التنظيم متورط في قضايا فساد ونهب اسلحة في تعز..

تقرير: كيف يسوق الإخوان اليمن الى دوامة انقلاب جديد

مسلحون من اخوان اليمن

عمان

ليس عنا ببعيد ما أقدمت عليه مليشيا الحوثي ابان سيطرتها على العاصمة صنعاء في 2014 من نهب لأرشيف جهاز الامن القومي وكثير من المؤسسات الهامة في الدولة، لكن ان تكرر جماعة الاخوان المحظور دوليا تلك العملية اليوم في تعز بنهب ارشيف مكتب المحافظ السابق، ذلك يعيد للأذهان سيناريو الانقلاب المرير، وكأن اليمن في طريقها للدخول في دوامة انقلاب جديد تنفذه جماعة اخرى هي الاخطر عالميا من جماعة الانقلاب الحوثي ..

· تغطية فساد..

عناصر محسوبة على حزب الاصلاح بمحافظة تعز وسط البلاد، أقدمت مؤخرا على سطو ونهب ملف يحوي وثائق خاصة بالمحافظ السابق أمين محمود تضم أوراق استلامات وكشوفات بالأسلحة وقالت مصادر مطلعة ان العملية تأتي لتغطية فساد ضخم لقيادات عسكرية بالمحافظة فيما اعتبرتها مصادر أخرى تأتي في سياق تصفية الحسابات مع المحافظ الجديد نبيل شمسان..

  شيخ ومرشد وجنرال 

لم تكن هذه الحادثة هي الأمر المشين لجماعة الاخوان في محافظة تعز بقدر ماهي تطور جديد فحسب؛ اذ ان جماعة الاخوان صارت تتعامل مع تعز كملكية خاصة بها وبعناصرها فيما بقية أبناء المحافظة –بنظرهم- ليسوا سوى رعاع يجب أن ينقادوا لشيخ ومرشد وجنرال مدعوم ببركات رجال يقيمون المحاضرات الدينية بمكبرات الصوت ويتقاسمون معه الكعكة والناس نيام..

لا أموال ولا عقارات ولا خيرات المنظمات يمكن لها أن تمر دون أن يبتلعها الاخوان- فهم خبراء النهب والاستحواذ..

في تعز ما إن تسأل عن دعم مالي حتى يجيب أحدهم: انتهت أخباره في دهاليز الجماعة، في اشارة الى حزب الاصلاح الاخواني..

ولم يعد خافيا استيلاء الاخوان على مبالغ مالية ضخمة منها مبلغ ثلاثمائة مليون ريال كانت مخصصة لتنفيذ مهمة تحرير جبل الوعش، وتأمين منطقة عصيفرة، وقطع خطوط الإمداد في الستين وصولاً إلى منطقة مفرق الذكرة.

· الشرعية مظلة..

وحول دور الحكومة الشرعية مما يحدث من استحواذ اخواني على السلطة في تعز ومأرب يوضح المحلل السياسي عبدالناصر المودع بأن ما يحدث في تعز يعد صورة لحالة اهتراء الدولة ومؤسساتها..

ويقول المودع لموقع "يمن الغد" اليمني : لم يعد هناك شيء اسمه شرعية ككيان منفصل عن الاحزاب والقوى الذي يتشكل منها؛ فهذه الاحزاب عمليا تستخدم ما يسمى بالشرعية كمظلة تتغطى بها لبسط سيطرتها على الأرض وعلى مؤسسات الدولة، وما يحدث في تعز ان هذه الكيانات وتحديدا حزب الإصلاح الذي هو اكبر حزب في تعز، يستخدمون الشرعية كوسيلة للاستحواذ على المؤسسات وتحديدا مؤسسات الجيش والأمن والعمل من خلالها للسيطرة الفعلية على هذا الجزء من الدولة، وتعمل القوى الأخرى كالسلفيين والمؤتمريين والناصريين والاشتراكيين وغيرهم الشيء ذاته، كلا بحسب قوته وجهده.

· الحقيقة المرة..

ولعل الحقيقة المرة التي يسردها المودع خلال حديثه، تتمثل في أن اليمن لم يعد لديها مؤسسات دولة أو حتى نواة لمؤسسات دولة بعد أن سلم الرئيس عبدربه منصور هادي هذه المؤسسات لمليشيا الحوثي في سبتمبر ٢٠١٤، مشيرا الى ما حدث بعد ذلك، اذ أن الحوثيين سيطروا على تلك المؤسسات واصبحت عمليا مؤسسات حوثية فيما القوات المؤسسات وتحديدا العسكرية والامنية التي انشئت بعد ذلك لم تنشأ لتكون جيش دولة وإنما جيوش خاصة بالأحزاب والقوى الانفصالية والجهوية.

ويقول المودع إن ما يحدث في تعز هو صورة لهذه الحالة من إهتراء الدولة ومؤسساتها، وان هذا الحال سيستمر حتى يتم إنشاء نواة لدولة، والذي لن يتم إلا في حال وصول رئيس جديد لليمن يمتلك مشروع لبناء دولة وليس سلطة خاصة به كما هو حال الرئيس هادي وحزب الإصلاح وبقية القوى الموجودة على الساحة اليوم- حد تعبيره.

· الفضيحة..

واستولى مسلحون يتبعون قياديا في الإصلاح بتعز على ملف خاص بالعهد المالية كان في طريقه لمندوب وزارة المالية في عدن، بعد التقطع لحامل الملف واختطافه في نقطة الهنجر التابعة للشرطة العسكرية.

وقالت مصادر اعلامية إن المسلحين نقلوا الوثائق إلى مدير شعبة الاستخبارات العسكرية في محور تعز ووكيل المحافظة عبدالقوي المخلافي الذي قام بنزع كل الاستلامات التي تخص الألوية المحسوبة على الإصلاح ومصادرتها.

وأفرج مسلحو الإخوان عن الشخص الذي كان يحمل الملف؛ بعد ما شعرت قيادات الإصلاح بحجم الكارثة التي اقترفوها وأعادت بقية الوثائق قبل أن تسربها لمواقع إخبارية موالية للتغطية على الفضيحة.

300 مليون ريال هو المبلغ المقدر لاحتياجات عملية عسكرية خاصة بتحرير جبل الوعش، وتأمين منطقة عصيفرة، وقطع خطوط الإمداد في الستين وصولاً إلى منطقة مفرق الذكرة.. هذا المبلغ الذي سال له لعاب الاخوان بتعز دفع قائد المحور اللواء خالد فاضل الى التمرد على توجيهات رئيس الجمهورية باستخدام تكتيك المماطلة قبل ان يشترط ان تسليم المبلغ له ليقوم بعملية شراء الأسلحة والذخائر، وهو ما رفضه المحافظ أمين محمود حرصاً على عدم ضياع فرصة تنفيذ العملية وتحاشياً لتكرار فضيحة ”فاضل“ في نهب مبلغ الثلاثة مليار ريال التي خصصت لاستكمال التحرير وصرفت بشيك من البنك المركزي لأحد قيادات المحور وذهب المبلغ أدراج قيادات الاخوان..

وبحسب مذكرة موجهة من محافظ المحافظة إلى قائد المحور بعد طلب الأخير استلام المبلغ وهو سيتصرف به، فقد رد أمين محمود، أن المبلغ تم تخصيصه لمهمة معينة بحسب الاتفاق مع رئيس الجمهورية وهو ما رفضه قائد المحور وظل يماطل ويتمرد على التوجيهات.

ووفقا لمصادر مطلعة فقد تم شراء ذخائر إضافية بمبلغ 170 مليون ريال " بمبادرة وتمويل ذاتي من محافظ تعز السابق أمين محمود " وبنظر مستشار المحور عبده فرحان (سالم)، والذي بدوره استولى على الذخائر ولم يقدم أي كشف يوضح كيفية صرف الذخائر على الوحدات العسكرية المختلفة.

وبعد ضغط المحافظ لمعرفة آلية الصرف كان رد المستشار (لقد نهبت الذخائر من مخازن قيادة المحور).