7 أشياء تحتاج إلى معرفتها..

ترجمة: ماذا تعرف عن قضية زواج القاصرات السوريات

لم يرتبط الأمر بأوقات الحرب فقط

القاهرة

مزقت الحرب السورية حياة الملايين من الأشخاص، ووصلت آثارها المدمرة إلى الفتيات السوريات اللواتي واجهن تزايدًا كبيرًا في معدلات الزواج المبكرة.  

تعاني الكثير من البلدان التي دمرتها الحروب والنزاعات العنيفة من تقاليد الزواج المبكر للفتيات، ولكن عندما يصل الأمر إلى التهجير واللجوء، فإن مخاطر زواج الفتيات المبكر تزداد، كما في سوريا. وهذه 7 حقائق عن زواج الفتيات السوريات.

 

1- أعداد متزايدة من الفتيات السوريات يجبرن على الزواج بسبب النزاع

يمثل زواج الأطفال مشكلة متنامية للفتيات السوريات اللواتي يعشن في مجتمعات اللجوء؛ ففي الأردن على سبيل المثال، كانت نسبة الفتيات المتزوجات تحت سن الـ18 تبلغ 12%، فيما ارتفعت هذه النسبة إلى 18% في عام 2012، وإلى 25% عام 2013، و32% بحلول أوائل عام 2014.

أما في لبنان، فقد أظهر استطلاع للرأي عام 2016 أن 41% من الشابات السوريات النازحات من عمر 20 إلى 24 سنة، تزوجن قبل بلوغهن سن الـ18. ونظرًا لأن الكثير من الزيجات غير مسجلة، فقد تكون هذه الأرقام أقل من المعدلات الفعلية.

ومن المرجح أن الفتيات النازحات داخل سوريا يواجهن المشكلة ذاتها، ومع ذلك، لا تزال البيانات حول الوضع داخل البلاد محدودة.

 

2- زواج الأطفال يحدث في سوريا حتى قبل الأزمة

زواج الأطفال ليس ظاهرة جديدة في سوريا، إذ كانت نسبة النساء من سن 20-25، اللواتي تزوجن قبل بلوغ الـ18 سنة، تبلغ 13% قبل بداية الأزمة. تزيد الصراعات والكوارث من الفقر الموجود مسبقًا، وعدم المساواة بين الجنسين، ونقص التعليم الذي يعد السبب الأول لزواج الأطفال، وهذا ما يؤكد على أهمية معالجة معضلة زواج الأطفال خلال أوقات الاستقرار النسبية للدولة.

 

3- زواج الطفلات هو استجابة يائسة للظروف القاسية للأسر

يكافح الآباء والأمهات من الأسر النازحة لإعالة أطفالهم، ويواجهون الخوف المستمر بشأن سلامة أطفالهم، لا سيما الفتيات الصغيرات اللواتي يواجهن تهديد العنف الجنسي ضدهن. لذلك، توصل بعض الأهالي إلى استنتاج مفاده أن الزواج قد يحمي بناتهم من الأذى، ويوفر مستوى من الاستقرار المالي.

تعتبر كثير من المجتمعات أن الزواج وسيلة لحماية “عذرية” الفتاة و”شرفها”، وبالتالي الحفاظ على سمعة الأسرة، ويؤكد هذا المعيار السائد على عدم المساواة بين الجنسين الموجود في هذه المجتمعات، إذ إن هذه المخاوف لا تنطبق على الذكور.

 

ووفقًا لمنظمة “أنقذوا الأطفال”، فإن بعض الفتيات يتزوجن أيضًا لتسهيل دخول الرجال السوريين إلى الأردن، فهي عملية أسهل بالنسبة للمتزوجين منهم، كما يمكن للفتيات اللواتي يتزوجن من أردنيين الحصول على كفالة تسمح لهن ولأسرهن بالخروج من المخيمات.

 

4- زواج الأطفال له تأثير مدمر في الفتيات السوريات اللاجئات

تواجه الفتيات السوريات اللاجئات نتائج مماثلة لزواج الأطفال حول العالم، ويشمل ذلك مضاعفات الحمل والولادة، والعنف، والفرص التعليمية والاقتصادية المحدودة، فضلًا عن تقييد الحرية. وما يزيد الطين بلة، أن الكثير من هذه الزيجات قصيرة الأجل وغير مسجلة، مما يجعل الفتيات أقل حماية، ويعرضهن وأطفالهن للسخرية من المجتمع المحيط.

 

5- إبقاء الفتيات خارج المدرسة يجعلهن أكثر عرضة لخطر زواج الأطفال

تركت الحرب السورية ما يقارب 2 مليون طفل ومراهق خارج المدرسة، وهناك 1.3 مليون آخرون معرضون لخطر التسرب. بالنسبة للفتيات، تزيد هذه الأرقام من خطر زواجهن المبكر، فالتعليم هو المفتاح الرئيس لحماية الفتيات من زواج الأطفال. ويبني استكمال الدراسة مفاهيم ومهارات تمكن الفتيات من تأخير الزواج.

 

6- استخدام زواج الأطفال والقسري كسلاح حرب

هناك الكثير من التقارير المثيرة للقلق تظهر أن الجماعات المسلحة في سوريا والعراق تستخدم زواج الأطفال والزواج القسري، بالإضافة إلى العنف الجنسي، كسلاح حرب لنشر الذعر بين السكان وتهجيرهم. فكما ذكر سابقًا، ترى بعض الأسر أن زواج الفتيات الصغيرات هو شكل من أشكال الحماية لهن من الخطر المحيط.

 

7- لا يجري التعامل مع زواج الأطفال بما فيه الكفاية من المنظمات الإنسانية

تعالج منظمات إنسانية عدة معضلة زواج الأطفال في سوريا ومجتمعات اللاجئين كجزء من برامجها الإنسانية، لكن هناك حاجة إلى استجابة إنسانية أوسع لتحقيق تقدم أكثر استدامة.

فزواج الأطفال ليس مشكلة قائمة بحد ذاتها، بل هو نتيجة لبيئة جنسانية مشوهة، تفاقم فيها الصراعات حدوث تدهور في مجالات عدة كالصحة والتعليم والأمن. لذلك يجب على المجتمع الإنساني بأكمله معالجة هذه القضية معًا. وبما أن زواج الأطفال منتشر في سوريا قبل الأزمة، فإن محاولة منع زواج الأطفال في أوقات الأزمات يعني التأكد من عدم وجوده في وقت الاستقرار.

 

المصدر: Norwegian Refugee Council