الانتخابات التركية..

"الدفاع عن الديموقراطيات": أقذر انتخابات تركية حتى الآن

تركيان يمزقان صورة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان

أنقرة

عدد الباحث البارز في "مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات" أيكان إردمير ومحللة الأبحاث في مؤسسة الرأي نفسها ميرفي طاهر أوغلو الأسباب التي تجعل الانتخابات المحلية التي ستشهدها تركيا اليوم الأحد "أقذر انتخابات حتى الآن".

وكتبا أن الحكومة استخدمت سيطرتها على الإعلام والمحاكم وماكينة التصويت في البلاد لتقويض المعارضة، بسبب خوفها من رد فعل الناخبين على الركود الأول خلال عقد، ما أدى إلى بروز مخاوف من تخطيط الحكومة لدق المسمار الأخير في نعش الديموقراطية التركية. 

تظهر آخر استطلاعات الرأي أن الرئيس الإسلاموي رجب طيب أردوغان وحلفائه القوميين المتطرفين ربما يخسرون السيطرة على مدن كبرى من ضمنها العاصمة التركية، بما أن الناخبين الساخطين سيعاقبونهم على سوء إدارتهم المالية والأزمة الاقتصادية، ما دفع الحكومة التركية المذعورة إلى تكتيكات متشددة تعتمد تهديد مرشحي المعارضة والناخبين.

إن السيطرة شبه المطلقة التي يفرضها أردوغان على الإعلام كممت أفواه الأحزاب المعارضة ومرشحيها في غالب الأوقات ومنعتهم من تنظيم حملات انتخابية.

بالأرقام
في الشهر الماضي، خصصت شبكة تي آر تي، التي تديرها الدولة، 53 ساعة من البث الإيجابي لأردوغان وحلفائه القوميين المتطرفين، بينما خصصت 6 ساعات فقط للتكتل المعارض الأساسي وغالبيتها كانت تغطية سلبية. وفي الأثناء، حصل المرشحون المؤيدون للأكراد على 7 دقائق من التغطية، جميعها منتقدة. 

يسيطر أردوغان ومؤيديه على أكثر من 90% من المنصات الإعلامية الخاصة التي كانت منشغلة باتهام المرشحين المعارضين بـ "الإرهاب". وبشكل منسجم، زعمت جميع الصحف التركية اليومية تقريباً أن 334 مرشحاً معارضاً، بمن فيهم قوميون أتراك، مرتبطون بحزب العمال الكردستاني المحظور.

ناخبون تجاوزت أعمارهم قرناً
المخالفات في مسار التصويت كثيرة أيضاً. وشملت سجلات الناخبين في اللجنة العليا للانتخابات 6389 ناخباً تتراوح أعمارهم بين 100 و165 عاماً، بينهم العديد من الذين لم يصوتوا مطلقاً في حياتهم. في أحد الأحياء، زاد عدد الناخبين بـ 95% منذ الانتخابات الأخيرة فيما تضمن آخر شقة واحدة يسكنها 1108 ناخبين مسجلين.

في هذا الوقت، أعادت الحكومة تغيير موقع صناديق الاقتراع لأكثر من 96 ألف ناخب في المحافظات ذات الغالبية الكردية، لتجبرتهم على السفر مسافات طويلة إلى معاقل التكتل الحاكم للإدلاء بأصواتهم.

تهديدات بإقالة الفائزين
وخوفاً من عجز جميع هذه التكتيكات القاسية عن تأمين انتصاره في الانتخابات، هدد أردوغان ومساعدوه بشكل متكرر، بإقالة أعضاء ورؤساء مجالس بلدية من المعارضة إذا انتخبوا، منصبهم وتعيين أمناء مكانهم.

ومنذ الانتخابات المحلية الأخيرة في 2014، استبدل أردوغان رؤساء بلديات في حوالي 100 بلدية بأمناء مختارين وأرسل أربعين منهم إلى السجن بتهم ملفقة. وهنالك أكثر من 40 مليون تركي، أي حوالي نصف سكان البلاد تقريباً، يعيشون في مدن يديرها أمناء.

انتصار تاريخي وضربة قوية لأردوغان
ورغم غياب التوازن في قواعد اللعبة في تركيا وتهويل أردوغان، ربما تُحقق المعارضة انتصاراً تاريخياً الأحد، في مواجهة الصعاب، والسيطرة على عاصمة البلاد أنقرة وعلى مركزها الاقتصادي، إسطنبول.

وفي غياب انتخابات وطنية في الأعوام الأربعة المقبلة، ستكون خسارة المدن الأساسيًّة ضربة قوية لأردوغان الذي ينتزع السيولة من البلديات. وسيمد الفوز المعارضة المحطمة بشريان حيوي.

ومع ذلك، وإذا التزم أردوغان بتهدده بتدمير ما تبقى مما يشبه الانتخابات الديموقراطية في تركيا فإنه سيجعل دولته متماشية مع إيران، وفنزويلا وأنظمة استبدادية أخرى، يتودد إليها.

وربما يضمن له ذلك إحكام السيطرة على السلطة، لكن مثل هذه الخطوة سيشل بالتأكيد الاقتصاد التركي المتخبط، في الأعوام المقبلة.

المصدر