كأس العالم للأندية..

الفيفا يدرس زيادة منتخبات مونديال 2022

صراع خفي

ميامي

يدرس مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الجمعة في ميامي الأميركية تبني مقترح رفع عدد المشاركين في مونديال 2022 من 32 إلى 48 منتخبا، بدعم من رئيسه السويسري جاني إنفانتينو. وكان الاتحاد الدولي أقر رفع عدد المشاركين بدءا من مونديال 2026 المقرر في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، بيد أن إنفانتينو يسعى للقيام بذلك في المونديال القطري. لكن هذه الخطوة ستؤدي إلى زيادة عدد المباريات من 64 إلى 80، ما يعني أن الدولة الخليجية لن تكون قادرة لوحدها على الاستضافة.

ولإقناع مجلس الفيفا، أكدت دراسة جدوى من قبل الاتحاد الدولي أن توسيع عدد المشاركين سيؤمن “بين 300 و400 مليون دولار كعائدات إضافية، بينها 120 مليون دولار أميركي حقوق نقل تلفزيوني، و150 مليون دولار حقوق تسويق و90 مليون دولار من بيع التذاكر”.

تحقيق الأهداف

لكن بعض الخبراء يعتقدون أن نحو 80 بالمئة من العقود مع شركات التلفزيون قد تم توقيعها في الدول الكبرى، فيما هناك تضخيم حول بيع حقوق التسويق. وتبدو الحواجز السياسية كبيرة أيضا، في ظل الأزمة الدبلوماسية بين قطر وجيرانها الخليجيين السعودية والإمارات والبحرين منذ 2017، ما فتح الباب أمام دخول دول أخرى للاستضافة على غرار الكويت وسلطنة عمان.

وحسب رافائيل بولي مدير مرصد كرة القدم في مدينة نوشاتل السويسرية، فإن إنفانتينو “سينجح في الوصول إلى أهدافه”. وكان إنفانتينو قال إثر القمة التنفيذية للفيفا في يناير الماضي في مراكش “نعتقد بأن رفع عدد المنتخبات في مونديال 2026 هو قرار جيد، ونحن ندرس إمكانية تنفيذ هذا الأمر اعتبارا من 2022. أظهر القطريون انفتاحا لدرس هذه المسألة”. وتابع “أغلبية الاتحادات تأمل في أن يحصل هذا الأمر. لكن يجب معرفة ما إذا كان ذلك ممكنا من الناحية التنظيمية. بالتأكيد، سيكون من الصعب تنظيم مونديال بـ48 منتخبا في قطر وحدها. الفكرة هي إقامة بعض المباريات في دول مجاورة”. ولم تبد الدوحة حتى الآن موقفا سلبيا أو إيجابيا من زيادة العدد.

وسيكون ملف توسيع كأس العالم للأندية على طاولة البحث في ميامي، بعد مناداة إنفانتينو بجعلها “أكثر أهمية بكثير.. نريد أن نجعلها كأس عالم حقيقية، ربما بمشاركة 24 ناديا في البداية (مقابل 7 حاليا). أبرز الأندية تتواجد في أوروبا، لكننا في حاجة إلى أندية من مختلف أنحاء العالم. نريد أن نجعلها كأس عالم حقيقية كما هي الحال بالنسبة إلى كأس العالم للمنتخبات”.

لكن عدة مصادر أشارت في نهاية فبراير الماضي إلى أنه تم استبعاد العرض المقدم من مجموعة من المستثمرين يضمن عائدات تصل إلى 25 مليار دولار في ما يتعلق بالمشروع، وأنه بحال تمت الموافقة على المبدأ الجديد للبطولة “سيتم تسويقها تقليديا عن طريق استدراج عروض”.

وكانت مجموعة من المستثمرين، لم يفصح الفيفا عن أسمائهم، في وقت أشارت فيه صحيفة “نيويورك تايمز” إلى أن معظمهم من اليابان والشرق الأوسط، قدمت عرضا بقيمة 25 مليار دولار للاستثمار في المشروع الجديد لكأس العالم للأندية وفي “دوري للأمم”، تشارك فيه المنتخبات المتوجة بالبطولات القارية، وهو أشبه بكأس للعالم مصغرة تجمع كل عامين 8 منتخبات دولية.

ويدافع إنفانتينو عن مشروع تجديد كأس العالم للأندية لتشمل 24 فريقا اعتبارا من عام 2021 بدلا من سبعة في الصيغة الحالية لها، على أن تقام كل أربع سنوات وليس كل عام كما هو الحال في الوقت الحالي. ولقي المشروع الأساس انتقادات عنيفة خصوصا من رئيس الاتحاد الأوروبي السلوفيني ألكسندر تشيفيرين، الذي رأى أنه يفتقد للشفافية وأن مونديال الأندية سيشكل منافسة لدوري أبطال أوروبا، البقرة الحلوب للاتحاد الأوروبي، ولو أن تنظيمه سيكون مرة كل أربع سنوات.

وهدد تشيفيرين بمقاطعة المجلس الذي سينعقد في ميامي، بيد أن أحد الخبراء يرى أن “سياسة الكراسي الفارغة تبقى أسوأ استراتيجية”. والتقى الرجلان في جمعية الاتحاد الأوروبي العمومية الأخيرة، وأشار متحدث باسم الاتحاد القاري مطلع الأسبوع الحالي “نحن على اتصال منتظم”.

اتفاق مبدئي

إذا كان إنفانتينو يحظى بدعم معظم الاتحادات القارية، إلا أن رئيس الفيفا الذي وضع جانبا مشروع دوري الأمم الجديد، “قد يكتفي في ميامي باتفاق مبدئي” حول كأس عالم للأندية موسعة حسب ما يرى خبير آخر رفض الكشف عن اسمه. وتابع “القرار النهائي سيتخذ في الاجتماع المقبل للمجلس في باريس في يونيو، قبل الجمعية الناخبة” التي ستنتخب إنفانتينو بالتزكية لولاية جديدة.

وهناك نقاط خلاف أخرى تتمثل في توزيع المداخيل بين الأندية والاتحادات القارية. وفيما كان الفيفا يميل نحو منح الأندية 75 بالمئة والاتحادات القارية 25 بالمئة “يقترح الآن تقاسم المداخيل بنسبة 50-50 ٪ حسب المصدر عينه. وكان إنفانتينو أعلن ترشحه رسميا على هامش مونديال روسيا 2018، معتبرا أن الاتحاد كان “منظمة ميتة سريريا” يوم انتخابه، وأصبح منظمة “تنبض بالحياة، مليئة بالفرح، الشغف، مع رؤية مستقبلية”. وإنفانتينو هو الرئيس التاسع في تاريخ الفيفا الممتد 112 عاما، وانتخب في 26 فبراير 2016 خلفا للسويسري جوزيف بلاتر بعد فضيحة فساد مدوية في المنظمة الدولية، متفوقا على رئيس الاتحاد الآسيوي الشيخ البحريني سلمان بن إبراهيم آل خليفة (115 صوتا مقابل 88).