المسيرات فى مواجهة التراث..

لماذا المواقع الأثرية الضحية الأولى للاحتجاجات؟

الأحداث فى الجزائر

وكالات
يبدو أن المتاحف والمعالم الأثرية والتراثية هى الضحية الأولى فى أى احتجاجات أو مواجهات فى أى من الأحداث السياسية فى المنطقة العربية، وكانت العديد من تلك الأماكن عرضة إما للحرق أو النهب أو حتى التدمير والتخريب، وعانت العديد من البلدان العربية خلال السنوات الماضية من خراب بعض من منشآتها الأثرية نتيجة بعض المظاهرات الاحتجاجية فى فترة ما بعد الربيع العربى.
 
بالأمس تعرض متحف الفنون الإسلامية بالعاصمة الجزائرية لحريق، وذلك خلال المظاهرات الحاشدة التى شهدتها العاصمة الفترة الأخيرة رفضا للعهدة الخامسة وترشح الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة لفترة رئاسية جديدة، وهو ما أدى إلى سرقة بعض مقتنياته، فضلا عن تخريب مدرسة ابتدائية وبعض السيارات.
 
السؤال الذى يظل متواجدا لماذا تكون هذه المواقع هى الضحية الأولى؟ هل تكون تلك الأحداث فرصة لاندساس عناصر تهدف للنيل من هذه المواقع، أما أن الغضب العارم الذى يكون سائد فى هذه الأحداث يكون سببا مباشرا فى ذلك؟
 

مصر

بعيدا عن الأحداث فى الجزائر، تعرضت بعض الأبنية الأثرية فى البلاد العربية للتخريب والحريق، منها ما حدث من حريق للمجمع العلمى بالقاهرة، حيث فيه اشتعلت النيران فى المجمع صباح السبت 17/12/2011، خلال أحداث مجلس الوزراء، وتجددت الحرائق فى مبنى المجمع صباح الأحد 18 ديسمبر 2011، بعد انهيار السقف العلوى للمبنى من الداخل، فقضى على أغلب محتويات المجمع. لم ينج من محتويات المجمع، البالغ عددها 200 ألف وثيقة.
 
حريق المجمع العلمى
 
كما أعلن فى الأيام الأولى لثورة 25 يناير عام 2011، عن سرقة ما يقرب من 18 قطعة من المتحف، بما فيها تمثال مصنوع من الخشب المذهب للملك توت عنخ آمون تحمله إحدى الآلهة على رأسها، وأجزاء من تمثال آخر للملك توت وهو يصطاد السمك برمح.
 

سوريا

فى سوريا أيضا ونتيجة للأحداث المشتعلة منذ عام 2011، تعرضت مواقع التراث الثقافى الستة المعتمدة فى سوريا للخطر بشكل رسمى منذ عام 2013، وتم الإبلاغ عن تعرضها للتلف حتى مارس 2016، فهذه المناطق تمثل محورا لكثير من تاريخ المنطقة الغنى الطويل، وإلى جانب ذلك فإن المواقع الأثرية القديمة مثل العاصمة الرومانية القديمة بصرى، الآشورية تل الشيخ حمد، إيبلا ومارى من العصر البرونزى، دورا يوروبوس، مجمع القلعة كراك ديس تشيفاليرس فى القرون الوسطى، كما تعرضت المدن القديمة فى شمال غرب سوريا، بين حلب وإدلب، للتلف.
 
كما دمر مقاتلو داعش ثلاثة مزارات تاريخية فى الرقة، لشخصيات إسلامية فى مسجد عمار بن ياسر، وهو موقع للحج الشيعى، كما دمر مسلحو الأسد اللات، وهو تمثال يبلغ من العمر 2000 سنة كان يحرس فى وقت سابق معبد قديم مخصص لآلهة ما قبل الإسلام.
 
المواقع التراثية التى دمرت فى سوريا والعراق
 
 

العراق

فى العراق هناك ثلاثة من أصل أربعة مواقع للتراث الثقافى مسجلة، فى خطر رسميا، حيث قامت داعش بحفر الأنفاق فى الموصل ومواقع التراث الأخرى بحثا عن الآثار لبيعها على الإنترنت والسوق السوداء، فعندما استولت داعش على الموصل أولا، أحرقت مكتبتها التاريخية، وعلى الرغم من جهود المواطنين لإبعاد المسلحين بسلسلة بشرية، كما تحولت 80% من مبانى مدينة نمرود القديمة إلى ركام، كما أن الهجوم على آثار نمرود، لم يستهدف تنظيم الدولة الإسلامية فقط، بل يستهدف المعالم الأثرية القديمة التى يفسرونها على أنها وثنية، كما تم تحويل القصر الضخم للملك الآشورى سنحاريب بنينوى، بنسبة 70% منه إلى ركام، كما دمرت جدار التحصين فى المدينة، التى تعود إلى أكثر من 2500 سنة.
 
المواقع التراثية التى دمرت فى سوريا والعراق 1
 
 

اليمن

تعرض عدد من المعالم الثقافية والمدن الأثرية والتاريخية خلال مدة الحرب فى اليمن لدمار واسع من قبل التحالف العربى، أو من قبل جماعة الحوثى المسلحة، حيث تعرض مسجد وضريح الإمام عبد الرزاق الصنعانى، صاحب موسوعة "المصنف" فى علم الحديث، وشيخ الإمام الشافعى، بمديرية سنحان، فى 10 أبريل 2015 لتدمير كبير، كما تم استهداف لـ"قلعة صيرة" التاريخية، بمدينة عدن والتى بنيت فى القرن الحادى عشر الميلادى، وكان لها دور دفاعى فى حياة المدينة خلال المراحل التاريخية المختلفة، وذكر التقرير أنها تعرضت للتدمير كذلك فى يونيو 2015.
 
كما أفادت تقرير أن مدينة براقش التاريخية في مأرب (وهى أقدم مدينة باليمن ترجع إلى 1000 قبل الميلاد) والتى تضم معابد بارزة، حولها الحوثيون عام 2015 إلى مكان لتخزين الأسلحة، ما عرضها للقصف، وتعرضت هى الأخرى للتدمير.
 
مدينة مأرب القديمة بعد القصف
 
كما تعرض المصرف الشمالى لسد مدينة مأرب القديم، للقصف فى نهاية مايو 2015، كذلك مدينة مأرب القديمة (وسط اليمن) وهى عاصمة الدولة السبأية، وتسببت المواجهات البرية فى مناطق صرواح الغنية بالآثار فى تدمير الكثير منها، إضافة إلى تضرر قلعة حريب التاريخية فى المدينة ذاتها.