عرض الصحف العربية..

تقرير: "إسرائيلية الجولان" خريطة نفوذ جديدة في المنطقة

صحف

24

أثارت التغريدات التي كتبها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن "إسرئيلية" الجولان جدلاً كبيراً، واعتبرها البعض تمهيداً لاعتراف رسمي أمريكي بسيادة إسرائيل على أراض الجولان السوري المحتل.

وحذرت صحف عربية صادرة اليوم الجمعة، من مغبة تصريحات ترامب، الذي يسعى لتقديم هدية جديدة لصديقه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي يواجه منافسة شرسة من خصمه في الانتخابات القادمة بيني غانتس. 

تلاعب بالحقوق العربية
ووصفت صحيفة العرب اللندنية قرار الرئيس الأمريكي الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة بأنه هدية ثمينة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتانياهو. وأشارت الصحيفة إلى أن "توقيت" منح الرئيس الأمريكي هذه الهدية لإسرائيل يعتبر أمراً ملفتاً.

وقالت الصحيفة، إن نتانياهو يواجه منافسة شرسة من قبل تحالف "أزرق أبيض" الذي يقوده رئيس هيئة الأركان السابق للجيش الإسرائيلي بيني غانتس في الانتخابات العامة التي لم تعد تفصل عن إجرائها سوى أسابيع قليلة.

ويستبعد محللون وفقاً للصحيفة، أن يؤدي الاعتراف إلى تصعيد من قبل دمشق، مؤكدين أن الأمر سيقتصر فقط على التنديد.

أراض محتلة
أشار الكاتب إبراهيم شعبان في مقال له بصحيفة القدس الفلسطينية إلى خطورة هذه التصريحات، رابطاً في الوقت ذاته بين القدس والجولان، ومعتبراً أن ما سيسري على الجولان من تحركات وسياسات عقب تصريحات ترامب سيسري بدوره أيضاً على القدس.
  
ونبه شعبان إلى خطورة التدرج السياسي الأمريكي في التعاطي مع الجولان، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة اعتبرت في البداية الجولان أرض متنازع عليها، والآن تعتبرها إسرائيلية بالكامل. وطالب بضرورة الحذر من انعكاس ذلك على القدس التي يتم الآن تغيير الوضع القانوني لها.

وقال شعبان، إن الموقف الأمريكي الجديد، القاضي باعتبار أن الجولان إسرائيلية هو موقف متفق عليه بل محبذ وموضع تلاق بين الحزبين الجمهوري والحزب الديمقراطي وممثليه في مجلسي الكونغرس الأمريكي، رغم الخلافات العميقة في شتى المواضيع.

واختتم شعبان مقاله قائلاً، إن الاحتلال الإسرائيلي للقدس والجولان من أطول الاحتلالات الحديثة زمنياً رغم محاولات تجميلهما، فالسيادة عليهما باقية للفلسطينيين وللسوريين وسيبقيا أراض محتلة مهما طال الزمان أو قصر.
  
واشنطن ولبنان
من جانبه تطرق الدكتور طوني عيسي في صحيفة "الجمهورية" اللبنانية إلى تطورات المشهد الحالي في المنطقة خاصة مع تزامن هذه التصريحات مع زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى لبنان. وكشف عيسى عن هدف مشترك تعمل له واشنطن: "إبعاد لبنان عن السيطرة الإيرانية وتأثيرات روسيا، وتعميق الحضور الأمريكي في لبنان سياسياً وعسكرياً وأمنياً واقتصادياً".

وأشار عيسى إلى دقة المشهد السيسي في سوريا عقب التصريحات الأخيرة، منبهاً إلى أن هناك خريطة نفوذ جديدة بدأت ترتسم في سوريا. ومعها سترتسم خريطة نفوذ جديدة للقوى الدولية والإقليمية على مستوى الشرق الأوسط ككل. وعلى الأرجح، عندما تتم صياغة التسوية السياسية في سوريا، وتبدأ مرحلة إعادة الإعمار وعودة النازحين، سيتم إنتاج تسوية أيضاً في الملف الفلسطيني.

وقال، إن زيارة بومبيو لإسرائيل تحمل مغزى خاصاً هذه المرة، خصوصاً مع رمزية نقل السفارة إلى القدس وزيارات محتملة للجولان والحدود مع لبنان، في ظل اهتزازات داخلية تشهدها غزة وتحضيرات للانتخابات التشريعية الإسرائيلية.