كشف أسرار زيارة الزٌبيدي إلى لندن..

شطارة: البريطانيون حريصون على عدن وهذه نصيحتهم لنا

الرئيس عيدروس الزبيدي يتوسط عدد من ابناء الجالية الجنوبية في بريطانيا

حنين فضل
مدير تحرير صحيفة اليوم الثامن

كشف عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي لطفي شطارة، في رده على تساؤل حول لماذا كانت بداية زيارة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد عيدروس الزُبيدي، إلى الخارج من بريطانيا، قائلا "إن زيارة القائد عيدروس الزُبيدي إلى بريطانيا، كأول زيارة لدولة أوروبية، لأنها دولة تصنع القرار وصوتها مسموع، ولها إرث تاريخي معنا في الجنوب، وكانت مستعمرة لهذا الجزء الجنوبي لمدة 129 عاماً، وبريطانيا عندها تاريخ الجنوب السياسي والمدني، ولديها الكثير من الوثائق والدلائل الذي يريد البعض طمسها ويزعم بأن الجنوب لم يكن إلا فرعاً من أصل وهو الشمال.

 

وأشار شطارة إلى أن البريطانيين كانوا حريصين جداً على الجنوب، وأنا اتحدث هنا عن ما قبل زيارة القائد عيدروس الزُبيدي إلى بريطانيا، فالبريطانيون شجعونا كثيراً على الدخول بالحوار الوطني، وقالوا: إذا كنت تملك قضية فلتدخل الحوار.

 

وذكر أن الهدف من نصيحة الأصدقاء البريطانيين، هو إعطاء العالم والمجتمع الدولي فكرة عامة وشاملة حول ما هي القضية الجنوبية، ولهذا حرصنا على الدخول بالحوار الوطني اليمني وتقديم تجربتنا واستفدنا منها وطرحنا كل تفاصيل القضية الجنوبية في الحوار.

 

وقال لطفي شطارة، إن الغرب دائماً كان يتحدث ويقول إن الجنوبيين ليسوا موحّدين وليس لديهم قيادة موحدة، ونقول إذا كان هناك حسنة لحرب عام 2015م، هي أنها وحّدت الجنوبيين على الأرض وبالسلاح لطرد الغزاة الذين استعلوا على الجنوبيين من خلال الغزو الثاني للجنوب بعد الغزو الأول عام 1994م، وفكروا بأنه من السهل احتلال الجنوب مرة ثانية.

 

وأضاف أنه جاءت نتائج حرب عام 2015م بواقع جديد أكد للجميع أن الجنوب صار بيد أبنائه عسكرياً، والآن التفكير جدياً بأن يكون الجنوب له صوت سياسي واحد يجمع الكل طالما وأنهم متفقون على أن هناك قضية لدى الشعب الجنوبي، وبالتالي لا يوجد هناك خلاف بين المكونات الجنوبية التي تستظل تحت سقف واحد وهو استعادة الدولة.

 

وجدد شطارة، التأكيد بأن بريطانيا كما هي مركز للقرار، فأيضاً هي صوت مؤثر بالقرار الدولي ومجلس الأمن والاتحاد الأوروبي، ولفت إلى أن بعض الأخوة للاسف الشديد لم يستوعبوا أهمية زيارة القائد الزُبيدي إلى بريطانيا.

 

وذكر أن القائد الزُبيدي أولاً عرّج على البرلمان ودخل البرلمان في أول زيارة إلى بريطانيا، وهو ما يجب أن يفهمه الجميع بأنها أول زيارة لقائد جنوبي لبريطانيا منذ الاستقلال، حيث لم يدخل قائد جنوبي إلى البرلمان البريطاني ويتحدث بإرادة شعب الجنوب بصوت واحد، كما تكمن أهمية الزيارة ودخول البرلمان البريطاني في من جاء وحضر بهذه الجلسات ومن دعا القائد الزُبيدي إلى زيارة بريطانيا وهم أعضاء البرلمان البريطاني.

 

وأكد أهمية البرلمان البريطاني الذي يمثل صوت الشعب والإرادة الشعبية، وهو ما يعزز أهمية زيارة القائد الزُبيدي الذي ذهب إلى البرلمان البريطاني بإرادة شعبية، وقال: حتى في الجلسة الثانية التي عُقدت في اليوم التالي حضرها رئيس جمعية الصداقة البريطانية - اليمنية في البرلمان البريطاني السيد كيت فال وكثير من المهتمين والمقربين من دوائر صنع القرار بالمملكة المتحدة سواءً من سياسيين أو باحثين في مراكز الدراسات الاستراتيجية.

 

ولفت شطارة، إلى أن القائد الزُبيدي ذهب في اليوم الثاني للخارجية البريطانية المركز الذي يصنع فيه القرار، وبدون شك كل ما دار وقدمه القائد عيدروس الزُبيدي، في زيارة البرلمان والجهات المسؤولة في بريطانيا هو الوثيقة التاريخية التي تحدث بها وتحدثوا خلال تلك الجلسات حول تفاصيل لا يمكن الحديث أو الإشارة إليها.

 

وأكد أن رؤية بريطانيا كانت دائماً تريد وتسعى إلى الأمن والاستقرار في المنطقة، ولا يهمها أن يكون يمنيين أو يمن موحد، كون الأمن والاستقرار هو همّ العالم كله، وذكر أن ينبغي التأكيد بأن الجنوبيين يعيشيون في منطقة إستراتيجية، ولفت إلى أنه منذ أن جاءت الوحدة اليمنية، لم يتحقق الأمن في هذا الجزء من العالم، وعدن لم تشهد استقراراً وتنمية منذ الوحدة.

 

وأشار إلى أن نظام علي عبدالله صالح كان يقول إن هدفه في حرب 1994م هو القضاء على الحزب الاشتراكي اليمني، وبالتالي جاءت الكثير من المشاكل وعدم الاستقرار وتولد الغضب الجنوبي منذ عام 94 حتى حرب 2015م، وعندها في 2015م هب الجنوبيون كرجل واحد حملوا السلاح وكان خصمهم واحداً واستطاعوا النصر بهذه الحرب في فترة زمنية قصيرة، لأن المظالم متراكمة خلال الفترة بين الحربين وكانت حرب 2015م فاصلة بالنسبة للجنوبيين.

 

وقال عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي لطفي شطارة، نحن نطمئن العالم أننا معكم إذا أنتم ستكونون معنا شركاء في تثبيت الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب، والجنوب قدم خيرة أبنائه للقضاء على الإرهاب الذي زرعه نظام الشمال في الجنوب منذ الوحدة وحتى اليوم، وإن لم يكونوا معنا فنحن سنمضي وبدون شك فهذه إرادة الشعوب.

 

وأكد لطفي شطارة خلال حديثه لإذاعة "هنا عدن" الذي رصده موقع "عدن برس"، أن كلمة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد عيدروس الزُبيدي، كانت تاريخية وبمثابة خارطة طريق وتعطي رسالة واضحة للعالم والمجتمع الدولي، تُفيد بأن الجنوبيين يحملون رؤية وإرادة شعب واستعداد على أن يكونوا شركاء مع العالم في تحقيق الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب.

 

كما أكد أن الجنوبيين لم تكن لديهم خصومة مع بريطانيا عندما خرجت من الجنوب، وأن بريطانيا لم تقتل كما فعلت فرنسا مع الجزائريين، ولكن نظام الشمال حاول تكريس أن بريطانيا لديها جرائم بالجنوب، ومنذ سيطرة نظام الشمال على الجنوب خصوصاً بعد عام 94م حاول الإساءة للجنوبيين من خلال زرع القاعدة في الجنوب، ولم يدرك نظام الشمال بأن العالم ليس غبياً وأنه يوماً ما سيدرك الحقيقة.

 

وقال شطارة: إن عيدروس الزُبيدي تحدث في البرلمان بخطاب نبيل تجاه الشمال وخطاب إنساني يحمل العرف والأخلاق للجنوب، وإنه عندما تحدث الزُبيدي بالبرلمان البريطاني بهذه اللغة نقل حقيقة لغة الشارع الجنوبي، كون الجنوبيين ليس لديهم حقد على الأخوة في الشمال وأنه بين الجنوب والشمال خلافاً سياسياً حول استعادة الدولتين.

 

وأضاف: لكن هناك جهات سياسية لديها أجندة خبيثة على الشمال والجنوب تروج لخلافات أخرى بين الشمال الجنوب، بينما المجتمع الدولي يراقب ويعي كل شيء، كما قال شطارة: راقبت بالأمس القريب ندوة في نيويورك لمؤسسة توكل كرمان، جمعت صحفيين وباحثين بالشأن اليمني للإساءة للتحالف العربي والجنوب والمجلس الانتقالي الجنوبي.

 

وكما قال شطارة: نستطيع التأكيد حالياً أن هناك قائد جنوبي هو عيدروس الزُبيدي، خرج إلى العالم بإرادة شعبية وتفويض شعبي ووقف بأول محطة له وهي بريطانيا الدولة التي استعمرت الجنوب وتحمل تاريخه ولديها كافة الحقائق والوثائق، ونعتبرها خطوة ذكية ببدء زيارة القائد عيدروس الزُبيدي من بريطانيا.

 

وأوضح أن المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يضم مختلف ألوان الطيف الساسي منذ تأسيسه عام 2017م، استطاع خلال العاميين الماضيين أن يقطع المشوار الأول على الأرض داخل الجنوب، وأن المجلس الانتقالي خلال العام الثاني من تأسيسه توسع في الجنوب وتمدد بكل المحافظات الجنوبية من المهرة إلى باب المندب.

 

وأكد شطارة، أن المجلس الانتقالي الجنوبي له وجود سياسي واجتماعي ومؤسسات تشريعية وأمانة عامة وقريباً سيكون له مجلساً للشورى من خيرة الخبرات الجنوبية التي تستطيع أن تمد المجلس بالكثير من المشورات في الخطوات القادمة التي سيخطوها المجلس، إلى جانب مركز دعم صناعة القرار.

 

وقال: كما أن المجلس لديه مؤسسات ستنشأ خلال العام الجاري وهو عام التمكين وخلاله سيتم البدء في توصيل الصوت الحقيقي للخارج من خلال التحرك الخارجي بعدما ثبتنا على أرضنا وسيطرنا على المؤسسات، وستعقب زيارة بريطانيا عدة دول باذن الله.

 

وأختتم شطارة حديثه بالقول: أنا عضو في لجنة التواصل بالمجلس الانتقالي الجنوبي المكلفة بالحوار مع الأخوة في الشرعية، وسنمد أيدينا إلى الجميع، ونحن كجنوبيين نقولها مستحيل أن يعود أي جنوبي إلى الشمال وصنعاء، وبالتالي فانه على الجنوبيين البقاء مع بعضهم.