مسار الحرب يحتاج إلى اختراق..

رؤية اقتصادية: الصورة التي سيكون عليها اليمن مستقبلا

شركة مصافي عدن - ارشيف

د. باسم المذحجي
الحقيقة المغيبة بأن برنامج القبيلة اليمنية في الشمال يحمل عدداً من المشاريع؛ منها الأحزاب السياسية، الميليشاوية الطائفية، الإسلام السياسي، القبيلة الحزبية، والتي تطورت أدواتها بالإخوان المسلمين في قطر وتركيا. ولذلك الخلاص والفكاك من القبيلة هو بوابة التنمية الإستراتيجية في اليمن.
مسار الحرب الأهلية يحتاج إلى اختراق، وتحايل إستراتيجي ليبطل مفعوله عبر قائمة بالخطط المطلوبة لردم الفجوة ما بين الحالي والمطلوب، فالهدف ترتيب الوضع العام قبل النظام، والقفز عن إشكالية المركزية واللامركزية بالحديث المباشر عن الموارد البشرية، والموارد المالية، والبنية التحتية، والثلاثة السابقة هي من سترسم النظام السياسي الحاكم في اليمن.

ما الأهداف التي ستساعد على تكوين هذه الصورة؟
وما هي الإستراتيجيات والرسائل والأهداف الكفيلة لتحقيق أهداف هذه الصورة؟
أين نحن اليوم؟
الآلة السياسية والإعلامية -اليوم- لا تحمل فكر بناء بلد بقدر ما تحمل فوضى عبثية تدار من خارج اليمن، ولا تخدم الأهداف الداخلية بما فيها مخرجات الحوار الوطني الشامل؛ لأنها حبر على ورق، وتقف في طريق تحقيقها كتلة مدمرة، ومدروسة تم بناؤها منذ عقود.

الوضع الحالي
لن نسترسل في الحديث عن البيئة الداخلية: الموارد البشرية، الإمكانات المادية، البنية التحتية، الممولين، المستثمرين، ولن نفصل البيئة الخارجية: الفرص والتهديدات، الاتجاهات الاجتماعية، والثقافية (منافسون).

بمعنى فهم جدلية تحليل الأوضاع السياسية، والاقتصادية، ومسح البيئة اجتماعياً، ونمط تحليل رباعي، نقاط القوة، نقاط الضعف، الفرص المتاحة، التهديدات باتت أمراً مفرغ منه، لأن هنالك حقيقة إستراتيجية هي من تعبر عن نفسها، وراسخة في عقول الغالبية في اليمن.

الحقيقة الإستراتيجية تؤكد أن برنامج القبيلة عبارة نار تحت رماد، فهي بمشاريعها المختلفة تراهن على نار اشتعال الخلافات والصراعات ما بين أبناء اليمن كلهم، كلاً حسب تأطيرهم، فمثلاً تراهن على خلافات أبناء الجنوب العربي وإزكائها، تمامًا كما راهنت، وما تزال تراهن عليها في الحجرية، وتعز، ومأرب، وتهامة، وبكل ثقة.

أين نريد أن نكون؟

الهدف، تحديد الاتجاه، استطلاع المستقبل، المسار بين الحالي المرغوب، التلازم مع الإمكانات والقدرات، مراقبة الفجوات عبر المرجعيات القياسية، نماذج دولية؛ كسنغافورة، الصين، اليابان، الممارسات المثلى التي تقود الوصول للهدف بأخفض تكلفة وأجود نوعية وأقل وقت وأقل جهد.

مما لا شك فيه أن استفحال التعليم هو الوحيد القادر على وأد ثقافة السلاح، ثابت وبالأدلة بأن انتشار زراعة الحبوب، والخضروات، والفواكه هو القادر على وضع نهاية للقات زراعة وما ترتب عنها تجارة ربحية وإدمان نفسي، نحن مع وضع يد الشعب على الوطن ومصادرة القرار لصالح الشعب والوطن، الجيش والأمن الجنوبيان نموذجان جاريان وضروريان لكنهما يحتاجان إلى توجيه إستراتيجي، الخلاصة الإستراتيجية أن أي مشروع بدون القبيلة في الشمال والإسلام السياسي سينجح وسيمنح اليمن الاستقرار.

بماذا نبدأ؟
الرسالة: رؤية لصالح كل أبناء الجنوب العربي وتهامة، والحجرية، ومأرب، وتعز.
القيم: التوجه الأساسي لكل الفقراء، والمهمشين، والغير متعلمين.
طالما حددنا الأولويات بالفكاك من القبيلة وتركها تعيد تأهيلها لذاتها وفكرها وطموحاتها، فإن معالم الطريق تحديد الاختيارات والرؤية والرسالة والقيم الموجهة باتت تحديد التوجهات الأساسية للتنمية بعيدًا عن قبائل الشمال، ومن هذا المنطلق يتم رسم الإجراءات المطلوبة.

كيف نحقق ذلك؟
الحديث عن الطريقة، إدارة الأداء، الإجراءات التنفيذية، وسبر أغوار مؤشرات الأداء، والإسراع في المشروعات والمبادرات، تطبيق الخطط التنفيذية، بناء الأهداف الإستراتيجية واضحة ومحددة.

ليست القضية قضية المبادرات وبرامج ومشاريع تحقق الأهداف بقدر فحص مؤشر الأداء والمخرجات والجدول الزمني.

من سيتولى مهام النهوض باليمن؟ وماذا سيفعل لينهض باليمن؟ ومتى سيفعل ذلك؟ ومتى ستنتهي؟
نحتاج اليوم إلى مبادرات سريعة تحقق نتائج مباشرة أو قصيرة المدى، والهدف تحسين مباشر يبدأ بعملية التغيير ويؤدي إلى الحصول على نتائج فورية خلال فترة زمنية قصيرة بجهد أقل وتكلفة صغيرة نسبيًا.
1 - موارد بشرية: إدارة القبيلة.
2 - موارد مالية: جلب المال بعروض مغرية.
3 - البنية التحتية: تجهيزات الاستثمار وجذب إجباري بفرص تتربع عرش المنافسة الدولية.

سلسلة الخطط التنفيذية المطلوبة للتحسين
قائمة بالخطط المطلوبة لردم الفجوة ما بين الحالي والمطلوب والجهات المنفذة والأهداف والإجراءات الزمنية لتحقيقها.

خطة العمل لردم الفجوةما بين الحالي والمطلوب

(مشروع وكالة تنمية اجتماعية في كل مديرية ريفية في اليمن)، وكالة تنمية مديرية.. ، جمعية تنمية قرى.. تتشكل بناء على نظام أساسي ولائحة داخلية وتنفيذية.
أول سنة يرشح الأهالي شخص، (ممثل)، وحيد من كل قرية سواء كان رجل أو امرأة، إذا كان المرشح رجل فالنائب امرأة والعكس، مدة صلاحية الوكالة في مرحلة التأسيس سنة واحدة، ويتقاضى فيها المرشح راتب نفقات تسيير المهام، أول سنة جدول أعمالها المزمن ينصب بإعداد برامج الوكالة وقائمة بالممولين والمستثمرين ودراسات الجدوى، وتوزع المهام على أعضاء الفريق لتشكل شركة مكونة من مدير، نائب، علاقات عامة، مالية، رقابة وتفتيش..إلخ، ويمكن شغر المنصب بأكثر من شخص، والمحدد لذلك عدد القرى.
في السنة الثانية تباشر الوكالة في مباشرة انتخابات ممثل جديد بالاقتراع السري في كل قرية، بشرط عدم حضور ممثل القرية السابق المنتخب السابق.

نحن نبلور نضال شعبي وتفجير الطاقات البشرية وتوحيد الأموال، وتسخيرها لتطوير الريف، تأهيل الطفل ورعاية الأم وكبار السن وخلق فرص عمل، وكالة تهدف إلى إزاحة كل معوقات التنمية في الريف المستهدف، تحويل الريف إلى مدن ومعامل إنتاج، تتمتع بالاستقلال المالي   والشخصي والمعنوي، ترتكز على الحجم، والحرية، والكفاية، والمشاركة، وتقوم بإنزال المشاريع وتنفيذها على أرض الواقع وتقييم النتائج:
1 - قطاع المنشآت المدرة للدخل.
2 - قطاع تقوية الفاعلين.
3 - قطاع التنمية الحضرية.
مهامها محاربة الفقر وانعدام فرص العمل والخدمات والتهميش والهشاشة، تنمية البيانات التحتية، وتنمية وتطوير سلسلة إنتاجية، الاتفاق مع مختلف الشركاء المحليين والدوليين لتلبية الاحتياجات، وكالة مهارتها استقطاب أكبر عدد من المشاريع ورساميل الأموال لتطوير المديرية، وكالة تقوم باللجوء لشركاء متخصصين لإنجاز أنشطة الدعم، كالمنظمات غير الحكومية، لكن ليس فروعها باليمن بل تتخاطب مع المركز الرئيس في عواصم العالم.
وكالة تنمية لتطوير مديرية... في مدينة...مجال مفتوح لخطة التنفيذ:
العمل المطلوب:
الجهة المنفذة:
المسئول المباشر عن الخطة:
الهدف:
مشروع تطوير التعليم في اليمن.
أي موقع في اليمن إذا كان جاد في مشروع تطوير التعليم فلابد ويستقطب المعلم بوسائل مغرية منها الراتب، الذي لا يقل عن ثلاثمائة ألف ريال يمني شهريًا، بالإضافة لتوفير السكن.

مشروع الاستثمار الأمني والعسكري في الجنوب العربي وسواحل تعز وتهامة أنموذج.

من المتعارف عليه في السلك العسكري أن الجندي يستلم بندقية عهدة؛ لكن في المقابل لابد ويتزامن مع الانتشار في 2500 كم عدد من العهد التي تحفز الجندي على تقديس عمله ويجد أن مستقبله في عمله.

الجيش لا يكتفي بتحقيق الأمن والاستقرار وحفظ الأمن والسهر على كل نقطة تفتيش على الخط الساحلي؛ بل القيام بحملات تشجير واستصلاح أراضي مجاورة لنقاط التفتيش.

كل نقطة تفتيش تحول إلى كشك خدمي يقوم بتوفير خدمات الطرق من أكل وشرب وصيانة السيارة.

يرافق الانتشار الأمني والعسكري على الساحل وخطوط الساحل كشك عهدة، فلاحة قطعة أرض عهدة، مشتل عهدة، قارب صيد عهدة، مشتل عهدة لزراعة الزهور.

مشروع البيتروكيماويات في مأرب.
العملية تحتاج إلى استقطاب العمالة والخبرات، وهذا يحتاج إلى إغراءات مالية وتطوير في البنية التحتية.
مشروع الاقتصاد الأزرق «الساحل اليمني».

قالب مفتوح
المبادرات الفرعية تتبع هدف من أهداف الخطة الإستراتيجية.

الهدف هو (نص المبادرة المدرجة)، والخطة التنفيذية (تؤخذ خطوات التنفيذ مع توقع أفضل المخرجات)، ولابد من تحديد المستفيدين من المبادرة، ولابد من زمن التنفيذ حسب توقعات الفترة الزمنية للخطة، وتحتاج إلى المستشارين لصناعة قرار تشكيل فريق يقوم بطرح وتنفيذ مبادرة وتحديد موعد انتهاء المبادرة ثم تقييم النتائج.

1. تطوير الخدمات لتغطي الفقراء والمحتاجين.
2. خطط التدابير الوقائية.
3. إصلاحات تنظيمية وتشريعية.
4. إعداد مخططات توجيه للشريط الساحلي اليمني.
5. إطار قانوني لاستغلال الأراضي الجبلية والسهلية والساحلية.
6. لا للقات.
7. عمليات التطوير العمراني المناطق المرتكزة والمجاورة للساحل.
8. البنى التحتية المعدة للاستثمار وجلب رؤوس الأموال.
9. إطلاق مناطق عمرانية جديدة وخلق مركز جديد.
10. الغذاء في اليمن.

الرؤية الشاملة لصالح أبناء البلد
ليس البلد كدولة مركزية قرارها صنعاء؛ بل كل قرية تصبح بلداً ومركز الرؤية الشاملة، البلد هنا لب الموضوع، هنا حل مشكلة اليمن عبر أطلاق مناطق عمرانية جديدة وخلق مركز جديد.

الخطة الشاملة لترتيب الأراضي اليمنية وشبكات التأمين اللوجيستية.

1 - أراضي النقل؛ تنفيذ خط ساحلي جديد، هذا الخط هو الذي يخلق بقية الخطوط الرابطة الداخلة من وإلى الساحل.
خط سكك حديد ساحلي.
ماذا سيوفر مشروع القطار؟
البدء بتسمية المحطات والمواقف من منطلق مخططات المناطق الصناعية ومواقع المشروعات الإستراتيجية.
2 - أراضي السياحة: الفندقة والمنتجعات الساحلية.
3 - أراضي الصناعة: تخصيص أراضي للصناعة مخططات.
4 - أراضي الزراعة: خارطة الغذاء لتغطي كل المحاصيل ورفعها لتحقق الاكتفاء الذاتي؛ فمثلًا زراعة القمح (خطة الاكتفاء الذاتي) وإعادة تأهيل التربة بروث المواشي، والدواجن المخصب بدودة الأرض.
5 - التعليم: إعادة ترتيب الخارطة التعليمية في مناطق الشمال القبلي، وتوفير الخدمات التعليمية وتغطيتها لكل مناطق الشمال القبلي بنوعية ممتازة لا تقل عن مستواها في العاصمة صنعاء.
6 - تشجيع المستثمرين: إنتاج المواد الإعلامية التي توضح الفرص الاستثمارية ومواقعها، ثم إعداد دراسات الجدوى، وهنا تتم عملية التشبيك والاتصال مع وكالات التنمية المحلية التي تم سرد كيفية بنائها في ريف اليمن.
7 - الطاقة: إطلاق برنامج تجريبي لإنتاج الطاقة الهوائية.
8 - البيئة : المحميات الطبيعية.
9 - المياه والصرف الصحي: ورشة عمل لإدارة قطاع المياه بما في ذلك تحلية مياه البحر.
10 - الصحة.
11 - الاصطياف الريفي.
12 - برنامج إيقاف زراعة القات.

مرافق وخدمات تنافس القطاع الخاص وتحسين نوعية الخدمات في كل المناطق من أبناء المناطق.

1 - الفلاحة: خارطة الزراعة في اليمن، والقات، والماء.
2 - التنمية القروية: الفلاحة، نموذج خطة الصين في التأهيل.
3 - الصيد البحري: عصرنة أسطول الصيدفي اليمن، والاستثمار في الصيد البحري (تصدير)
صناعة الصيد البحري: خيار البحر، التونة، الأسماك الصغيرة، الحبار، الشروخ، الجمبري).

تمويل قارب للصيد التقليدي،  وبناء أسطول للسفن الساحلية، والتي تعد معامل للتصدير.

4 - المياه.
5 - توفير مجال بحري أمن ومستدام.
النقل، والأمن والسلامة، وتخطيط الاستجابة لحالات الطوارئ، والتنمية المستدامة، والحماية البيئية.
6 - وسائل النقل البحرية.
7 - الترفيه والسياحة.
8 - الخدمات البحرية.
البنية التحتية والإجراءات المبتكرة
مشروع سكة حديد دول مجلس التعاون الخليجي.
الحجيج والبضائع عبر خط قطار الساحل اليمني الذي يصل عمان بالسعودية.

كيف أصبحت اليمن؟

إن المتابعة للتقييم البعدي، والتقييم المستمر، واتخاذ الإجراءات التصحيحية، والتغذية الراجعة، ومراجعة الخطة، ومؤشرات الأداء والإنجاز، وتقيم الأطراف المعنية، ومحاسبة المسئولية والمسئول، والأخذ بتعليقات وردود أفعال وتوصيات وانتقادات ومقترحات المواطن فيما يخص تحقيق الأهداف الإستراتيجية هي صورة اليمن المنشودة في المستقبل.

طالما لدينا دولة رفعت اليد عن حماية الشعب عند الجوع، والفواجع، والمصائب، والصراعات، وطالما دومًا كان الساسة يحيون الشعوب على الصمود وانعدام الأجور والمرتبات، والتضحية بالنفس في سبيل الوطن فحان الأوان ليضع الشعب يده على الدولة.
*باحث إستراتيجي في مجال تطوير البلدان​