الصراع في اليمن..

ألغام الحوثي .. كارثة تحصد أرواح اليمنيين

خلال العامين الماضيين من انتزاع 300 ألف لغم زرعتها ميليشيات الحوثي الانقلابية

أشرف شعبان

تعتبر الألغام التي زرعها الحوثيون كارثة انقلابية تهدد حياة آلاف المدنيين الأبرياء في اليمن، هذا هو الوصف الذي أطلقه الوفد اليمني المشارك في أعمال المؤتمر الثاني والعشرين لمدراء برامج نزع الألغام في العالم، والخبراء التقنيين التابعين للأمم المتحدة بجنيف.

واستعرض الوفد اليمني أمام المشاركين في المؤتمر والمنظمات الدولية تقريرا مفصلا مدعما بالصور والفيديوهات يظهر حجم الكارثة التي تواجهها اليمن جراء استخدام المليشيات أساليب وأنواع متعددة في زراعة الألغام بكثافة عالية وبطرق عشوائية.

الألغام تنوعت ما بين مضادة للأفراد وعادة ما تسبب الوفاة أو بتر أحد الأعضاء، وأخرى مضادة للدروع والمركبات وتنفجر بمجرد مرور أكثر من 150 كجم، فضلا عن ذلك هناك الألغام المموهة التي تشبه الصخور والحجارة وتزرع فوق الأرض وتنفجر بمجرد الضغط عليها.

كذلك زرع الحوثيون بالإضافة إلى الألغام الأرضية، أنواعاً أخرى بحرية يقدر عددها بالآلاف والتي تنفجر بمجرد مرور السفن من جانبها أو الاصطدام بها، كما زرعوا ألغاما يتحكم بها عن بعد.

وبحسب مقال لنيويورك تايمز الأمريكية، زرع الحوثيون مئات الآلاف من الألغام، في مختلف المناطق اليمنية، الأمر الذي ساعد على إبقاء النزاع قريبا من الركود بحسب قادة عسكريين، واليوم تصعب مهمة القوات اليمنية في القضاء على المتمردين الحوثيين.

وأتلف المركز التنفيذي التابع للبرنامج الوطني للتعامل مع الألغام، بالتعاون مع المشروع السعودي لنزع الألغام (مسام)، آلاف الألغام والعبوات الناسفة والبراميل المتفجرة التابعة لميليشيا جماعة الحوثي الانقلابية الإيرانية في محافظة الجوف.

ويقول الجيش اليمني إنه تمكن خلال العامين الماضيين من انتزاع 300 ألف لغم زرعتها ميليشيات الحوثي الانقلابية في المناطق التي استعادتها من الميليشيات الحوثية.

ووفقا لخبراء تسبب الألغام التي مصدرها إيران، في مقتل 920 مدنيا وجرح الآلاف في اليمن، لكن ما يؤرق الخبراء هو تأثيرها على المدى الطويل، فقد يستغرق نزعها عقودا من الزمن.

وتعتبر عملية إزالة ألغام من مدينة وميناء الحديدة أحد بنود الذي يواجه تطبيقه العديد من العراقيل.

وبحسب تصريحات مدير المركز الوطني لمكافحة الألغام، العميد الركن أمين العقيلي، فإن اليمن تعرض لأكبر عملية زرع ألغام منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، مضيفًا أن اليمن “هو البلد الأكبر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذي تعرض لكارثة انتشار الألغام .

وأوضح العقيلي أن الفرق الهندسية للجيش الوطني انتزعت من جبهات محافظة مأرب شرق صنعاء، وحدها أكثر من 40 ألف لغم، و16 ألف لغم من جزيرة ميون في باب المندب.. موكدا أن إجمالي الألغام التي زرعتها المليشيات الإيرانية تتجاوز نصف مليون لغم.

خبراء عسكريون أكدوا أن معظم الألغام زرعت في عدن وتعز ومأرب والمدن الحدودية، بعضها محلية الصنع والبعض الآخر مستوردة من دول أخرى أبرزها روسيا.

"رؤية"