هدف قطر نشر الفوضى في الوطن العربي..

إعلامي يمني: لهذا السبب تأخر الحسم العسكري في اليمن

حوثيون

إسلام محمد

في حوار موقع «المرجع» مع الاعلامي اليمني عبدالله إسماعيل، استعرض المشهد الميداني في اليمن، والمشهد القبلي والدور القطري في البلاد وموقع حزب التجمع اليمنى للإصلاح (إخوان اليمن) من خريطة الصراع، والدور السلبي للأمم المتحدة في البلاد.

 

كما تطرق الحوار للأهمية الاستراتيجية للمعارك الدائرة بين قبائل «حجور» في محافظة «حجة» شمال البلاد والحوثيين، وانعكاساتها على المعركة ضد ميليشيات الحوثي.

 

اطلعنا على آخر التطورات على الجبهة؟

ترجع أهمية معارك «حجور» إلى دلالتها القوية على أن هناك مزاجًا شعبيًّا غير قابل لجماعة «الحوثي»، وهذا المزاج غاضب وناقم على جماعة الحوثي، نتيجة لأنها مارست كل أنواع الجرائم، وكل ما يتجاوز الدين والأعراف، وبالتالي المناطق التي مازالت تحت سيطرة الحوثيين هي مناطق تغلي من الداخل، وإذا وجدت أي فرصة فكل المراقبين يؤكدون أنها ستقاوم الحوثيين بشكل أو بآخر.

وأهمية «حجور» أنها تقع في منطقة مهمة جدًا فهي وسط المنطقة التي يدّعي بها الحوثي أنها مناطق حاضنته اجتماعيًّا، وبالتالي هذا أمر مهم لابد أن نلتفت إليه، وهو يدّعي أنه يسيطر على كل مناطق الزيدية بل يدعي أكثر من ذلك أن كل اليمنيين معه، لذا فمن المهم أن تُدعم هذه الحرب من جانب التحالف العربي لدعم الشرعية لأنه إذا انتصر الحوثيون في هذه المعركة، فإن المشكلة التي سيعاني منها اليمن أن كثيرًا من المناطق التي تريد أن تنتفض ضد الحوثي ستخشي العواقب، وبالتالي لابد لأن يكون هناك دعم.

 

في رأيك لماذا تأخر الحسم حتى الآن؟

القضية بالنسبة لليمن لماذا لا نحسم الحرب، مع أن قوات الحوثي «هشة» جدًا وليس لديها حاضنة اجتماعية ومارست كل أنواع الإجرام والاختطاف وصناعة الألغام والتفجير، الموضوع يتعلق أيضًا بقضايا دولية و قضايا إقليمية، وكلما كانت هناك فرصة لهزيمة «الحوثي» تتدخل الأمم المتحدة كما الدول العظمى، فالأمم المتحدة حولت اليمن إلى حالة استنزاف واستثمار، فهي تريد أن تدير المشكلة في اليمن وليس حل الصراع وهذه مشكلة كبيرة، والآن تمارس جماعة الحوثي في «الحديدة» كل أنواع التحشيد والتجهيز للمعركة وحفر الخنادق وزراعة الألغام والتصرف في كل ما يمكن أن تتصوره تحت رعاية الأمم المتحدة، وصمت من الأمم المتحدة، وهذه كانت من الأمور التي أصبحت واضحة بلا شك أمام اليمنيين.

 

لماذا تقف الأمم المتحدة هذا الموقف؟

 الأمم المتحدة مع الحوثيين، ليس لأنها تحبهم، بل لأن الحوثيين يحققون للدول الكبرى والأمم المتحدة أهدافًا في زعزعة المنطقة.

 

لو حدثتنا عن الوضع الإنساني داخل اليمن؟

الأوضاع الإنسانية سيئة جدًا، نتحدث إنه لا حياة لا مياه لا خدمات، والمساعدات تتم مصادرتها في كثير من الأحيان، وفرض الإتاوات من قبل جماعة الحوثي، والمرتبات متوقفة منذ أكثر من ثلاث سنوات حتى الآن، والضرائب والجمارك مضاعفة، وهذا كله على مستوى الشعب أما على مستوى قيادات جماعة الحوثي فأموال النفط يتم ضخها في جيوبهم، وهناك فرق شاسع حتى أن تقارير غربية ذكرت أن سيارات القيادات التي تكلف مئات الآلاف من الدولارات تمر في شوارع يموت الناس فيها من الجوع.

 

وماذا عن المشهد القبلي الآن في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثي؟

بسبب النظام السابق والأحداث والتطورات، أصبح داخل القبيلة الواحدة اتجاهات كبيرة، يعني قد تجد في القبيلة الواحدة الناصري والإخواني والشيوعي أو الاشتراكي والمؤتمرى والحوثي، وأصبحت الأمور فيها نسبية في موضوع الولاء، وبالتالي لا نستطيع أن نتحدث عن قبيلة يمكن أن نقول إنها كاملة مع الحوثيين أو قبيلة ضد الحوثي، هناك قبائل تتشعب لكن الأعم الأغلب الآن أن القبائل ليست مع الحوثيين إلا من استطاع الحوثي أن يؤثر عليها، باعتبار أن هذا القبائل ذاقت الكثير من ويلات الحوثي.

 

هل يمكن التعويل على الخلاف الحوثي ـــــ الحوثي في حسم المعركة؟

عبدالعظيم الحوثي الذي دخل في صراع مع الميليشيات، هو من الأسرة وليس ضد الفكر الحوثي فهذا الصراع في تصورنا لا يمكن أن يحسم بالمعركة، لأن الصراع ليس من أجل الدولة، هو صراع أجنحة داخل الحوثية نفسها والزيدية نفسها على القيام وليس ضد الفكرة، فعبدالعظيم الحوثي يهاجم عبدالملك الحوثي لأنه يرى أنه أحق بقيادة الزيدية عن عبدالملك الحوثي، ولو وصل أن يأخذ مكان الحوثي ويسيطر سيمارس نفس ممارسات عبدالملك الحوثي، هنا الصراع ليس صراع المصلحة اليمنية، هو صراع شخصي هو صراع نزاع عن السلطة داخل الجماعة.

 

ما موقع حزب الإصلاح من خريطة الصراع الآن؟

حزب الإصلاح يدعي أنه حزب مدني لكنه في كل الأحوال منطلقاته الفكرية وعمقه الشعبي هو عمق إخواني فهو لم يتبرأ من الجماعة، لكن مشكلة الحزب إنه لو قال إنني كنت عضوًا في التنظيم العالمي للإخوان، ثم بعد ذلك تراجع وأعلن تمامًا موقفًا واضحًا من الإخوان، لكان أفضل من أن يقول إنه لم يكن يومًا فرعًا من التنظيم العام للإخوان.

 

وماذا عن الدور القطري؟

قطر تلعب في اليمن بشكل سيء جدًا فتدعم الحوثيين، ودعمت القاعدة في اليمن، ودعمت الحوثيين سابقًا منذ الحروب الستة، وكانت سببًا من أسباب أن الحوثيين لم يتم القضاء عليهم في الحروب الستة، والآن بشكل واضح، قطر تدعم الحوثيين بشكل واضح وتهاجم التحالف العربي والشرعية،  ونتحدث أيضا أنها تدعم الإخوان بشكل واضح.

وقطر تدعم المتناقضات في كل المناطق، ولم يعد سؤالًا صعبًا لماذا تدعم قطر المتناقضات، فهي تدعم الحشد الشعبي في العراق وتدعم «النصرة» في سوريا، وتدعم القاعدة والحوثيين في اليمن، وهذا هدفها الأخير وهو نشر الفوضى في الوطن العربي.

 

ما واجب اللحظة الآن في اليمن؟

واجب اللحظة هو أن يتم التوحد، وهناك قواسم مشتركة لجميع اليمنيين وهو القضاء على جماعة الحوثي بما تمثله من إشكالية كبيرة على الدولة اليمنية، ولابد من استعادة الدولة ثم الذهاب بعد ذلك إلى مسارات من التوافق والنقاش السياسي وحل القضايا جنوبًا وشرقًا وغربًا وشمالًا، فاللحظة الراهنة هي لحظة اختبار وامتحان حقيقي.