اليوم العالمي للمرأة..

مريم رجوي توجه رسالة لـ"المرأة الإيرانية" بمناسبة 8 مارس

نظام الملالي هو العدو الأول وأول مانع لنيل الحرية والمساواة

حنين فضل
مدير تحرير صحيفة اليوم الثامن

وجهت زعيمة المعارضة الإيرانية لمنظمة خلق مجاهدي رسالة للمرأة الإيرانية بمناسبة يوم المرأة العالمي 8 من مارس حيث قالت "نحتفل باليوم العالمي للمرأة في الثامن من آذار/ مارس، بتوجيه تحياتي لأخواتي العزيزات في إيران وحول العالم، ونقدّر النساء اللواتي كتبن تاريخ نضال المرأة من أجل المساواة والتحرر بمعاناتهن ودمائهن".
كما أحيّي النساء المجاهدات والمناضلات، اللاتي كن قد اجتزن غرف التعذيب وميادين الإعدام، وقد ناكفن النظام الكهنوتي بمشاركتهن بنشاط في ساحات الانتفاضة والحركات الاحتجاجية.
وتحياتي للنساء اللواتي فتحن طريقًا جديدًا بالتضحية وتحمل المسؤوليات.
التاريخ يفتخر بريادة هؤلاء النساء، وأن المستقبل مشرق ومزدهر بوجودهن.
إنه لشرف للمرأة الإيرانية التي ظلت، منذ اليوم الأول وحتى اليوم وعلى مدار أربعين عاماً من حكم النظام الكهنوتي البغيض، تقوم بالاحتجاج والنضال وأسست مقاومة رائعة.
وبسبب هذا النضال والمقاومة بالضبط، ليس فقط 8 مارس، هو يوم المرأة ولكن أيضًا كل يوم هو يوم المرأة بالنسبة للمرأة الإيرانية.
8 مارس / آذار، ليس يوم الغضب والاحتجاج ضد عدم المساواة والتمييز بين الجنسين فقط، بل هو يوم التقدير للنساء اللاتي نهضن ضد الاضطهاد، حيث حوّلن في النضال من أجل الحرية والمساواة، المستحيلات إلى أمر ممكن.
اليوم، النساء يشاركن في صفوف الانتفاضات والاحتجاجات التي يقوم بها الطلاب، والمدرسون، والتربويون، والعمال، والمزارعون، والمتقاعدون، وسيستمر كفاحهن حتى الإطاحة بهذا النظام.
هؤلاء النساء هنّ من يواجهن، في لحظات الخوف والصمت، جلاوزة النظام، ويهتفن بملء الفم الموت لخامنئي، ويقدن إلى جانب العمال مرتدي الأكفان، صفوف التظاهرات الاحتجاجية ، ويمثلن أصوات المعلمين والمتقاعدين. ويحرّضن الشباب على الوقوف ضد عملاء النظام.
وفي السجون، يقفن بكل شجاعة مع أخواتهن الأخريات. وفي صفوف مناضلي درب الحرية، قمن بتأسيس معاقل الانتفاضة.
هذا النضال والمقاومة رد على النظام المقارع للمرأة، الذي أرسى أركان سلطته على أساس التمييز والقمع ضد المرأة، وصارت هويته ممارسة القمع والازدراء ضد المرأة.
إن خامنئي ونظامه ليس لهما حل في مواجهة كفاح النساء والاحتجاجات المتصاعدة للشعب الإيراني، سوى إظهار سياسة المخالب والأنياب الدموية. إنه يريد أن يعيّن واحداً من أسوأ العناصر سمعة في مجزرة ثلاثين ألف سجين سياسي، على رأس سلطته للقضاء. تلك المجزرة التي استهدفت ثلاثين ألف سجين كثير منهم من النساء.
لكن تعيين هذا السفاح المكروه لا يستطيع معالجة هبوط المعنويات والضعف الذي يخيّم على كل النظام أمام حركة الشعب الإيراني.
على مدار العام الماضي، استمر اعتقال آلاف النساء في عموم إيران بحجة سوء التحجب وتعرضن للمضايقات والإساءة.
من ناحية أخرى، فإن عدد النساء العاطلات عن العمل ينمو بمعدل مدهش. يصل معدل البطالة بين النساء المتعلمات إلى 78٪. معدل البطالة بين الشابات دون سن الثلاثين هو 86 بالمائة. هذا هو نتاج السياسة المناهضة للمرأة لنظام يدّعي الولي الفقيه فيه بوقاحة أن «... التوظيف ليس قضية رئيسية بالنسبة للمرأة».
وقد أوجدت مأساة زواج الفتيات دون سن الثامنة عشرة ظروفًا لهن لا يمكن وصفها؛ فعدد النساء والفتيات المدمنات يرتفع عامًا بعد عام؛ و50 في المائة من السجينات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 20 و 34 عامًا هن سجينات بسبب المخدرات. في العاصمة، هناك ما لا يقل عن ثلاثة آلاف من النساء ينمن في الكراتين، وأن كثرة النساء من ضحايا الدعارة والويلات والمآسي كارثية.
نظام الملالي هو العدو الأول للنساء وأول عائق أمام نيل الحرية والمساواة. لذلك، فإن كل نضال وحركة من أجل الحرية والمساواة يعبران في الخطوة الأولى من سكة الإطاحة بالنظام الكهنوتي.
لذا فإن التعامل الأول لتحقيق المساواة، هو حضور فعّال في النضال من أجل تحرير شعبنا وبلدنا. والقوة الرئيسية وراء هزيمة الديكتاتورية الدينية الحاكمة هي النساء الإيرانيات اللواتي تحملن أكبر قدر من الاضطهاد ولديهن أكثر الحوافز للإطاحة بها.
أما التعامل الثاني لنجاح نضال المرأة فهو التضامن والعمل الجماعي، وهذا هو المفتاح للتقدم والذي يجعل الإبداعات مزدهرة ويضاعف الطاقات بالمرات ويهمّش المخاوف والعيوب. لذا، يجب أن نقول كل مرة أمام الموانع والعقبات، علينا أن نبدأ من جديد ونمسك أيدي بعضنا البعض. كل واحدة تستطيع في التضامن مع أخواتها الأخريات، أن تنمّي مواهبها بأفضل طريقة ممكنة. وعندما نرفع مستوى الجهد الفردي إلى جهد جماعي فإن مواجهة العقبات تصبح أمرًا سهلًا. لذا يمكن لكل واحدة منا أن تتحرك للأمام وتكون مؤثرة، بقدر سعيها لعدم ترك أيادي أخواتها الأخريات. وآن تطيل هذه الطابور. وهذه هي العلاقات والروابط التي رفعتها خاصة في هذه الفترة النساء المجاهدات إلى مستو جديد. 
لكن التعامل الثالث هو تغيير المعتقدات، والتمرد ضد العادات والإجبارات المفروضة.
علينا أن نناضل من أجل ما يجب أن يكون، وليس ما هو ممكن. وفي هذا الصدد، يعد تغيير العقليات وتغيير معتقدات النساء أنفسهن خطوة حاسمة وضرورية جدًا.
النهوض، والبحث عن قيم جديدة، واكتشاف قدراتك الخاصة وقدرات الآخرين في العمل والنضال الجماعي هو خارطة طريق للنضال من أجل الحرية والمساواة.
في مكافحة التمييز الجنسي وإثبات تحمل المسؤولية من قبل المرأة الإيرانية وجدارتها، نجحت المجاهدات والنساء في المقاومة الإيرانية في اجتياز الكثير من الصعوبات لفترة طويلة. إنهن قد تعلمن وأثبتن أن مجموعات النساء لديهن قدرة كبيرة على الترابط مع بعضهن البعض.
كما فتحت النساء في المقاومة الإيرانية في هذا الاتجاه طريقة جديدة. إنهن يرون تقدمهن ونجاحهن، رهن تطور جماعي، وأن سعيهن هي سلّم لتطور وتقدم أخواتهن الأخريات.
فهن يمثلن قيمًا مثل التفاني من أجل إنقاذ شعبهن الأسير، وكذلك إعطاء الأولوية للتقدم الجماعي لأخواتهن على الإنجازات الفردية...
لا ننسى أنه في خضم مجزرة أشرف، وتحت بوابل رصاصات العدو، جعلت «جيلا طلوع» نفسها درعًا، لتحمي أختها زهره.
لا ننسى النساء المجاهدات والمناضلات اللاتي يقاومن ويصمدن الآن بروح جماعية في سجون نظام الملالي.
ولا ننسى أن النساء المجاهدات كن يربطن أيديهن بعضهن ببعض في مواجهة هجوم عملاء العدو المدججين بالسلاح، ومنعن من اعتقال أو جرح الأخوة والأخوات الآخرين.
إنهن وفي سياق نضال مجيد، أظهرن أن طريق تحرير وخلاص الرجل الإيراني يعبر هو الآخر من المساواة وريادة النساء.
لم تولد النساء ليخضعن للعنف والاضطهاد والاستغلال. بل بإمكانهن ويجب عليهن تغيير العالم في اتجاه قضية المساواة.

بناتي وأخواتي في جميع أنحاء إيران،
الآن حان الوقت لتنظيم أنفسكن. تعالين واصنعن من معاناتكن، ودموعكن، وأحزانكن وهمومكن، قوة للنضال والتقدم. في معاقل الانتفاضة ومجالس المقاومة، أي بمعنى، أن تقرير مصير المستقبل بأيديكن.
كل يوم وكل يوم، فكّرن في معتقلي الانتفاضة والسجناء السياسيين. وقمن بمساعدتهم.
قاومن عملية الرقابة لسوء التحجب؛ وقمن بحث الناس على الاحتجاج ضد دوريات الإرشاد الوحشية. واحمين الأطفال الباعة المتجولين وخاصة احمين النساء صاحبات البسطات. قمن بتنظيم حركات احتجاجية أمام اعتداء عناصر النظام على هؤلاء وشاركن بنشاط حيثما يشتعل فتيل المقاومة والاحتجاج.
قمن بمواجهة الملالي الذين يروجون بشكل ممنهج عدم الثقة واليأس والحقد والتفرقة في المجتمع. إنهم يريدون أن يقحموا في أذهان الشعب الاعتقاد بأنه لا يمكن العمل بأي شيء، لا جدوى لذلك، فالوضع يزداد سوءًا مما هو عليه الآن، ويجب قبول الوضع السائد والاستسلام أمامه. 
عليكن أنتن الأخوات الواعيات الشجاعات في جميع أنحاء إيران، إحباط هذه السياسة الشريرة. عليكن أن تنتفضن ضد ثقافة الارتضاء وقبول الواقع، وعليكن جعل ثقافة التضامن والتعاطف والصداقة والثقة، تزدهر بين أبناء شعبنا.
إن المقاومة الإيرانية، التي يشكل تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة، الجزء الحاسم من نضالها، تدعو بإلحاح إلى القضاء في إيران الحرة غدًا على جميع العوامل التي تهدر كرامة النساء وجميع العقبات التي تعترض انتخاب النساء.
يجب أن تتمتع المرأة بحقوق متساوية للرجال في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية من أي عرق أو دين أو طبقة اجتماعية، وفي أي عمر وفي أي مكان تعيش فيه.
المرأة حرة في اختيار مكان إقامتها، ونوع العمل والتعليم، ولها الحق في حرية اختيار الزوج، والحق في السفر بحرية، والحق في مغادرة البلاد، والحق في الطلاق، والحق في حضانة الطفل. 
يجب ألا يسبب الاعتقاد في دين أو مذهب أو عقيدة معينة في تحقير أي امرأة أو منعها من الوصول إلى فرص العمل أو الإمكانيات التعليمية أو التقاضي.
يجب أن تتمتع النساء بنفس الحماية التي يتمتع بها الرجال.
ينبغي أن تتمتع المرأة بالحق في المعاملة المتساوية مع الرجل في التقاضي، والمرأة حرة في اختيار ملبسها. يجب إلغاء قانون الحجاب القسري ويتم إلغائه.
على وجه الخصوص، ينبغي أن تتمتع المرأة بالحق في المشاركة على قدم المساواة في القيادة السياسية للمجتمع.
ينبغي أن تتمتع المرأة بحقوق متساوية مع الرجال في الإرث وكذلك في إبرام العقود وإدارة الممتلكات.
في سوق العمل، يجب أن تتاح للنساء فرص متساوية مع الرجال وأن يحصلن على أجر متساوٍ مع الرجل مقابل العمل المتساوي والمساواة في المزايا مع الرجال.
يُحظر تعدد الزوجات ولا يُسمح بالزواج قبل بلوغ السن القانوني.
ويجب أن تتمتع النساء بحقوق متساوية في جميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية.
إن العزم الراسخ للشعب والمقاومة الإيرانية والنساء المنتفضات سيحقق هذه الرؤية على أرض الواقع. وأن رصيد هذه الرؤية هو التاريخ الناصع لنضال المرأة الإيرانية.
لن ينسى المجتمع الإيراني كيف فتحت نساء من أمثال فاطمة أميني أو مرضيه اسكويي، بعزمهن وتضحياتهن، الطريق أمام الثورة المناهضة للشاه.
انظروا إلى أشرف رجوي التي مشعلها في التضحية في المعركة ضد دكتاتوريين ظل نبراسًا في طريق نضال المرأة في إيران. انظروا إلى حياة الآلاف من النساء الإيرانيات اللاتي تعرضن للتعذيب أو استشهدن في النضال ضد خميني وخامنئي. إنهن مبعث فخر للعالم كله.
انظروا إلى طاهره طلوع وفي قلبها خنجر في مضيق جهارزبر. إنها دائمًا راية خفاقة لمعركة النساء.
وانظروا إلى ندا آقا سلطان، بنت الانتفاضات الإيرانية و«شيرين علم هولي» برعم مقاومة المواطنين في كردستان إيران و«صبا» التي قالت نقف حتى النهاية، وزهرة وغيتي، اللتين جعل صمودهما بأيدٍ فارغة مخيم أشرف يبلغ ذروته.
واليوم ما هو حديث هذا التاريخ الناصع، وهذا التاريخ المفعمة أيامها بالتضحية والبطولة؟
خطابه هو إنه بأيد صغيرة للفتيات الطالبات، وبإرادة النساء المضطهدات والمقموعات وإرادة النساء المنتفضات والرائدات، ستنقلب صفحة هذه الحقبة المظلمة.
لا شك أن هناك مستقبلًا مشرقًا ومزدهرًا ينتظر النساء وكل الإيرانيين.
دمتم موفقين