مع الخلاف على الموضوع بين الفرقاء في لبنان..

هل تتخلف روسيا عن إعادة السوريين إلى بلادهم؟

أطفال سوريون لاجئون في أحد المخيمات في لبنان

وكالات

مع الخلاف على موضوع إعادة النازحين السوريين في لبنان إلى سوريا، يطرح السؤال عن مدى إمكانية تخلف روسيا، اللاعب الأكبر في المنطقة، عن إعادة السوريين إلى بلادهم؟.

تتوالى فصول الخلاف على ملف النازحين السوريين بين الفرقاء اللبنانيين، وتنعكس على العلاقة مع الجهات الدولية المعنية بها، بسبب تضارب التوجهات الداخلية في التعاطي مع هدف إعادتهم إلى سوريا، حيث تسعى هذه الجهات إلى تلمّس طريقة إعادة من يمكن إعادتهم، لكن وفقًا للمعيار الذي تردده كلازمة عندما تتطرق إلى هذه المسألة، بتكرار إشارتها إلى التزام القوانين الدولية، أي أن تتم العودة بلا إكراه وضمان أمنهم وحريتهم وكرامة العيش في سوريا، وعدم تعرّّضهم لضغوط أمنية أو قمع أو لمصادرة أملاكهم وحقوقهم.

تتحدث بعض التقارير عن أن حتى الجانب الروسي بات يأخذ جملة عوامل في الاعتبار لا بد من معالجتها لضمان نجاح العودة، لعل أبرزها الحاجة إلى إصدار عفو عام جديد عن المتخلفين عن الخدمة العسكرية، لتشجيع الشباب على الالتحاق بقراهم وبلداتهم، لأن العفو العام السابق الذي صدر من النظام شمل الذي انشقوا عن الجيش، والتحقوا بـ"الجيش السوري الحر" في شكل رئيس، ولم يشمل الذين تخلفوا عن الخدمة العسكرية الإلزامية.

تعقيبًا على الموضوع يؤكد النائب السابق خالد زهرمان أن الملفات الإقتصادية الملحّة في لبنان تتضمن شقين، الأول موضوع النازحين السوريين في لبنان، لأن لبنان يتحمل أعباء كبيرة نتيجة النزوح السوري إليه، والشق الثاني يتعلق بالوضع المالي للبنان، حيث نشهد تراجعًا اقتصاديًا مستمرًا.

لاعب أساسي
عن موقع روسيا كلاعب أساسي في الشرق الأوسط في القضايا اللبنانية عمومًا، والسورية خصوصًا، يؤكد زهرمان أنه في الموضوع السوري تبقى روسيا موجودة بقوة، وأصبحت قوة فاعلة ومؤثرة في هذا الملف، وتحاول أميركا التوصل إلى تسويات مع روسيا في الملف السوري، والملف اللبناني يتأثر بالأزمة السورية، من هذا المنطلق روسيا لديها دورها الفاعل في محاولة تحصين لبنان، والوصول إلى حلول في الملف اللبناني، ولديها حلفاء على مستوى سوريا... من هنا دورها فاعل من أجل التوصل إلى حلول في المنطقة.

خطر إضافي
من جهته يؤكد النائب السابق ناجي غاريوس أن "النازحين قد يكونون من جنسيات مختلفة، ومع وجود مشاكل في سوريا، هذا يشكل خطرًا إضافيًا على لبنان، وعددهم (مع وجود تطمينات من الأمن العام)، أكبر مما يُعلن، وقد حان الوقت لبحث عودتهم إلى بلادهم مع الجانب الروسي".

أما هل يشبه النزوح السوري اليوم نزوح الفلسطينيين في أربعينات القرن الماضي؟. فيجيب غاريوس: "مع التهجير الفلسطيني في 1948 قالوا إن الفلسطينيين سيأتون موقتًا، غير أن الدولة اللبنانية حينها وضعت الفلسطينيين حول المدن الكبيرة في لبنان، من طرابلس إلى بيروت وصيدا وصور والبقاع. واليوم بعد مرور سنوات كثيرة لم تحل قضيتهم، وأثرت القضية الفلسطينية على لبنان".

توطين
ماذا عن الحديث عن سعي بعض الدول الغربية إلى توطين اللاجئين السوريين في لبنان.. هل يؤثر الموضوع على المبادرة الروسية لحل أزمة اللاجئين السوريين في لبنان؟، يتساءل وزير شؤون النازحين السابق معين المرعبي في حديثه لـ"إيلاف" على أي أساس سيتم ذلك؟، وما الذي يثبت ذلك؟.

ربما يثبت ذلك الحديث أن اللاجئين السوريين قد يُستعمل توطينهم في لبنان للوقوف في وجه المدّ الشيعي وحزب الله؟. يجيب المرعبي أن الفرقاء كلهم يرفضون التوطين، وذلك حفاظًا على لبنان، وتنوعه، والسوري المطلوب منه الحفاظ على بلده، لذلك لن يبقى في لبنان. وهو شخصيًا ضد التوطين بكل أشكاله وتحت أي ذريعة والتوطين لا يمكن أن يحصل بالقوة، من هنا الجميع متفقون على عدم التوطين. يضيف المرعبي "حتى الساعة لم يوطّن الفلسطيني الذي هاجر في العام 1948، فكيف سيتم توطين السوريين؟".