على الصعيد الدولي..

ما هي المؤشرات التي تدل على بديل النظام الإيراني؟

السيد مهدي براعي

طهران

في مقابلة أجراها تلفزيون «إيران آزادي» قدم السيد مهدي براعي من المسؤولين الأقدمين في منظمة مجاهدي خلق الإيرانية إجابات على هذه الأسئلة، نسترعي انتباهكم إليها خلال بضع حلقات.

 

سؤال: لقد حضرت المقاومة الإيرانية بقوة أثناء مؤتمر وارسو بحيث أن الكل أكد على دور مجاهدي خلق و المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بمثابة البديل الوحيد للنظام، ما هو تقييمكم بخصوص هذا الأمر؟

مهدي براعي: لقد حضرت مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في وارسو بكل قوة حيث تم تقديم وعرض بديل النظام الإيراني أمام العالم.

وكان مؤتمر وارسو قد ركز على المشكلة الرئيسية الوحيدة التي تتمثل في النظام الإيراني . إن النظام ونظرا لطبيعته الإرهابية والمثيرة للحروب أثار أزمة عظيمة في منطقة الشرق الأوسط. ولقد أصدر النظام، الإرهاب في العالم بحيث أن المجتمع الدولي أدرك أنه ولطالما لا يعالج هذه المشكلة فلن يسود الوئام والسلام والأمن الشرق الأوسط والعالم. وفي الحقيقة لقد أكدت المقاومة الإيرانية ومجاهدي خلق على هذا الأمر منذ ما يقارب الأربعة عقود الماضية بأن المشكلة الرئيسية هي النظام الإيراني وطالما هذا النظام قائم، فلن تنتهي الأزمة، والآن يثير النظام الإرهاب والحروب في العراق سوريا ولبنان واليمن وأفغانستان وفلسطين والبحرين.

لقد أكدت المقاومة الإيرانية أن الأفعى لن تلد الحمامة، لا يمكن إصلاح هذا النظام ولا يمكن الاتفاق مع هذا النظام، والآن وبعد أربعة عقود أدرك العالم هذا الأمر مؤخرا، بمعنى أن المقاومة الإيرانية كانت تصر على هذا الأمر منذ أربعة عقود حيث دفعت المقاومة الإيرانية ومجاهدي خلق ثمنا باهظا لموقفهما، لأن الكثيرين كانت تقتضي مصالحهم، المساومة والمهادنة مع هذا النظام وهي سياسة التي دفع ثمنها الشباب الأبطال للشعب الإيراني بدمائهم وكذلك مجاهدي خلق. وفي حقيقة الأمر إذا ما أردنا أن نشير إلى مؤتمر وارسو وهو نفس الموقف الذي أكدت عليه المقاومة الإيرانية ومجاهدي خلق وهي أن المشكلة الرئيسية تكمن في النظام، وهذا ما أثبته مؤتمر وارسو.

 

سؤال: بخصوص قضية البديل، يقال إن النظام يبرز بديله! ماذا يعني هذا الكلام؟

مهدي براعي: هناك صراع، في جانبه النظام وفي جانب آخر الغريم الرئيسي أي المقاومة والبديل الوحيد وهذا هو مشهد الصراع الرئيسي ضد النظام. قد تكون هناك مشاهد فرعية ولكن مشهد الصراع الرئيسي هو هذا، وبالنتيجة يصر النظام الدفاع عن وجوده وطبيعته أمام غريمه الرئيسي وهو مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية، وبالتالي يبرز كبار المسؤولين في النظام بدءا من خامنئي وإلى غيره، مجاهدي خلق وهذه المقاومة دائما.

وفي انتفاضة 2018 تحدث خامنئي عن مثلث على رأسه مجاهدي خلق. ومحاولة تفجير إرهابي في مؤتمر باريس في 30يونيو/حزيران ومحاولة تفجير إرهابي في 20مارس/آذار 2018 في ألبانيا في عيد نوروز، كانت تركزان على الهجوم على مجاهدي خلق واستهدافها. أو على سبيل المثال اعتقال جواسيس النظام في الولايات المتحدة حيث ألقي القبض على جاسوسين كانا يعملان على واجب الاستطلاع ومن ثم خطة اغتيال أعضاء مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية، فضلا عن الكثير من الأنباء والشيطنة والتشهير والتسقيط لتشويه سمعة مجاهدي خلق من جانب النظام، أو مثلا طرد سفير النظام في ألبانيا مصطفى رودكي وهو مسؤول محطة مخابرات النظام في ألبانيا، لأن القوة الوحيدة القادرة على إسقاط النظام وهي مجاهدي خلق متواجدة في ألبانيا. وعندما ينبس خامنئي وإلى بقية المسؤولين والسلطات في هذا النظام ببنت شفة فهم يبدأون بمجاهدي خلق في جميع وسائل الإعلام والتصريحات ويختمون بها. وهذا يعني الإشارة إلى البديل والتركيز عليه والبديل هو مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.

ولقد بدأ خامنئي بداية عام 1396 الإيراني وبداية عام 2017 في يناير/كانون الثاني بالإشارة إلى مجاهدي خلق حيث قال إنها هو السبب، كما ختم عام 2018 بمجاهدي خلق مرة أخرى، وهكذا وبهذه الصورة يبرز بديله.

 

سؤال: أي تيار يمثل المطلب الحقيقي للشعب وما هي خصوصيات هذا التيار؟

مهدي براعي: هناك مؤشر واضح لنشخص أي تيار يمثل المطلب الحقيقي للمواطنين وهو المقاومة ودفع الثمن لحرية الشعب الإيراني. هل هناك طرف آخر دفع هكذا ثمن سوى مجاهدي خلق ومقاومة الشعب الإيراني. 120ألف شهيد، 30ألفا منهم فقط سقطوا خلال المجزرة العامة لمجاهدي خلق في عام 1988، من دفع هكذا ثمن؟ والآن أي طرف داخل إيران له حضور حقيقي؟

والمؤشر الآخر هو المنظمة العاملة على الإسقاط، وأي طرف سوى مجاهدي خلق له منظمة وتنظيم حقيقيين؟

وأكدت السيدة مريم رجوي في كلمة ألقاها يوم 30يونيو/حزيران أننا لا ننافس أحدا ولا ننافس طرفا يقدر على أن يكون بديلا لهذا النظام. وإذا ما ظهر شخص إلى الساحة، فنحن لسنا نفرح فقط وإنما سوف ندعمه. ولكنه لا يوجد هكذا طرف للأسف. نحن لا ننافس طرفا لاستبدال النظام ولكن لا يباري أحد مجاهدي خلق في دفع الثمن، الثمن المدفوع من قبلها في درب النضال ومن أجل إسقاط النظام.

والمؤشر الآخر هو النظام نفسه وإشارته إلى الطرف الذي يذعن بكونه بديلا له ويستهدفه أكثر من الآخرين بشكل شامل.

ومن الخصوصيات الأخرى للبديل هو كونه جادا في إسقاط النظام ويرفض الاستسلام والمساومة أمام النظام، وخلال السنوات الأربعين الماضية لاحظنا أن جميع الأطراف الزاعمة خرجت من الساحة، والطرف الذي وقف وقاوم كان مجاهدي خلق حيث دفع ثمنا باهظا وواجهت سياسات المهادنة العالمية، وهذه السياسات أدرجت مجاهدي خلق في قائمة الإرهاب وتم قصفها وسجن أعضائها وفرض الحصار عليهم، إنهم قبلوا كل ذلك للوقوف والإصرار على طموحات الشعب الإيراني وهي عبارة عن الحرية وعدم التخلي عن مطلب الشعب الإيراني. ومن المؤسف أن نرى في تأريخ حركة الشعب الإيراني أن الكثير من الأطراف خانت الشعب الإيراني ومصالحه وتخلت عنه مفضلة مصالح اليوم. وفي عهد خميني عندما كان يظهر إلى الساحة هو نفسه لقد تنازل الكثير من التيارات المسماة بالشهيرة وخرجت من الساحة مستسلمة أمام الفاشية الدينية بدلا من الوقوف في وجهها. وشاهدنا في انتخابات مجلس الخبراء الطرف الوحيد الذي عارض ولم يخض التصويت كان مجاهدي خلق لأن دستور النظام كان يريد أن يجعل المواطنين يصوتون للدكتاتوريه المطلقة. وفي الانتخابات الرئاسية شاهدنا أن خميني رفض ترشيح مسعود رجوي حيث لم يسمح لممثل واحد لمجاهدي خلق أن يدخل البرلمان، وهذا هو ثمن دفعته مجاهدي خلق، لماذا؟ لأنها كانت ملتزمة بثوابتها ومبادئها.