طرق منع انتشار البكتيريا 'الخارقة'..

مؤتمر الإمارات يسلط الضوء على مستجدات الأمراض المعدية

أبحاث مكثفة

أبوظبي

نظمت وزارة الصحة الإماراتية مؤتمر الإمارات الدولي الثاني لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات بمشاركة ممثلين عن منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة "الفاو" التابعة للأمم المتحدة. 
وسلط الخبراء والباحثون في مجال الأمراض المعدية وضبط العدوى الضوء على أحدث التطورات في الأبحاث والممارسات في مجال مقاومة المضادات الحيوية ومحاربة "البكتيريا الخارقة" من خلال سلسلة من المحاضرات بالإضافة إلى ناقشات تفاعلية وورش عمل تتناول المستجدات في علم الأمراض المعدية ونسبة مقاومتها للمضادات الحيوية. 
وأكد الوكيل المساعد لقطاع المراكز والعيادات الصحية ورئيس اللجنة الوطنية لمكافحة مضادات الميكروبات.حسين الرند على أهمية انعقاد المؤتمر نظرا لكونه فرصة مثالية للاطلاع على أحدث الممارسات العالمية في مجال مضادات الميكروبات في العالم بمشاركة نخبة من قيادات القطاع الصحي والخبراء والاستشاريين . 

المضادات الحيوية رائعة. هناك أوقات تحتاج اليها حقا لكن المسألة هي ضرورة استخدام الحكمة عندما نضطر لاستخدامها

ولفت الرند ان جهود الوزارة بالتعاون مع الجهات الصحية الحكومية والخاصة أثمرت عن انخفاض استخدام المضادات الحيوية بنسبة 43 بالمئة في الامارات حسب دراسات أجريت في مستشفى الشيخ خليفة بأبوظبي.
واكد على جهود وزارة الصحة ووقاية المجتمع في إطار إستراتيجيتها الهادفة لتعزيز صحة المجتمع وبناء أنظمة الجودة والسلامة العلاجية والصحية والدوائية وفقا للمعايير العالمية.
 وأوضحت الدكتورة نجيبة عبدالرزاق أن المؤتمر تناول مجموعة واسعة من الموضوعات تتعلق بكيفية مكافحة العدوى والوقاية منها بفعالية ومنع ظهور البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية المتعددة كجزء من أهداف سلامة المرضى.
وشهد المؤتمر في دورته الأولى مشاركة أكثر من400 طبيب وممرض واستشاري وفني وعدد كبير من العاملين في المجال الصحي ومن كافة التخصصات من دولة الإمارات ودول الشرق الأوسط إضافة إلى أهم شركات صناعة الأدوية والأجهزة الطبية التي تعنى بمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات. 
ويكتسب المؤتمر أهمية خاصة نظرا لزيادة انتشار مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية والتي تعود بصفة خاصة للاستعمال العشوائي لهذه الأدوية مما أدى إلى حدوث أكثر من 700 ألف وفاة سنوية حول العالم نتجت عن مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، ويتوقع أن تؤدي هذه المشكلة إلى وفاة أكثر من 10 ملايين شخص سنوياً على مستوى العالم بحلول عام2050.
وقالت بيتسي فوكسمان المتخصصة في علم الاوبئة في كلية الصحة العامة بجامعة ميشيغان "المضادات الحيوية رائعة. هناك أوقات تحتاج اليها حقا لكن المسألة هي ضرورة استخدام الحكمة عندما نضطر لاستخدامها".
وأضافت ان وصف المضادات الحيوية للأطفال عندما لا يكونون في حاجة لها يعزز من خطر العدوى المقاومة للمضادات الحيوية بالنسبة للأطفال انفسهم والمجتمع ككل."
وأردفت "نحن نرى المضادات الحيوية على انها مفيدة تماما لكن المضادات ليست دقيقة بمعنى انها تصيب كل شيء في جسدك حيث تجعل بعض الجراثيم التي يفترض ان تظل في جسدنا تختفي وهو ما يجعلنا نسبب لانفسنا مشاكل صحية اخرى لا نعلم عنها شيئا".
وتهدد مقاومة مضادات الميكروبات فعالية الوقاية من مجموعة من حالات العدوى التي تتزايد باستمرار وتسببها الجراثيم والطفيليات والفيروسات والفطريات.
وتتطور المقاومة للأدوية بفعل إساءة استخدام المضادات الحيوية وغيرها من الأدوية المضادة للميكروبات أو الإفراط في استخدامها الأمر الذي يشجع البكتيريا على التطور من أجل البقاء بإيجاد طرق جديدة للتغلب على الدواء.
يقدر الخبراء أن نحو 70 في المئة من البكتيريا تقاوم بالفعل مضادا حيويا واحدا على الأقل من المضادات التي تستخدم في علاجها.
ويمثل تطور "البكتيريا الخارقة" التي تقاوم عقارا أو مجموعة عقاقير واحدا من أكبر التهديدات التي تواجه الطب اليوم وتثير الفزع بين الباحثين.
ومن بين أكثر مواطن الخطر مرض السل الذي يصيب أكثر من 10.4 مليون شخص كل عام وأزهق أرواح 1.7 مليون في عام 2016 وحده ومرض السيلان الذي ينقل عن طريق الاتصال الجنسي ويصيب 78 مليونا سنويا وتقول منظمة الصحة العالمية أنه أصبح غير قابل للعلاج تقريبا.
تمكن علماء يسعون للتوصل إلى أساليب جديدة لمكافحة البكتيريا الخارقة المقاومة للعقاقير من رسم الخرائط الوراثية (الجينوم) لأكثر من 3000 نوع من البكتيريا بينها عينات من ميكروب من أنف العالم ألكسندر فلمينغ مخترع البنسلين وسلالة بكتيريا تسبب الدوسنتاريا أخذت من جندي من الحرب العالمية الأولى.
وجرى كذلك فك شفرة الحمض النووي لسلالات بكتيريا مميتة تسبب الطاعون والدوسنتاريا والكوليرا فيما قال الباحثون إنه مسعى لتحقيق فهم أفضل لبعض أخطر الأمراض في العالم وتطوير أساليب جديدة لمكافحتها.