3 معوقات تهدد بنسف جهودها

هل تنجح أوبك فى زيادة أسعار النفط العالمية؟

ارشيفية

وكالات

بعد أكثر من عامين من الهبوط الحاد الذى أصاب أسعار النفط العالمية فى نهاية عام 2014، قررت منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" فى نوفمبر 2016 التدخل لتخفيض إنتاجها من النفط الخام بمقدار 1.2 مليون برميل يومياً (3.5%) لمدة 6 أشهر، فى محاولة منها لتقليل المعروض العالمى من النفط لرفع الأسعار مرة أخرى.

واعتباراً من يناير 2017 وصل إجمالى انتاج أوبك النفطى إلى مستوى 32.5 مليون برميل يومياً، فكان رد الفعل السريع الذى انعكس على الأسواق العالمية للنفط هو حدوث ارتفاعاً بسيطاً فى الأسعار وبعضا من الاستقرار السعرى الذى لامس 56 دولارا للبرميل لكنه سرعان ما هبط لأقل من 50 دولارا للبرميل وهو ما يطرح تساؤلا هاما هل ستنجح أوبك فى مساعيها لزيادة أسعار النفط.

ويتوقع المراقبون ثبات الأسعار عند مستوى 50 دولاراً للبرميل، بسبب ما تواجهه اتفاقية الاوبك من المخاطر .

 

 وهم التخفيض

ويأتى أهم المخاطر التى تواجه اتفاقية الأوبك هو "وهم التخفيض"، حيث تذهب بعض التحليلات إلى أن بعض التخفيضات المستهدفة ما هى إلا وهم، فعلى الرغم من أن دول الأوبك أعلنت التزامها بالتخفيض، إلا أن وزير النفط الكويتى عصام المرزوق وصف مستوى الالتزام بالممتاز، لكنه قال "سنطلب من الدول الالتزام أكثر"، وأضاف سوق النفط قد تستعيد توازنها بحلول الربع الثالث من العام الحالى إذا التزم المنتجون على نحو كامل بمستويات الإنتاج المستهدفة.

وبلغت نسبة الالتزام باتفاق خفض الإنتاج بين «أوبك» والمنتجين المستقلين نحو 94 % بشكل عام لكل المنتجين، بحسب تصريحات رسمية من الأمين العام للأوبك. كما أن هناك اتهامات لروسيا التى تعهدت بخفض 300 ألف برميل يوميا لكن بحسب المراقبين فإنها لم تخفض حتى الآن ما يتراوح ما بين 150 -200 ألف برميل.

 

ارتفاع المخزونات

أحد أهم المخاطر التى تهدد بنسف جهود أوبك هى أن مخزونات النفط مازالت مرتفعة، ولا تزال المخزونات فى الدول الصناعية فوق متوسط الخمس سنوات وهو ما يعوق توازن السوق، حيث قدرها وزير النفط السعودى خالد الفالح الشهر الماضى فى هيوستن بـ300 مليون برميل.

ارتفاع المخزونات دعا وزير النفط الكويتى الذى تترأس بلاده لجنة مراقبة الإنتاج أن أوبك لن تجزم بتوازن السوق حتى ترى المخزونات ترجع إلى مستوى متوسط الخمس سنوات، ويقدر المرزوق الفائض فى المخزونات بنحو 285 مليون برميل فوق مستوى الخمس سنوات، فيما قال الأمين العام لـ«أوبك» محمد باركيندو، إن المخزونات فى الدول الصناعية فائضة بنحو 282 مليون برميل.

 

خطر النفط الصخرى

لكن يبقى الخطر الأكبر على محاولة تحقيق الاستقرار السعرى يأتى من البلدان المنتجة للنفط الصخرى فمن الممكن أن تؤدى زيادة إنتاج النفط الصخرى فى الولايات المتحدة إلى سرعة تعويض جانب كبير من تخفيضات إنتاج الأوبك أو تعويضها بالكامل، لأن الآبار الصخرية يمكن أن تبدأ الإنتاج فى غضون عام من الاستثمار الأَوَّلى، على خلاف الاستثمارات النفطية التقليدية التى تستغرق عدداً من السنوات قبل أن تؤتى ثمارها.

يشكل النفط الصخرى خطراً كبيرا لأن المنتجين فى الولايات المتحدة أصبحوا أكثر كفاءة بفضل تحسين العمليات وزيادة الانتقائية فى الآبار التى يتم استثمارها، بالإضافة إلى انخفاض تكلفة النفط الصخرى.

وأشار معهد البترول الأمريكى إلى أن مخزون الخام فى الولايات المتحدة ارتفع أكثر من المتوقع خلال الشهر الماضى فى حين زاد مخزون البنزين ونواتج التقطير على عكس المتوقع.

وتعانى أسعار النفط الخام من هبوط حاد منذ نحو عامين، نزولا من 120 دولارا للبرميل منتصف 2014 إلى حدود 50 دولارا فى الوقت الحالى، الأمر الذى دفع منتجى النفط حول العالم لاتخاذ خطوات لتعزيز الإيرادات غير النفطية.