يتم تهريبها من الممر اللبناني..

تقرير: الحشيش الإيراني.. هدايا «إيران» القاتلة للعراق واليمن

امتداد الأذرع الإيرانية حاملة سمومها من طهران إلى بغداد وبقية المحافظات العراقية

محمود محمدي

غرب القارة الآسيوية من الناحية المطلة على الخليج العربي يقع العراق، حيث يواجه قرابة 40 مليون نسمة مخاطر عدة، يتمثل أكبرها في القادم من شرق البلاد إذ تمتد الأذرع الإيرانية حاملة سمومها من طهران إلى بغداد وبقية المحافظات العراقية.

وفي مؤتمر صحفي، عقده قائد شرطة «البصرة»، الفريق الركن رشيد فليح، في نوفمبر الماضي، أعلن تورط إيران بتغذية سوق المخدرات في المحافظة، مؤكدًا أن 80% من سوق المخدرات في المحافظة تتم تغذيته من قبل إيران، وأنه تم التنسيق بين قيادة عمليات البصرة وقيادة شرطة الحدود وباقي الصفوف الأمنية لاستكمال الإجراءات، داعيًّا الجهات القضائية إلى رفع سقف أحكام العقوبات بحق تجار المخدرات.

من العراق إلى اليمن

في غرب آسيا أيضًا، ولكن جنوب غرب شبه الجزيرة العربية يقع اليمن، الذي يعاني شعبه منذ أن سيطرت ميليشيا الحوثي الانقلابية على أماكن عدة هناك؛ حيث تعمد تلك الميليشيا المدعومة إيرانيًّا ارتكاب جرائم وحشية ضد المدنيين، من خلال القصف العشوائي المتعمد على الأحياء السكنية، فضلًا عن قنص المواطنين دون تمييز.

وفي تقرير لها، أفادت فضائية «العربية»، أنّ المخدرات تعدّ أهم الوسائل التي تعتمدها إيران لتمويل ميليشيات الحوثي؛ حيث وصل قادة تلك الميليشيات إلى حد الثراء الفاحش على حساب اليمنيين الذين باتوا على حافة المجاعة، كما أن تجارة الحشيش ازدهرت في عهد الانقلاب الحوثي، وكثف تجار المخدرات الحوثيون نشاطهم للتهريب والتسويق في الأعوام الثلاثة الماضية، وباتت بعض المدن الرئيسية أسواقًا مفتوحة للعرض والطلب.

على صعيد متصل، ضبطت أجهزة الأمن اليمنية في محافظة مأرب وسط البلاد، 23 كيلوجرامًا من الحشيش أثناء محاولة تهريبها إلى ميليشيات الحوثي في صنعاء، وتم ضبط شحنة الحشيش في إحدى سيارات النقل الصغيرة، رغم محاولة المتورطين في تهريبها إخفاءها بطريقة احترافية، بحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ».

ومن جانبه، قال قائد شرطة الدوريات وأمن الطرق في محافظة مأرب، العقيد أحمد دركم، إن إحدى الدوريات في مديرية «ماهلية» المجاورة لمحافظة البيضاء، تمكنت من ضبط الحشيش أثناء محاولة تهريبه في سيارة تاكسي، مضيفًا: «السيارة كانت مخفية بطريقة احترافية، وكميات الحشيش كانت داخل أكياس تحمل علامات مواد غذائية للأطفال».

وأوضح «دركم» أن المتورطين في التهريب حاولوا تمويه أفراد الأمن من خلال اصطحاب عائله في السيارة من أجل تسهيل عبورها وعدم فحصها، كاشفًا أن الميليشيات الحوثية الإيرانية تستخدم الحشيش المخدر كأحد مصادر الدخل المهمة لتمويل حربها ضد اليمنيين، إلى جانب تجنيد الأطفال والزج بهم في جبهات القتال.

الممر اللبناني

وفي وقت سابق، أكد المتحدث باسم التحالف العربي، العقيد الركن تركي المالكي، أن ميليشيات الحوثي الموالية لإيران تتاجر في المخدرات لتمويل عملياتها الإرهابية، موضحًا أنه تم ضبط مئات الكيلوجرامات من المخدرات التي تم تسهيل دخولها إلى بعض المناطق التي يشرف عليها الحوثيون، مضيفًا أن هذه المليشيات تتاجر في المخدرات لتمويل عملياتها الإرهابية.

وكانت وكالة «واس» السعودية، اتهمت الحوثيين بإدخال شحنة مخدرات كبيرة على أنها مساعدات ولوازم طبية إيرانية لليمن خلال العام 2017، ليتم بيعها من قبل المشرفين التابعين للميليشيات على الصيدليات بشكل مباشر وتم تهريبها من حزب الله اللبناني.

وتشير تقديرات اقتصادية إلى أن حجم الأموال المتدفقة في خزائن الانقلابيين الحوثيين من المخدرات تصل إلى 6 مليارات دولار سنويًّا.

ويعتقد كثير من المراقبين بأن اقتصاد السوق السوداء وإيرادات الضرائب وتجارة المخدرات تعدّ من أبرز مصادر التمويل الداخلية التي تعتمد عليها الميليشيا إلى جانب المصادر الخارجية المعلومة التي توفرها إيران والحوزات الشيعية المنتشرة حول العالم.

من جانبه، قال نزار هيثم، القيادي بالمجلس الانتقالي الجنوبي اليمنى: إن جنوب اليمن يعاني منذ سنوات عدة بسبب تنامي تجارة المخدرات؛ إذ إنّ ميليشيا الحوثي استنسخت تجربة تجارة المخدرات من ميليشيات حزب الله اللبناني، وعناصر الإرهاب في أفغانستان.

وأكد «هيثم» لـ«المرجع»، أن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، أسهم بشكل كبير في القضاء على تجارة المخدرات في اليمن، موضحًا أن التحالف نجح خلال الفترة الماضية في إتلاف كمية كبيرة من المخدرات التي حاول الحوثيون إدخالها عبر المناطق الحدودية.