بعد 30 سنة من آخر زيارة..

ترجمة: ما الذي سيفعله ولي العهد السعودي في باكستان؟

أول زيارة رسمية لولي عهد سعودي منذ 30 سنة

زمير أحمد أوان

من المقرر أن تبدأ الأحد زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى باكستان. الزيارة التي تستمر ليومين هي الزيارة الأولى التي يقوم بها ولي عهد سعودي رفيع المستوى إلى باكستان منذ 30 سنة، وهذا هو السبب الذي يجعل من الزيارة ذات أهمية كبيرة جدًا.

طور ولي العهد السعودي صداقة شخصية مع رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان خلال زيارته للرياض، وأصبحت هذه الصداقة أكثر وضوحًا عندما أخذ ولي العهد خان في جولة قصيرة بسيارة قادها ابن سلمان شخصيًا، ناقشا خلالها قضايا مختلفة.

وسعت المملكة العربية السعودية وباكستان إلى تطوير علاقات تجارية وثقافية ودينية وسياسية وإستراتيجية واسعة النطاق منذ تأسيس باكستان عام 1947. وتؤكد باكستان على علاقتها مع المملكة العربية السعودية باعتبارها “أهم شراكة ثنائية” في السياسة الخارجية الحالية لباكستان. وتعتبر المكانة الدينية للسعودية هي ما دفعت باكستان إلى رؤية المملكة كشريك أساسي؛ فهي أكبر دولة في شبه الجزيرة العربية، وتستضيف أقدس مدينتين في الإسلام، وهما أمران حاسمان لإسلام أباد.

 

علاقات ثنائية رفيعة

خلال زيارة خان إلى السعودية، وافقت المملكة على المساعدة في أزمة المدفوعات الباكستانية عن طريق إقراضها 3 مليارات دولار، وموافقتها على توفير النفط مقابل مدفوعات مؤجلة لمدة 3 سنوات أخرى.

وبحسب ما جرى الاتفاق عليه، ستستورد باكستان النفط بقيمة 3.2 مليار دولار سنويًا، بما يصل إلى مبلغ إجمالي بقيمة 9.6 مليار دولار في 3 سنوات، وهو أمر من شأنه أن يخفف أزمة السيولة في باكستان.

ويريد ولي العهد الشاب تطوير العلاقات الثنائية، خصوصًا من الناحية الاقتصادية؛ إذ قامت وفود مختلفة من الوزارات السعودية بزيارة باكستان، خلال الفترة الأخيرة، لوضع دراسات جدوى حول مشاريع مثل مصفاة النفط.

ووفقًا لمسح أجراه مركز بيو للأبحاث، فإن الباكستانيين يملكون أفضل تصور إيجابي للمملكة في العالم، إذ يرى 95٪ من المستطلعين أن المملكة العربية السعودية تفضلهم كمقيمين أجانب. ويعيش عدد كبير من الباكستانيين في المملكة العربية السعودية، الأمر الذي يعتبر مصدر باكستان الرئيس لتحويل العملات الأجنبية من الخارج إلى الداخل. وبلغت التحويلات النقدية من المملكة العربية السعودية إلى الداخل الباكستاني نحو 5 مليارات دولار في السنة.

من الناحية التاريخية، تعتبر علاقات باكستان مع المملكة العربية السعودية مثالية. ومع ذلك، تأتي هذه الزيارة في لحظة حرجة للغاية، في ظل السيناريو الجيوسياسي الناشئ في المنطقة: الحرب السورية، وحرب اليمن، وقضية إيران، والكثير من القضايا الإقليمية والدولية الأخرى، التي تؤثر في مصير هذه المنطقة.

 

أهمية توقيت الزيارة الجديدة

ستقوم هذه الزيارة على أساس إعادة إحياء علاقات الصداقة والعلاقات الثنائية بين البلدين. كما تأتي هذه الزيارة في وقت حرج بالنسبة لباكستان؛ إذ تمر الأخيرة حاليًا بأسوأ أزمة اقتصادية، تتعرض فيها لدين خارجي يبلغ 95 مليار دولار، كما أن احتياطيات النقد الأجنبي آخذة في التضاؤل.

وتواجه الدولتان حاليًا تحديات جديدة، وقد يتعاونان ويدعمان بعضهما للتغلب على التحديات الناشئة في الأيام القادمة. وبما أن ولي العهد ورئيس الوزراء من أصحاب الرؤى المستقبلية ويمكنهما التنبؤ بالاتجاهات الناشئة في وضع الجغرافيا السياسية، فإن هذه الزيارة ستساعد في تخطيط الإستراتيجيات لمواجهة تحديات المستقبل.

وتتفق آراء البلدين في القضايا الإقليمية والدولية بما يشبه الانسجام الكامل؛ إذ يدعم كل منهما الآخر على جميع المنصات الدولية والإقليمية مثل الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وغيرها.

يذكر أن ولي العهد السعودي يزور باكستان إلى جانب وفد كبير من المسؤولين الحكوميين ورجال الأعمال، يقدر بحوالي 1100 شخص. وسيجري استقباله في العاصمة إسلام أباد، بالاحتفالات الرسمية الكبرى.

ومن المتوقع أن يجري توقيع 8 مذكرات تفاهم في مجالات التعاون المختلفة، تجلب الاستثمار السعودي إلى باكستان.

وجرت المداولات في اجتماع مجلس الوزراء السعودي، بعد أن استكشفت فرق الخبراء سبل التعاون وتيسير الاستثمار في باكستان. من ناحية أخرى، ناقش رئيس الوزراء عمران خان جميع تفاصيل زيارة ولي العهد مع حكومته بالتفصيل. ومن المتوقع، مع هذه الزيارة، أن يبدأ فصل جديد من العلاقات الباكستانية السعودية، ومن شأن ذلك أن يعمق صداقة البلدين التقليدية، وتعزيز نطاق التعاون الذي يغطي جميع مجالات الحياة.

كيوبوست