أصدر بيانا اثار موجة من السخرية..

تقرير: "إخوان اليمن وانتهاكات تعز.. بين الاعتراف والنفي

قادة مليشيات الحشد الشعبي في مدينة تعز - تويتر

فريق التحرير
فريق تحرير صحيفة اليوم الثامن

لا تزال قضية الانتهاكات التي ارتكبتها مليشيات الحشد الشعبي في مدينة تعز، كبرى مدن اليمن الشمالية، تثير الغضب والاستهجان، جراء ما يقول ناشطون انه صمت الحكومة الشرعية، حال ما جرى في المدينة القديمة من اعمال قتل وسلب ونهب للممتلكات العامة والخاصة.

وعلى الرغم من التأكيد الرسمي والشعبي بتبعية المليشيات التي نفذت عمليات واسعة في مدينة تعز القديمة واودت بحيات العشرات أغلبهم مدنيون، لتيار إخوان اليمن الممول قطريا، الا ان التنظيم اصدر بيانا نفى فيه ان يكون ليه قوات حشد "شعبي"، وهو البيان الذي اثار موجة من السخرية في الأوساط اليمنية.

ونفى حزب الإصلاح اليمني "النسخة اليمنية من تنظيم الإخوان الدولي" ان تكون لديه مليشيات حشد شعبي، لكنه، لم يدن الانتهاكات التي ارتكبتها مليشيات مسلحة تتبع التنظيم الذي تموله الدوحة.

 ناشطون يمنيون فندوا على مواقع التواصل الاجتماعي النفي بتأكيد ما نشرته وسائل إعلام الإخوان من صور تثبت تخرج دفع جديد من قوات "الحشد الشعبي"، التي أنشأت بتمويل من الدوحة، وهي القوات التي يقر الإخوان بانها تابعة لهم.

ووثق ناشطون صراخ نساء يمنيات في تعز، قالت احداهن ان "مليشيات حزب الإصلاح اليمني، قتلت شقيقها، في الشارع بتهمة انه ينتمي الى كتائب أبو العباس السلفية".

وبث ناشطون صيحات استغاثة لنساء في المدينة القديمة، وقالت أخرى "ان مليشيات حزب الإصلاح، اقتحمت منزلها للبحث عن شقيقها العسكري في كتائب ابوالعباس، بدعوى انه إرهابي".. مؤكدا ان المليشيات التي تقتحم المنازل هي الإرهابية.

وطالبت نساء في التسجيلات المرئية الرئيس هادي ودول التحالف بالتدخل لإنقاذ سكان المدينة القديمة.

 
تقرير: لماذا غُيبت جرائم وانتهاكات الإخوان في اليمن؟ 

وعلى الرغم من ان العديد من الأحزاب اليمنية أبرزها الاشتراكي والناصري، أعلنت ادانتها لتلك الجرائم والانتهاكات التي ارتكبت في تعز، الا ان الإصلاح اعتبر ثلاثة أيام من القصف العشوائي بانها مهمة أمنية ضد جماعات خارجة عن النظام والقانون.

ولم يشر بيان الإصلاح الى ما حصل، لكنه نفى ان تكون لديه مليشيات حشد شعبي في المدينة اليمنية التي تخضع بالتقاسم للحوثيين والإخوان.

 وقال ناشطون إن الإصلاح في بيانه يقر بوجود مليشيات حشد شعبي، لكنه ينفي ان تكون هذه المليشيات التي يقودها قادة إخوان في تعز تابعة للتنظيم.

وهاجم بيان حزب الإصلاح قناة الإخبارية السعودية التي اتهمها بتكرير خطاب هابط ينشر في مواقع التواصل الاجماعي، وهو احدث هجوم يشنه حزب الإصلاح رسمي على الاعلام السعودي.

ووثق ناشطون تصريحات وتقارير إخبارية نشرت في وسائل إعلام حزب الإصلاح، تعتبر ان انتهاكات الحشد الشعبي ضد المدنيين في تعز، كانت عملية أمنية ضد عناصر خارجة عن النظام والقانون، فيما نشر أخرون قوائم بأسماء عناصر مطلوبة أمنية شاركت في القصف ضد المدنيين في المدينة القديمة.

ووصف ناشطون بيان الإخوان في تعز بنفي علاقتهم بالحشد الشعبي، بانه أحد نفي يأتي بعد ان نفى الحزب الذي تموله الدوحة تبعيته لتنظيم الإخوان، قبل ان تخرج قنواته الحزب للدفاع عن تنظيم الإخوان الذي قالت انه مستهدف من بعض الدول الإقليمية.

واعترف القيادي في حزب الإصلاح بتعز، ضياء الحق الأهدل السامعي، في رسالة تهنئة جماعية بمسؤولية حزب الإصلاح عن الحملة الأمنية، والتي شهدت أعمالاً انتقامية واسعة وجرائم جسيمة استهدفت المدنيين.

وقال السامعي، في تصريحات صحافية "إن تأمين الجبهة الداخلية وتنقية الصف أولوية في مفردات النصر والتحرير"، وذلك بعد يوم واحد فقط من اندلاع قصف مليشيات الإصلاح على الأحياء السكنية بالمدينة القديمة باسم ملاحقة المطلوبين أمنياً..

واختتم السامعي رسالته بالقول: "لن ترى الدنيا على أرضي وصيا".. وهو ما يحمل إشارة واضحة بكون كتائب أبي العباس هي المستهدفة بحملة التصفية الواسعة، كونها من تتهم بتلقي الدعم الإماراتي، مع الأخذ بالاعتبار الدعم القطري للإصلاح في مواجهة الإمارات، والذي تعبر عنه وسائل الإعلام الممولة قطرياً باسم الدفاع عن السيادة أمام الاحتلال الإماراتي.

وتؤكد العديد من التقارير الاخبارية اليمنية علاقة التشكيلات المسلحة في الاجزاء المحررة من تعز بتنظيم الإخوان الممول قطريا، حيث قالت قناة سكاي نيوز عربية في تقرير لها انه "في غضون 6 أشهر، ظهر ما يعرف بكتائب حسم، وهي قوة مشتركة من الإخوان والمتطرفين، وصل قوامها في غضون وقت قصير إلى ألف مقاتل قادمين من محافظات مختلفة، وبقيادة القيادي في القاعدة عدنان رزيق، الذي حصل في وقت لاحق على رتبة رسمية بقيادة اللواء 45.

 وفي الأثناء، منح حزب الإصلاح عناصر حسم عددا من المدارس والمقرات من أجل تحويلها إلى ثكنات عسكرية لهم.

وأشرف على إدماج العناصر المتطرفة في الميدان القائد العسكري لميليشيات الإخوان عبده فرحان الشهير بسالم، وهو أحد المشرفين على تجنيد ما سمي بالأفغان العرب في فترات الحرب بأفغانستان، ولديه علاقة وثيقة بتنظيمي القاعدة وداعش. 

ويتكشف سر الاستعانة بالقاعدة وداعش في معارك من المفترض أنها موجهة ضد الحوثيين في تعز، بواقع ما يجري على الأرض في المعارك فعليا.

وقال مصدر يمني في تعز  إن ميليشيات الإخوان والمتطرفين، لم تهتم بالقتال ضد الحوثيين، بل كانت تستغل التقدم الذي تحرزه قوات المقاومة الوطنية على الأرض، فتهرع للسيطرة على المناطق المحررة بحكم كثرتها العددية وهيمنة حزب الإصلاح.

ونقلت القناة عن رئيس مركز جهود للدراسات عبد الستار الشمري قوله إن "الإخوان أخذوا قرارات تنفيذية باعتبارهم سلطة أمر واقع.. ولم يعملوا على تحرير المدينة لكنهم استولوا على المناطق المحررة".

وأوضح أنه "عندما كانت تسقط منطقة بأيدي المقاومة، كان الإخوان يستولون عليها ويعينون لها قيادة إدارية تحت حجة سد الفراغ، رغم اعتراض الحكومة".  

وأشار الشمري إلى أن تواجد الإصلاح في تعز لم يتعد 5 في المئة قبل الأزمة، لكن بعد ذلك كانوا يعملون على أخونة المؤسسات والاستيلاء على المؤسسات.

وقال الشمري:" لقد حولوا تعز إلى إمارة إخوانية رسميا، بعدما نجحوا في السيطرة على كافة المؤسسات، مستفيدين بالدعاية الإعلامية لتحركاتهم الميدانية البسيطة".

واستفاد الإخوان من دمج عناصرهم بين قوات المقاومة، حيث أتاح لهم ذلك الحصول على الأسلحة. وبدلا من استخدامها لمقاتلة الحوثيين، كانت عناصرهم تقوم بتخزينها، بحسب مصادر عدة.

وقال الشمري، إن الإخوان أنشأوا مخازن في تعز، وعدد من المناطق المحيطة، لتخزين الأسلحة الحديثة، مشيرا إلى أن سعيهم إلى التسلح كان واضحا منذ البداية بهدف تعزيز قوتهم لا من أجل قتال الحوثي.

وعبر الادعاء بخسارة السلاح خلال المعارك، تكدست الأسلحة في المخازن، بينما قامت عناصر حزب الإصلاح ببيع بنادق الكلاشينكوف في الأسواق للحصول على بعض الأموال، لتصبح تعز أمام حزب سياسي يستغل الحرب في تجارة الأسلحة.

وبحسب الشمري، فإن ما تم استخدامه من الأسلحة في الجبهات بمدينة تعز لم يتعد 10 في المئة، فيما ذهبت النسبة الباقية إلى مخازن الأخوان، قائلا:" يحضرون أنفسهم لاستخدام هذا السلاح في وقت لخدمة أهدافهم".