حيلة بائسة من طرف ضعيف..

"الشائعات" حرب الإخوان المسلمين النفسية ضد مصر

جماعة الإخوان الإرهابية

سلط حادث «محطة مصر» الضوء مرة أخرى على استراتيجيات جماعة الإخوان الإرهابية في التعامل مع الأزمات الداخلية للبلاد؛ لتحقيق أغراض سياسية لصالحها، وأهمها «ترويج الشائعات».

لجان إلكترونية تحذر من التبرع بالدم

ويرى باحثون في مجال الجماعات الإسلاموية، أن جماعة الإخوان الإرهابية تعتمد على إثارة واختلاق وترويج الشائعات، ضد النظام بشكل أساسي، وهي الطريقة ذاتها التي تعتمد عليها الجماعات الإرهابية.

وباستغلال حادث «محطة مصر» روجت عناصر الإخوان عددًا من الشائعات، بينها شائعات تتعلق بمواقف الحكومة مثل تحريف خطاب الرئيس السيسي فيما يتعلق بتطوير منظومة السكك الحديدية، أو بشأن مواقف المواطنين ممن لا ينتمون لتيار الإخوان، فانطلقت التحذيرات من التبرع بالدم لصالح الضحايا، زاعمين أن الحكومة تبيع هذا الدم ولا تستخدمه في إسعاف المصابين.

وتستخدم الشائعات عادة في شكل إعلام غير رسمي، وهو ما يفسر لجوء الإخوان إلى اللجان الإلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي لنشر تلك الشائعات، والتي تكون عادة نتيجة «قرار بائس من طرف ضعيف» لا يستطيع الوصول إلى معلومة صحيحة أو لديه معلومة يريد لها ألا تصل بشكل صحيح.

جزء من الحرب

ويقول الباحث مارش بلوك: إن الشائعة هي جزء من الحرب، وهو ما تفسره الباحثة هانا أرندت، بأن الشائعة هي قاعدة من قواعد السياسة والحرب، ووجه من وجوهها «التزوير الممنهج والكذب المحض أداتان لتحقيق الأهداف».

والشائعة التي غالبًا ما تنطلق من مصادر مجهولة، وعبر القنوات غير الرسمية، يمكنها أن تنطلق بالفعل من وقائع حقيقية لتضيف عليها عناصر غير معروفة، كما يمكن للمتلقي أن يضيف عليها أو أن يحور أو يبدل من بعضها أو كلها على حسب مزاج الراوي، وأهوائه الذاتية.

هذه الطريقة الممنهجة للشائعات استخدمتها الجماعات الإرهابية على مدى السنوات الماضية منذ التسعينيات، وهي ذات الطريقة التي تسلكها جماعة الإخوان حاليًا كما فعلت منذ تأسيسها.

وبحسب الباحثين فإنه في زمن الإرهاب –كتلك الفترة التي تعيشها مصر وربما والعالم الآن– لا يعد من الملاحظ وجود شائعات تدافع عن قيم أخلاقية سامية تروج للعدل والإنصاف والقيام بالحقوق والواجبات.

وبمتابعة كتابات أعضاء الجماعة خلال حادث محطة مصر، تظهر ذلك من خلال النداء بمحاكمة المقصرين، بل وتحديد متهمين بعينهم، وإن كان بينهم رأس الدولة، وربط ذلك بأهمية تحقيق العدالة في الأرض، وهو مدخل للإشارة إلى اعتراضهم على تنفيذ حكم الإعدام في متهمين من الجماعة.

وتشير الدراسة إلى أن الإعلام الرسمي ربما يقع ضحية لتلك الأكاذيب والشائعات، والتي تنطلق من مصدر إعلام غير رسمي، وهو ما يمكن اعتباره حاليًّا «منصات التواصل الاجتماعي».

الحرب النفسية منهج الجماعة

وفي الحرب النفسية التي يقودها تنظيم الإخوان ضد مصر، فإنه يلجأ إلى التسلح بالشائعة كواحدة من أكثر الطرق فتكًا؛ حيث تقوم العناصر التابعة على ابتكار الشائعات التي تجلب للجماعة التأييد والدعم في صفوف المواطنين، وتعدد أشكالها في أثواب وأشكال مختلفة، ما بين القوة ومن يقيم العدل والانضباط المدعوم بنصر الله أحيانًا.

كما تظهر تلك الشائعات في صورة شيطنة وتشويه الحكومة والرئيس، والخصم من رصيده لدى المواطنين، خاصة الذي يحظى بالقبول والتعاطف الشعبيين، وهو ما ظهر أيضًا في حادث «محطة مصر».