الذين فرضوا عقوبات على بلاده..

طهران تقاضي واشنطن في المحاكم الإيرانية

روحاني يعبر عن مخاوف النظام من مساعي اميركية للاطاحة بالحكومة

طهران

قال الرئيس الإيراني حسن روحاني الاثنين إن حكومته ستقيم دعوى قانونية في إيران ضد المسؤولين الأميركيين الذين فرضوا عقوبات على بلاده كإجراء تمهيدي قبل نقلها إلى محاكم دولية.

وأضاف روحاني في كلمة نقلها التلفزيون الرسمي على الهواء مباشرة أن العقوبات الأميركية خلقت بعض الصعوبات من بينها إضعاف قيمة الريال الإيراني وهو الأمر الذي تسبب في تفاقم التضخم.

وأعادت الولايات المتحدة فرض عقوبات على طهران بعدما قرر الرئيس دونالد ترامب في مايو أيار الماضي الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015 والذي تفاوضت فيه خمس دول أخرى.

وقال روحاني إنه أصدر أوامر إلى وزيري الخارجية والعدل "لإقامة دعوى قانونية في المحاكم الإيرانية على هؤلاء الذين وضعوا وفرضوا العقوبات على إيران في أمريكا".

وأضاف "هذه العقوبات جريمة ضد الإنسانية".

وقال الرئيس إنه إذا أدانت المحاكم الإيرانية المسؤولين الأميركيين فإن بلاده ستنقل الدعوى إلى محاكم دولية.

وأضاف "الأميركيون لديهم هدف واحد فقط: يريدون العودة إلى إيران وأن يحكموا الأمة مرة أخرى"، وذلك في تكرار لوجهة نظر طهران بأن العقوبات الأميركية تهدف إلى الإطاحة بالحكومة واستبدالها بأخرى أكثر توافقا مع السياسات الأميركية.

وتصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة بعد أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مايو أيار الانسحاب من الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع ست قوى عالمية عام 2015 ثم أعاد فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية.

وتأتي خطوة إعادة فرض العقوبات الأميركية في إطار جهود أوسع نطاقا من جانب إدارة ترامب لإجبار إيران على الحد من برامجها النووية والصاروخية ودعمها لقوات موالية لها في اليمن وسوريا ولبنان ومناطق أخرى من الشرق الأوسط.

وتضغط واشنطن على الحكومات لوقف وارداتها من النفط الإيراني بالكامل لكنها منحت ثماني دول إعفاءات من العقوبات على واردات النفط التي فرضت في نوفمبر تشرين الثاني خشية ارتفاع الأسعار.

وقدمت إيران دعما حيويا بصفتها من حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد خلال الحرب الأهلية الدائرة في سوريا منذ ما يقرب من ثماني سنوات. وهناك عداء بين إيران والسعودية وحلفاء آخرين للولايات المتحدة.

ونقلت وكالة تسنيم عن علي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران، وهو حليف مقرب من الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي، أيضا قوله "حققنا 90 بالمئة من أهداف إيران في سوريا".

وتعمل طهران على دعم المتمردين الحوثيين وجماعة حزب الله اللبنانية وميليشيات عراقية في محاولة لتهديد امن المنطقة وتنفيذ الأجندات الإيرانية.

واتهمت الولايات المتحدة إيران بتحدي قرار مجلس الأمن الدولي بإطلاقها صاروخا باليستيا وقمرين صناعيين منذ ديسمبر كانون الأول وحثت المجلس على "معاودة فرض قيود دولية أشد" على طهران.

وطالب قرار للأمم المتحدة عام 2015 إيران بالإحجام لثماني سنوات عن تطوير الصواريخ الباليستية المصممة لحمل أسلحة نووية في أعقاب اتفاق مع ست قوى عالمية. وتقول بعض الدول إن لغة القرار لا تجعله إلزاميا.

وفي رسالة بعث بها إلى مجلس الأمن الذي يتألف من 15 دولة، قال القائم بأعمال السفير الأميركي بالأمم المتحدة جوناثان كوهين إن إيران اختبرت صاروخا باليستيا متوسط المدى في أول ديسمبر كانون الأول 2018 وحاولت وضع قمرين صناعيين في المدار أحدهما في 15 يناير كانون الثاني والآخر في الخامس من فبراير/شباط.

وكتب كوهين في الرسالة يقول "إيران نفذت عمليات الإطلاق الثلاث تلك في تحد للإرادة التي عبر عنها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ومثل هذه الاستفزازات مستمرة في زعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط بأكملها".

وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن العلاقات مع الولايات المتحدة نادرا ما بلغت هذا التدهور البالغ، مضيفا أن العقوبات التي فرضتها إدارة ترامب على بلاده وتستهدف قطاعي النفط والبنوك تصل إلى "عمل إرهابي".

وأقامت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وهي دول موقعة على الاتفاق النووي المبرم في العام 2015 بين إيران والقوى الست الكبرى، "الشركة ذات الغرض الخاص "لإنقاذ الاتفاق النووي.

وتوقفت تلك الآلية بسبب غياب التوافق بين الأوروبيين في حين يضغط ترامب لإنجاح العقوبات الأميركية.