كثيرة حول البرنامج النووي الإيراني، كما أن الاختراق هذه المرة حقيقي؛ كون العالم متهم بعملية اغتيال أشرف عليها الموساد، ما يعني أنه على ارتباط بإسرائيل منذ وقت طويل.

 

استعراض

في مقابل عملية التهريب، حاولت إسرائيل في العام السابق الترويج لعملية قامت خلالها بالاستحواذ على وثائق نووية إيرانية، إلا أن الأمور سارت بعكس ما يتوقع زعيم الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو؛ ففي حين توقع الأخير حشد موقف دولي ضد إيران، اعتبر البعض الوثائق التي حصلت عليها أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية قديمة ولا تفيد بشيء.

في تموز/يوليو من عام 2018، استدعى مسؤولون أمنيون إسرائيليّون رفيعون صحافيين عسكريين في أبرز الصحف الأمريكيّة مثل “نيو يورك تايمز” و”واشنطن بوست” و”وول ستريت جورنال”، لإطلاعهم على تفاصيل عمليّة الموساد في طهران، مطلع العام ذاته، التي استهدفت الحصول على وثائق عن البرنامج النووي الإيراني، عرضها رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لاحقًا، في مؤتمر استعراضيّ.

العرض الذي قدّمه نتنياهو للصحافيين الأمريكيين حمل رسائل استعراضية لكنها فاشلة، من خلال التشديد على “دقّة مواعيد” عملاء الموساد، في عملية الوصول للوثائق، عبر إخبارهم بأن الوقت المخصّص لهم هو ٦ ساعات و٢٩ دقيقة، دون ذكر الطريقة التي دخل بها الوكلاء طهران.

وسرعان ما رد رئيس جهاز الموساد السابق داني ياتوم على عرض نتنياهو للوثائق، قائلًا إن المعلومات التي قدمها رئيس الوزراء عن الأرشيف النووي الإيراني “قديمة ولا صلة لها بالواقع الآن، ولا تثبت أن إيران أخلت بالاتفاق النووي”.

وقال ياتوم في حديث مع إذاعة الجيش إن هذه المعلومات كانت هامة في الماضي، لكنها لم تعد الآن كذلك.

فيما قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن المواد التي عرضها نتنياهو حول المشروع النووي الإيراني وادعى أن الموساد أحضرها حديثًا سبق أن نشرتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقاريرها.

وكثيرًا ما تنفذ مخابرات الاحتلال الإسرائيلي عمليات ضد الفلسطينيين في الداخل والخارج، لكنها عندما تخرج هذه العمليات للعلن تسعى إلى إضفاء طابع التعقيد على العملية؛ لإيصال رسالة سطوة وقوة وإبهار في العمل الاستخباري، في حين تكون عملياته ممهدة مسبقًا كون الطرف الضحية لا يملك ما يحميه بالمطلق.

وعمدت إسرائيل إلى مثل هذا الاستعراض في مناسبات كثيرة، من بينها كشف عملية استهداف المفاعل السوري التي جرت عام 2007، كذلك في عمليات اغتيالها لقيادات فلسطينية ومواطنين عاديين.