الأزمة اليمنية..

"التحالف العربي" يستهدف قاعدة الديلمي الجوية بصنعاء

قصف طيران التحالف العربي لمعسكرات الحوثيين مازال مستمرا

صنعاء

ذكرت قناة العربية في ساعة مبكرة من صباح السبت إن التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن شن غارات على معسكرات للحوثيين في العاصمة صنعاء منها قاعدة الديلمي الجوية.

وتحدثت مصادر أن الهجوم استهدف قاعدة الديلمي الجوية بثلاث غارات وغارتين على بيت عذران وأخرى استهدفت معسكر الاستقبال.

وأكدت نفس المصادر أن تحليق طيران التحالف مازال مستمرا لاستهداف تحركات الحوثيين في المنطقة فيما اجبر الحوثيون أهالي مدينة زبيد الأثرية في محافظة الحديدة، غرب اليمن، على التبرع للمجهود الحربي تحت التهديد وبقوة السلاح.

وقامت الميليشيات بارسال عناصرها للأهالي والتجار داخل مدينة زبيد وأجبرتهم على دفع أموال طائلة، مهددة بخطف كل من يرفض الدفع كما عمدت إلى إغلاق المحلات التجارية والمستوصفات الطبية التي لا يدفع أصحابها الأموال دعماً لما يسمى بـ"المجهود الحربي".

وكان المتمردون تحدثوا عن إسقاط طائرة استطلاع تابعة للتحالف في ضواحي صنعاء، بحسب ما نشرته وسائل إعلام تابعة لهم.

وتكبد الحوثيون مؤخرا هزائم كبيرة في معاقله حيث أعلنت قوات الجيش اليمني الموالية للحكومة المعترف بها دوليا الأحد عن تحرير مواقع جديدة من قبضة المتمردين في محافظة صعدة، شمالي اليمن.

وأحرز الجيش اليمني هذا التقدم خلال عملية عسكرية واسعة نفذت صباح الأحد، بمساندة قوات التحالف العربي.

ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ"، عن المقدم فائز الصعدي، الناطق باسم محور أزال قوله إن "قوات الجيش الوطني في محور أزال خاضت معارك عنيفة مع المليشيا الحوثية الانقلابية تمكنت خلالها من تحرير قرى "الجلح والسلفة والدحل ووادي المبطح ووادي آل عسلان جهلة غرب مديرية باقم".

وأضاف الصعدي أن "العمليات العسكرية أسفرت عن مقتل 20 عنصراً حوثياً بينهم قيادات حوثية كبيرة أبرزهم أصيل الخولاني الذي يعد مشرف مربع مديرية باقم ومجز والقيادي المكنى بـ "أبو رضوان المؤيد".

وأوضح أن العميد وليد طامش، رئيس أركان حرب محور أزال، قد دعا القبائل إلى الحفاظ على أرواح أبنائها "وعدم الزج بهم في محارق الانقلاب المدعوم إيرانياً وعدم الانجرار خلف مشاريع الموت والدمار"، مؤكدا أن العمليات العسكرية مستمرة حتى تحرير محافظة صعده من المليشيا وتحرير كافة الأراضي اليمنية..

وبالتزامن مع المعارك الميدانية، شنت مقاتلات التحالف وطيران الأباتشي غارات مكثفة على مواقع تمركز الحوثيين وتعزيزاتهم في الجبهة ذاتها.
وكثفت قوات الجيش الحكومي عملياتها العسكرية في مديرية باقم منذ أيام، محاولة استكمال تحرير المحافظة التي تعد معقلاً رئيسياً للحوثيين المدعومين من إيران.

وكان السفير الأمريكي لدى اليمن قد حمل الخميس الحوثيين مسؤولية تعثر تنفيذ اتفاق سلام برعاية الأمم المتحدة في ميناء الحديدة الرئيسي وقال إن سلاحهم يمثل خطرا على دول أخرى في المنطقة.

وقال السفير ماثيو تويلر في مؤتمر صحفي أذيع تلفزيونيا من مدينة عدن الجنوبية إن الولايات المتحدة تشعر "بإحباط بالغ" لما وصفه بمماطلات الحوثيين في تنفيذ الاتفاقات، مضيفا أنها لم "تفقد الأمل" في إمكانية تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها في محادثات سلام جرت في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وافادت مصادر عسكرية يمنية إن الميليشيات الحوثية أنشأت 4 معسكرات لتدريب الأطفال والمختطفين من محافظات الحديدة وريمة والمحويت وصنعاء وذمار.

ونقلت قناة العربية الجمعة عن تلك المصادر قولها أن المعسكرات التي أنشئت تخضع لإشراف خبراء من إيران ومليشيات حزب الله اللبناني موضحة أنها من المعسكرات الحديثة السرية التي نقلت إليها أسلحة متطورة وقواعد إطلاق صواريخ.

ويقع المعسكر الأول في مزارع منطقة العرج بمديرية الضحى شمال الحديدة، ويجري فيه تدريب قوات بحرية يطلق عليها الضفادع مهمتها تفخيخ الممرات البحرية والسواحل وصناعة الزوارق المفخخة، كما توجد فيها مخازن للصواريخ البحرية وصواريخ سكود مع قواعدها التي نهبتها من مخازن الجيش اليمني عقب الانقلاب.

ويقع المعسكر الثاني في مزارع منطقة عبال بمديرية باجل، وهو معسكر مشاة لتدريب الأطفال القادمين من المحويت وذمار وصنعاء وريمة، ويضم مخازن أسلحة وقاعدة إطلاق صواريخ، ويشرف عليه رئيس جهاز الاستخبارات أبو علي الحاكم.

ويحوي المعسكر على غرفة عمليات وجمع معلومات، إلى جانب خبراء حزب الله.

ويقع المعسكر الثالث في محمية برع وهو من المعسكرات الجديدة التي أنشأها الحوثيون عقب إطلاق معركة الساحل الغربي، ويجري فيه تدريب الأطفال من مختلف مديريات الحديدة، وبه قاعدة إطلاق صواريخ ومخازن أسلحة وصواريخ جرى نقلها من معسكرات الحديدة تخوفاً من أي تقدم للجيش الوطني العام الماضي.

فيما يقع المعسكر الرابع في شارع المواصلات الذي استحدث الأحواش والهناجر التابعة للمواصلات الممتدة من خلف المبنى وحتى جوار مستشفى العلفي وسط الأحياء. حيث أشارت المصادر العسكرية بأنه معسكر متقدم يجري نقل الأطفال والمسلحين إليه من معسكرات أخرى لتعزيز الجبهات في الداخل.

وتهدف إنشاء المعسكرات إلى تدريب الأطفال على عمليات التفخيخ والقتال حسب نفس الصادر.

وكان المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث اكد الثلاثاء أن الأمم المتحدة ستطرح خطة جديدة لسحب القوات من مدينة الحديدة المضطربة عقب محادثات مع الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2018 تم الاتفاق على انسحاب القوات بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار تم التوصل إليه في السويد أثار الأمل للمرة الأولى منذ سنوات بالتقدم نحو إنهاء الحرب التي دفعت اليمنيين إلى حافة المجاعة.

وقال غريفيث "عقب مناقشات بناءة مع الجانبين، تم إحراز تقدم باتجاه التوصل إلى اتفاق لتطبيق المرحلة الأولى من عمليات الانسحاب طبقا لاتفاق الحديدة"، مضيفا "سيتم تقديم التفاصيل العملياتية إلى الأطراف في لجنة تنسيق الانسحاب للمصادقة عليها قريبا".

وأُنشأت اللجنة برئاسة الدنماركي ميشيل لوليسغارد، بموجب اتفاق ستوكهولم لإحضار الحكومة اليمنية والحوثيين إلى طاولة المفاوضات لوضع تفاصيل وقف إطلاق النار.

ولم يكشف بيان المبعوث الدولي عن تاريخ بدء الانسحاب الذي يمكن أن يشكل الخطوة الأولى باتجاه خفض التصعيد.

وقال غريفيث إنه "يتطلع إلى المصادقة السريعة على الخطة"، معربا عن أمله في أن يمهد الاتفاق الطريق لتسوية سياسية أوسع لإنهاء الحرب.

وتم الاتفاق على إعادة الانتشار في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي بموجب اتفاق وقف إطلاق النار واعتبر خطوة كبيرة نحو إنهاء الحرب المدمرة التي دفعت اليمن إلى حافة المجاعة.

وتم التوصل إلى الاتفاق على الانسحاب على مرحلتين من المدينة ومينائي الصليف ورأس عيسى في 17 فبراير/شباط في أول خطوة ملموسة نحو وقف التصعيد.

وقال دبلوماسيون في الأمم المتحدة إن الحوثيين يرفضون الانسحاب من مينائي الصليف ورأس عيسى على النحو المتفق عليه كجزء من المرحلة الأولى، بسبب مخاوف من أن وتتحرك القوات المرتبطة بالتحالف الذي تقوده السعودية للسيطرة على هذه الأماكن وهي ذريعة يسوّق لها الحوثيون للمماطلة في تنفيذ الاتفاق.

وعطّل المتمردون تنفيذ الاتفاق بنقض جميع تعهداتهم وبانتهاك الهدنة من خلال عمليات قنص وهجمات وحفر للخنادق واستقدام تعزيزات إضافية واقامة حواجز على الطرقات.

ويجري غريفيث ولوليسغارد محادثات مع جميع الأطراف للتغلب على العقبات النهائية، إلا أن الأمم المتحدة أبدت قلقها حول التطورات الأخيرة.

وبدأت الحرب بين القوات الموالية للحكومة والمتمرّدين في 2014 إثر انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية بقوة السلاح والسيطرة على مناطق واسعة في البلد الفقير بينها العاصمة صنعاء.

وتصاعد النزاع مع تدخّل تحالف عسكري بقيادة السعودية دعما للشرعية وبطلب من حكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في آذار/مارس 2015.