افيقوا من غفلتكم

إلا المخدرات.. تلك الضربة القاضية

تظل المخدرات وإنتشارها في مجتمعنا كظاهرة فاقت كل تصور عقلاني

سعاد علوي (عدن)

لم ينعم مجتمعنا الجنوبي بالإستقرار منذ حرب صيف 1994 وحتى اليوم وإلى ما شاء الله حيث طالت الفوضى كل نواحي حياتنا وهذه الفوضى خلّفت لنا إنحلالا كبيرا في القيم والأخلاق ليس بين الأبناء والشباب فقط بل في المجتمع ككل من فساد في الوظيفة وخيانة الأمانة وغش وتدمير لمبادئ التربية والتعليم وتفشي ظاهرة الرشوة والكذب والنصب والبسط على الأملاك العامة والخاصة والإحتيال والسرقة والبلطجة وما خفي كان أعظم .
والمشكلة أن كل هذا يعد أمراً عادياً والأمر الغير عادي هو السلوك السوي وحتى بعد الحرب الأخيرة والإنتصار الذي تحقق لم نشهد تناقصاً لهذه السلوكيات السيئة والظواهر الغريبة بل أنها زادت وأستفحلت وكأننا نحيا بموجب المثل الشعبي القائل ( لو أنت في بلاد العوران اعور عينك ) .نرى الكل حينما يُسأل عن سبب نهجه السلوك الخاطئ يكون رده لم تروا غيري الكل يفعل كذا ؟

لكن مع كل ذلك التردي وإنتشار السوء يظل أثره بسيطاً على حياتنا و تظل المخدرات وإنتشارها في مجتمعنا كظاهرة فاقت كل تصور عقلاني هي الخطر الأكبر بل أنها تكاد تكون الضربة القاضية لهذا المجتمع وأخلاقياته وكل مجتمع تنتشر فيه المخدرات دون أن يمتلك الأسلحة اللازمة لمحاربتها سوف تهلكه وتقضي عليه .
ومن تعمدوا إدخال المخدرات إلى بلادنا ونشرها بين أوساط مجتمعنا وفق خطة ممنهجة تعمدوا أيضاً أن يمنعوا عنا كل وسائل مكافحتها . حتى يتحقق لهم الهدف المنشود من إنتشارها وتفعل فعلها الخبيث فيه بما يرافقها من سلوكيات سيئة مثل إنتشار بيوت ممارسة الرذيلة واللواط بين الشباب والفتيات ودعموها بإنتشار تجارة السلاح وإستخداماته بعشوائية في كل المناسبات ومن غير مناسبة في الشوارع والأماكن العامة في البيوت والأسواق ووسائل النقل العامة وعدم تقدير عواقب هذا العبث والفوضى .
والسؤال هنا هو ما هو دور المرافق القيادية منها المدرسة والمسجد والإعلام وما تسمى بمنظمات المجتمع المدني وهي الموجهة لأخلاقيات وسلوكيات المجتمع حيال كل هذا الحادث فيه من فوضى وإنحلال لقيمه ؟
الإجابة أنها كلها قد طالها ما طال المجتمع من فساد وإنحلال منذ أن تحزبت المدرسة وسيّس المسجد وأُخرست وسائل الإعلام خصوصاً تلك التي كان لها صوتاً معارضاً لسلطة صنعاء وما بقي من وسائل كان يخدم سياسة تلك السلطة الفاسدة ويعبر عن أمانيها ويحقق أهدافها .
أيتها السيدات أيها السادة في بلدنا الحبيب وأفراد مجتمعنا العربي المسلم الأصيل إعلموا جميعاً أن : كل شيء سيء أثره بسيط على حياتنا .. إلا انتشار المخدرات , فتلك الضربة القاضية .
وانه فعلا قد تمكن عدونا من ضربنا ضربة قاتلة وصلت فينا إلى العظم وحقق ذلك في ظل تجاهل منّا ولامبالاة وإستسلام غريب والعويل والنواح على أمور حياتية ممكن إحتمال العيش بدونها وبالمقابل عدم تحريك ساكناً ضد ما يحدث من نشر غير عادي للمخدرات في كل مكان حتى في مدارس أولادكم بل وفي عقر دوركم وبالقرب من مساجدكم .
أليست تلك ضربة معلم قضت على كل إحساس وضمير فيكم ؟
أتمنى عليكم أن تفيقوا من غفلتكم وتنتفضوا ليس لأجلكم فقط بل لأجل أبنائكم ضد كل من يتاجر ويروج ويستخدم أجسادهم لممارساته الشاذة من تعاطي للمخدرات وإنتهاكها جنسياً ونفسياً وتعذيباً لانهاية له .