فتح الملف الأكثر دموية في تاريخ اليمن..

تقرير: " ضباط الإخوان".. تاريخ من السحل والإخفاء القسري

بطل الحروب الوسطى دفع به هادي إلى أعلى منصب لم يحظ به منذ ان كان ذراع صالح الطولى

سلمان صالح
مراسل ومحرر متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

صحافي يمني يطالب بالكشف عن شقيق والدته وسبعة من مرافقيه، أختطفهم الضابط محمد قحطان القيادي في تنظيم الإخوان الذي يعتقل في ظروف غامضة ولا يعرف أي شيء عن مصيره، وسط اتهامات للإخوان والحوثيين بإخفاء القيادي الإخواني الذي تقول تقارير انه كان معترضا على المصالحة مع الحوثيين، وتوقيع اتفاقية السلام بين الطرفين في العام 2014م.

حروب المناطق الوسطى في اليمن الأسفل، خلفت سجلا دمويا كبيرا، وتظل تلك الاحداث ترتبط بنائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر، الذي قاد تلك الحروب، التي برر النظام اليمني في صنعاء، أسبابها بانه حارب ما اسماه بالفكر الاشتراكي من التمدد في مدن الجمهورية العربية اليمنية، التي أعلن عنها بعد الإطاحة بالحكم الملكي القائم في صنعاء، والذي كان يتخذ من تعز مركز الحكم الثاني بعد صنعاء.

ويقول يمنيون ان المئات من اليمنيين تم اختطافهم، ولا يزال مصيرهم مجهول الى اليوم، ومنهم سياسي يمني بارز يدعى أمين سعيد غلاب البتول وسبعة من مرافقيه والذي يقف وراء اختطافهم قبل 35 عاما الرائد محمد قحطان الذي اصبح فيما بعد قائدا بارزا في تنظيم الإخوان.

وكتب الصحفي والنقابي اليمني نبيل الاسيدي منشورا مقتضبا يتساءل فيه عن مصير خاله أمين سعيد غلاب البتول وسبعة من رفاقه اختطفهم المعتقل في صنعاء منذ أربع سنوات محمد قحطان.

وعلق الناشط اليمني محمد ناجي أحمد على ما ذكره الأسيدي قائلا "البتول ورفقاؤه مختطفون ومخفيون منذ عام ١٩٨٢م حين أخذهم من قرية المدقة الرائد محمد قحطان، وإذا أردنا أن ننتصر لمحمد قحطان كأسير فعلينا أن ننتصر لمظلومية المختطفين منذ عقود".

وأكد ان "ما فعله الصحفي نبيل الأسيدي ليس تشفيا، ولا انحيازا ضد قحطان وإنما هو في ذات السياق الذي يطالب بتحرير قحطان من مظلوميته ومن ظلمه في آن، تحريره كضحية صراع وكجلاد في آن واحد ،دون ذلك سيظل قحطان أسير ثقافة القهر التي آمن بها وسوقها على أنها الطريق المقدس في مواجهة الأشرار ،من سماهم النظام آنذاك بـ(المخربين)".

ولا يعرف الى اليوم من يعتقل محمد قحطان، حيث بينت تسجيلات صوتية للزعيم الإخواني حميد الأحمر يتهم فيه قحطان بالتمرد على اتفاق الإخوان مع الحوثيين في صعدة منتصف العام 2014م، وهو ما دفع قيادات إخوانية الى اتهام حميد باختطاف قحطان الذي ينتمي الى الهضبة الشافعية في اليمن الأسفل.

ولفت ناجي إلى ان "اختيار التوقيت باعتقادي كان مهما من أجل إيصال الصوت إلى مداه الأوسع، إيصاله إلى أعماقنا المتشربة والمنتجة لثقافة الجلاد، ولمواجهة ومكاشفة ثقافة القهر المترسبة في أعماقنا حين ننتصر لمسارنا كجلادين، ونتباكى حين نكون خلف القضبان كنتيجة طبيعية لما نؤمن به من نهج ومنهج ورؤيا وموقف، كل الذين استفزهم منشور الأسيدي لم تتحرك مشاعرهم انتصارا لثمانية مختطفين ومخفيين لعقود أربعة".

وتقول معلومات حصلت عليها (اليوم الثامن) "إن نظام صالح كرم الإخوان بمنحهم امتيازات كبيرة وحزبا سياسيا في مطلع التسعينات لدورهم في حروب المناطق الوسطة.

وأكثر الرابحين من تلك الحرب، هو الجنرال علي محسن الأحمر الذي كان يشارك صالح في الحكم وإدارة البلاد، بل انه صاحب الدور الأبرز في تاريخ السحل والاخفاء القسر بمحافظات اليمن الأسفل (تعز وإب وريمة والبيضاء).

وتظل صراعات المناطق الوسطى الأكثر دموية في تاريخ اليمن، حيث ان الكثير من ضحايا تلك الصراعات ولا يزال مصير الكثير منهم مجهولا، لكن السلطات اليمنية في صنعاء،تعتبر ما حصل هي حرب ضد التجربة الاشتراكية التي قال النظام في صنعاء انه يخشى من ان تتمدد الى الشمال.