عرض الصحف العربية..

تقرير: اللاجئون أزمة مستمرة في الملف السوري

صحف

24

ترى مصادر عربية مسؤولة أن قضية اللاجئين باتت من أعقد الملفات في الأزمة السورية، خاصة مع تحولها لملف حساس تتباين بسببه المواقف السياسية في الحكومة اللبنانية.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم السبت تتباين وجهات النظر إزاء تعاطي الرئيس السوري بشار الأسد مع المعارضة بصورة ستزيد من خطورة الموقف السياسي في البلاد، فيما باتت سوريا أيضاً طرفاً في أزمة النازحين العراقيين على أراضيها.

أزمة سياسية
ووقفت صحيفة الجمهورية اللبنانية عند تفاصيل أزمة اللاجئين، مشيرة إلى أن هناك تبايناً واضحاً في التعاطي ومعالجة هذا الملف بين أعضاء الحكومة.

وكشفت مصادر في حزب القوات أنّ "عودة اللاجئين السوريين لوطنهم مسؤولية الحكومة مجتمعة، والمطلوب الفصل التام ما بين عودة اللاجئين اليوم قبل غد، وما بين ما وصفته هذه المصادر بالحرتقات السياسية لبعض القوى".

وأشارت مصادر مسؤولة للصحيفة أن عدد اللاجئين في البلاد بلغ مليونين و285 ألف لاجئ، وقد بلغت تردداتها المدى الخطير. ونبهت إلى أن اللاجئين يتشاركون في أرض ومياه وكهرباء وعمل اللبنانيين، في بلد بلغت نسبة البطالة فيه أكثر من 43%.
  
ولفتت المصادر إلى ضرورة عودة اللاجئين لوطنهم في أقرب وقت، خاصة مع التباين السياسي اللبناني الواضح في التعاطي ومعالجة هذا الملف

أزمة طويلة
بدوره، أشار الدكتور عبد الله جمعة الحاج في مقال له بصحيفة الاتحاد الإماراتية حمل عنوان "معاملة اللاجئين السوريين"، إلى أن تركيا استقبلت عدداً ضخماً من اللاجئين السوريين، ومن بين المهجرين بات أكثر من ستة ملايين نازحين في الداخل، وستة ملايين لاجئ في الخارج. ونتيجة لوجود حدود برية طويلة تقارب الألف كيلومتر بين سوريا وتركيا أصبحت تركيا هي الدولة الأكثر استقبالاً للاجئين السوريين.

وأوضح د.الحاج إلى التعاطي التركي مع اللاجئين، حيث أوجدت تركيا نظاماً قانونياً جديداً للتعاطي معهم، وهو النظام المعروف بـ "قانون الأجانب والحماية الدولية".
  
غير أن الحاج نبه إلى ضرورة مساعدة القوى المركزية في العالم على حل هذه اأوزمة، قائلاً "على العالم والبشرية جمعاء أن تتذكر بأن معظم اللاجئين السوريين تم تهجيرهم عنوة وقسراً بسبب الحرب الأهلية والصراع المسلح الذي دمر أماكن سكناهم وقضى على مدن بأكملها".

وتساءل الحاج عن الوضع السوري العام مستقبلاً في ظل تعقد تلك القضية وعدم وجود حل لها.

الحدود العراقية السورية
وتصل أزمة النازحين أو اللاجئين، إلى العراق مع دخول سوريا طرفاً فيها أيضاً. ورصدت صحيفة الشرق الأوسط تصاعد أزمة النازحين العراقيين في سوريا. ونقلت الصحيفة عن مصادر في قيادة العمليات المشتركة في العراق أن عودة النازحين العراقيين في سوريا تتم بإشرافها، في وقت اعتبرت اللجنة الأمنية في محافظة الأنبار الأنباء التي تتحدث عن عودة أكثر من 20 ألف عراقي من سوريا ليست مؤكدة.

ذكرت وسائل إعلامية أن التحالف الدولي سيعيد نحو 20 ألف عراقي من سوريا إلى بلدهم، لكن رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار نعيم الكعود نفى لـالشرق الأوسط أن "يكون مثل هذا الأمر قد تم الاتفاق عليه حيث لايزال في إطار التكهنات الإعلامية".

وأكد الكعود أن "الأمور تحت السيطرة تماماً حيث إن الحدود تمسك بشكل جيد من قبل قيادة قوات الحدود وقيادة عمليات الجزيرة"، مبيناً أن "هناك تنسيقاً مشتركاً بين القيادة العسكرية العراقية على الحدود وبين قوات سوريا الديمقراطية لهذا الغرض".

مستقبل سوريا
من جانبه، أشار الكاتب السوري سلام السعدي إلى دقة المشهد السياسي في البلاد في ظل ما أسماه بــ"حرب الأسد على المعارضين والمؤيدين على السواء". وقال السعدي في مقال له بصحيفة العرب اللندنية إن الجديد في خطاب الأسد هو ردوده على الأحداث الجارية وما يتوقعه من تطورات في مقدمتها العمل على كتابة دستور جديد للبلاد ودفع قوى غربية ومحلية نحو خيار اللامركزية.

واشار إلى أنه وفي ظل استمرار المراهنات الأوروبية والأمريكية على إمكانية استخدام أوراق الضغط المتبقية بحوزتهم لرسم مستقبل سياسي لسوريا ما بعد الحرب يكون مختلفاً عن ذلك الذي قادها إلى الكارثة، جاء خطاب بشار الأسد الأخير ليبدد تلك المراهنات ويوضح تمسكه بنظام إقصائي شديد المركزية، لا يتسامح مع أي شكل من أشكال المعارضة أو النقد وحتى لو صدر عن قاعدته الشعبية. من حيث الشكل والمضمون، أكد الخطاب على هدف النظام الرئيسي الذي لم يتغير طيلة ثماني سنوات من الحرب وهو العودة إلى ما قبل 2011.

وانتهى السعدي في مقاله إلى القول "بعد ثورة شعبية شارك فيها الملايين من السوريين، وبعد حرب مدمرة قتلت أكثر من نصف مليون وهجرت نصف سكان البلاد، لا يزال النظام السوري رافضا لإبداء أي قدر من المرونة السياسية".