جوائز مهرجان المسرح الخليجي..

"مدق الحناء" أفضل عرض في مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي

مسارح الخليج مفتوحة على قضايا الإنسان

محمد الحمامصي

توج العرض العماني “مدق الحناء” بجائزة أفضل عرض مسرحي في الدورة الثالثة لمهرجان الشارقة للمسرح الخليجي الذي أسدل الستار عليه مساء الثلاثاء بدولة الإمارات.

والعرض لفرقة مسرح مزون ومن تأليف الكاتب السعودي عباس الحايك وإخراج وسينوغرافيا يوسف البلوشي. ويحكي عن هوس السلطة والتضارب الذي يعانيه الإنسان بين الخير والشر وبين الحاكم والمحكوم.

تتويجات متنوعة
إضافة إلى فوزه بجائزة أفضل عرض مسرحي فاز العرض العماني بجائزة أفضل إضاءة التي ذهبت إلى عبدالله الوهيبي.

في باقي الجوائز فاز العرض الكويتي “الصبخة” لفرقة الخليج بجوائز أفضل إخراج ونالها عبدالله العابر، وأفضل ديكور، وأفضل ممثل دور أول التي ذهبت مناصفة إلى علي الحسيني وعبدالعزيز بهبهاني، وأفضل ممثل في دور ثان التي ذهبت إلى يوسف البغلي، وأفضل ممثلة في دور ثان وحصلت عليها كفاح الرشيد.

أما العرض الإماراتي “مجاريح” لفرقة مسرح الشارقة الوطني ففاز بجوائز أفضل مؤثرات صوتية وموسيقية، وأفضل تأليف، وأفضل ممثلة في دور أول وذهبت إلى بدور، إضافة إلى جائزة لجنة التحكيم الخاصة.

ونذكر أن مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي، الذي تستضيفه إمارة الشارقة كل عامين، تشارك فيه جميع دول مجلس التعاون الخليجي.

حمل ختام المهرجان في دورته الثالثة دلالات قوية بعد إعلان الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة عن قرب افتتاح أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية وأنها ستكون للمواهب العربية كافة، وليس لأبناء الإمارات والخليج فقط، مؤكدا أنها مجهزة بأحدث التقنيات العالمية وأنها تضم مسرحا ذا مدرج روماني وفق أعلى المواصفات العالمية ومرافق وقاعات واستديوهات مجهزة بتقنيات صوتية وبصرية وضوئية عالية الجودة.

وتواصلت هذه الدلالات في تلك اللحظات المبهجة التي انطلقت فيها لجنة تحكيم مهرجان المسرح الخليجي في دورته الثالثة في إعلان الفائزين بجوائز التأليف والإخراج والتمثيل والديكور والإضاءة والمؤثرات الصوتية والموسيقية وأخيرا الجائزة الكبرى لأفضل عرض مسرحي متكامل، حيث شهدت هذه الدورة منافسة قوية بين الفرق المشاركة والتي تمثل دول الإمارات والسعودية والكويت وسلطنة عمان والبحرين.

وقد جاء إعلان فوز العرض العماني “مدق الحناء”، وهو من تأليف السعودي عباس الحايك وإخراج العماني يوسف البلوشي، جنبا إلى جنب مع إعلان فوز الإماراتيين والكويتيين بعدد من الجوائز متوهجا بمحبة أبناء الخليج لبعضهم البعض حيث تدفق الجميع على الجميع فرحا وغناء وتبادلا للتهاني.

وكرم الشيخ سلطان القاسمي الفائزين بجوائز المهرجان التي تولت لجنة تحكيم المهرجان الإعلان عنها والتي تنافس عليها خمسة عروض مسرحية، وهي “مدق الحناء” لفرقة مزون من سلطنة عمان، و”حبوس” لفرقة الوطن من المملكة العربية السعودية، و”نوح العين” لفرقة آوال من مملكة البحرين، و”مجاريح” لفرقة مسرح الشارقة الوطني، و”الصبخة” لفرقة مسرح الخليج العربي من دولة الكويت.


عبر الشيخ سلطان بن محمد القاسمي في كلمة خص بها أهل المسرح من الخليج والعالم العربي كله والذين امتلأ بهم المسرح، عن سعادته بما آلت إليه نتائج هذه الدورة من مهرجان المسرح الخليجي، وقال “يا أهل المسرح أظن أن الجميع سعيد بهذه النتائج لأن المستوى الذي وصلت إليه هذه الفرق يبشر بالخير في هذه الفترة الوجيزة من التطور المسرحي، إننا ندعم المسرح إذا كان على المستوى المحلي أو الخليجي أو العربي، ونشجع المسرحيين على تبني جيل من الشباب والشابات حتى يرثوا هذا المسرح، وكما نقول ‘نحن كبشر زائلون ويبقى المسرح ما بقيت الحياة‘.

إن جهدنا كان الدعم المعنوي والمادي والتوصيات، ولكن في الفترة القادمة نحن بصدد إنشاء جيل جديد يرفع الراية ولا بد من العلم الذي لا يأتي من المستويات العادية خصوصا في المسرح لذلك قمت بإنشاء أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية لتكون مكانا لهذا التوجه العلمي والمعرفي لأهل المسرح”.

وأضاف القاسمي “هذه الأكاديمية تقريبا انتهى بناؤها واكتمل أعضاء هيئة التدريس فيها وكذلك الأجهزة، ولم يبق إلا فتح الأبواب للدارسين ونحن نراهن على أنه لا توجد أكاديمية على هذه البسيطة

كلها بهذا المستوى وقد خططت لإقامتها مع مجموعة خبراء عالميين.. كما أن التجهيزات فيها على أعلى مستوى وكذلك بالنسبة إلى المدرسين فقد تولى هذه الأكاديمية أكبر أساتذة المسرح في بريطانيا وجلبوا معهم خبراء يستطيعون التدريب والتلقين والتطبيق، إلى جانب إعطاء العلم والمعرفة للتخرج في ما بعد”.

وأعلن الشيخ القاسمي عن تقديم منح دراسية كاملة مع الإقامة لكل الذين سيتم قبولهم بالأكاديمية من أهل المسرح من مختلف الدول العربية، ولفت إلى أهمية الموهبة ودورها في القبول للدراسة. وأوضح أن هذه الأكاديمية تستوعب 100 طالب وطالبة وهي مفتوحة للعالم أجمع.

ونظرا إلى أن كلفة الدراسة فيها عالية، لأن مسألة استعمال الأدوات والأجهزة والتعليم ومستويات التدريس مكلفة، فإنه تقرر أن تكون مجانية لا للطلاب من الإمارات العربية المتحدة أو الخليج فحسب، وإنما أيضا على المستوى العربي، حيث تفتح الأكاديمية أبوابها للجميع للدراسة التي ستكون مكفولة شأنها شأن الإقامة، أما مسألة القبول في هذه الأكاديمية فتتطلب الموهبة بالدرجة الأولى وبعدها المؤهل العلمي.