اتهمه باعتقال واخفاء أبناء العقلة..

تقرير : بالوثائق.. الأحمر يتخلى عن محافظ شبوة الإخواني

علي محسن الأحمر مع مسؤول يمني موال له في الرياض - ارشيف

محمد فضل

صمت مطبق خيم طوال عقدين من الزمان على عمليات فساد مهولة تستنزفت عائدات أعمال ومقاولات الحقول النفطية الغنية في محافظة شبوة، وذلك عبر شبكة نفوذ تبدأ خيوطها من الجنرال علي محسن الأحمر وتمتد إلى اللواء هاشم الأحمر وما بينهما أدوات محلية في رأس هرم السلطة المحلية لمحافظة شبوة ومديرياتها النفطية، ويتم من خلالهم الحفاظ على استمرارية دوران عجلة الفساد الذي نهب ولايزال الثروة الشبوانية.

- عصابات الفساد

هناك في مناطق النفط الشبواني تخضع شركات التنقيب والإنتاج النفطي بما فيها الشركات الأجنبية لسطوة (الأحمرين) المتحكمين بريموت كونترول من بعيد بمحافظ شبوة محمد صالح بن عديو..  وبضغطة واحدة من قبل (الشيخين الإخوانيين) يحرك (عديو) سريعا القوات العسكرية والدبابات لقمع أبناء شبوة بالقذائف وطلقات الأعيرة الثقيلة لمنعهم من المطالبة بحقوقهم الشرعية والقانونية من الوظائف والأعمال والمقاولات لدى الشركات النفطية العاملة في مناطقهم ومديرياتهم وعلى أرضهم، ولا يتوانى عن قصف القاطرات التي يعتمدون عليها في توفير قوتهم بقذائف الدبابات، كما حدث في الاعتداء على اعتصام مشايخ وأبناء منطقة العقلة بعرماء وأدى إلى احتراق أكثر من 13 قاطرة بدون وجه حق.

- جريمة متكاملة

جريمة متكاملة تلك التي ارتكبت مؤخرا من قبل محافظ شبوة (عديو) وقوات (الأحمرين) بحق أبناء منطقة العقلة النفطية بمديرية عرماء، والتي حالها حال باقي المناطق والمديريات النفطية بمحافظة شبوة، والتي ليس لأبنائها من ثرواتهم إلا الاسم فقط، وما عدا ذلك من خيرها الوفير فيذهب عنوة إلى عصابات الفيد والفساد المستنسخة من عصابات عفاش والإخوان وقياداتها الإصلاحية بتواطؤ محافظ المحافظة محمد صالح بن عديو القادم إلى السلطة المحلية بشبوة بقرار إخواني لتحقيق هدف واحد لا غير وهو افشال اتفاق الشركة النمساوية (OMV) الممنوح لشركة وقاطرات وعمالة بالمئات من أبناء شبوة لنقل النفط الخام من حقول الإنتاج إلى مواقع التخزين، وهو الاتفاق الذي كان سينهي احتكار غير قانوني طال عشرين عاما من قبل قوى الفيد والفساد الشمالية لهذا القطاع الهام إلا أن سيادة محافظ شبوة بادر سريعا لعرقلة أصحاب الحق من الاشتغال والانتفاع بحقهم وتنمية مجتمعهم وأعاد قوى الفساد وشركاتها الوهمية للسيطرة مجددا على مقاولات حقول النفط بشبوة.

- إعلام الإخوان شريك بالجريمة

الجناة (محسن، هاشم، عديو).. لم يكتفوا بالاعتداء الاجرامي على الاعتصام السلمي لأهالي منطقة العقلة الذين انتفضوا مؤخرا على سلب خيراتهم وحرمانهم من حقهم الشرعي والقانوني في ثروات أرضهم، بل راحت تلك القوى المتنفذة تعتقل عددا من المعتصمين وتحتجز قاطراتهم وتصادر ما فيها من مشتقات نفطية، تحت غطاء حملة مضللة نفذها (إعلام الإخوان) بقنواته الفضائية ومواقعه الإخبارية وحولت أصحاب الحق إلى معتدين ومخربين بغرض التعتيم على الجريمة والزج بهم في غياهب سجون بن عديو.

وثائق رسمية تفضح (عديو)

ومالم تأخذه قوى النفوذ والفساد الإخواني بحسبانها هو وجود قوى جنوبية شريفة تأبى الصمت عن هكذا تعسف وعدوان يطال أبناء المناطق النفطية بشبوة.

فهذه وثائق رسمية تكشفت بطلان ادعاءات الحملة التي قادها محافظ شبوة (عديو) لتشويه أبناء شبوة ووصمهم بالتواطؤ مع الحوثيين لمجرد أنهم طالبوه بالكف عن تمكين قوى الفيد والنهب في القطاع النفطي الشبواني.

وأولى تلك الوثائق مذكرة رسمية مشتركة صادرة من قبل كل من العميد الركن أبو عليوه قائد محور حراد النخبة الشبوانية، والشيخ كرامة سيعيد بن عمر شيخ مشايخ بلعبيد، والتي أكدت أن "الهدف من الوجود في المخيم هو المطالبة بحقوق مواطني مديريات (عرماء – دهر – الطلح – جردان) من الشركات، ولا يمثل هذا التجمع أي حزبيات ولا مناكفات سياسية بل لمتابعة حقوق مسلوبة من قبل الشركات العاملة في المديريات الشرقية وكذلك قيادة محافظة شبوة، وتتلخص تلك المطالب في مشاريع للمديريات المذكورة وكذا العمالة في الشركات (مقاولات – تشغيل سيارات نقل كبير وصغير وعمالة يدوية)، والنخبة الشبوانية تقوم بالحراسة الأمنية على المخيم".. وهي الوثيقة التي تفضح كذب ادعاءات محافظ شبوة (بن عديو) وجرم عدوانه على المعتصمين السلميين من أبناء شبوة، وتعري إعلام الإخوان الزائف وما شاكله من وسائل إعلام مدفوعة الأجر.
ومثلما دفع (الأحمرين) بالأمس بـ (أبن عديو) وقواته المدججه بالهاونات والدبابات إلى الاعتداء على أبناء وطنه والزج بهم في السجون ونهب المشتقات النفطية الموجودة على ظهر قاطراتهم، سارعا اليوم لإخلاء ساحتهما من تبعات الجريمة المرتكبة بحق اعتصام مشايخ وأبناء منطقة العقلة بمديريات عرماء في محافظة شبوة، واضعين بذلك محافظ شبوة في فوهة المدفع الذي سبق واطلق قذائفه على أبناء جلدته.

فها هو اللواء الركن/ هاشم عبدالله الأحمر قائد المنطقة العسكرية السادية، يصدر مذكرة رسمية إلى محافظ محافظة شبوة (أبن عديو) يطالبه فيها بالافراج عن المعتقلين ظلما من أبناء شبوة واطلاق قاطراتهم وشحنات الوقود التي كانت على متنها، موجها بذلك صفعة لمحافظ شبوة الذي أرتضى لنفسه أن يكون أداة بيد قوى النفوذ الإخواني لضرب أبناء شبوة.

يقول (هاشم الأحمر) في المذكرة الموجهة إلى (أبن عديو): "إن القواطر محتجزة لدى إدارة البحث الجنائي بمحافظة شبوة بدون أي مسوغ قانوني كون الحمولة تجارية وقد تفريغها وكذلك حبس السائقين ومنع التواصل بهم أو زيارتهم والاعتداء عليهم جسديا بداخل الحجز وتوقيعهم على محاضر لا يعرفون محتواها.

نرجو التكرم بسرعة إحالة القضية للجهات المختصة والبث فيها واطلاق السائقين مع القواطر والحمولة التي عليها كون القضية ليست جنائية والسائقين معروفين لدينا".
هكذا تخلى (الأحمر) عن (أبن عديو) وألقى على عاتقه تهم ارتكاب جرائم جنائية من اعتداء واختطاف واعتقال واخفاء قسري ومصادرة أملاك الغير ونهب ما عليها، ومن قبلها تهمة الاعتداء على معتصمين سلميين بقذائف الدبابات والهاونات واحراق قاطراتهم التي تعد مصدر عيشهم الوحيد.