بعد هزيمة داعش..

سوريا: الرضع يتضورون جوعاً في مستشفيات مكتظة

أطفال «داعش» المصابون بنقص التغذية في مستشفى الحسكة شمال شرق سوريا

سوريا

سوء التغذية وعدم اكتمال النمو وكسور في الأرجل... هذه بعض الإصابات والأمراض التي تتضمنها سجلات الأطقم الطبية في مخيم الهول بشرق سوريا، لأطفال رُضع نُقلوا من ساحة المعركة إلى العيادة المكتظة التي تفتقر إلى نظافة المنشآت الصحية.

ويتم نقل أصعب الحالات إلى أقرب مستشفى ويبعد ساعتين بالسيارة على طريق غير ممهدة. وأغلب هذه الحالات لأطفال رضع ضامري الأجساد ولدتهم زوجات مقاتلي «تنظيم داعش» خلال الحرب. ويتكدس آخرون التماسا للعلاج الطبي البسيط في غرفة الانتظار المغطاة بالصفيح. ويستضيف مخيم الهول أكثر من 70 ألفا من الذين نزحوا بسبب العنف.

وتقول لجنة الإنقاذ الدولية، إن أكثر من 200 شخص توفوا في طريقهم إلى المخيم، أو عقب وصولهم إليه في الأشهر القليلة الماضية. وقالت اللجنة هذا الأسبوع إن ما بين 30 و50 حالة تُحال للمستشفيات المحلية كل يوم.

وفي المستشفى اضطر العاملون لبناء حجرتين متنقلتين فوق السطح لتكونا قسما مؤقتا لعلاج الأطفال الرضع الذين يعانون من سوء التغذية، ويُحشر كل اثنين أو ثلاثة منهم في سرير واحد، بحسب تقرير لـ«رويترز» أمس. أما الأدوار الأخرى فتمتلئ بصبية في سن المراهقة فقدوا بعض أطرافهم ونساء مصابات بشظايا وبطلقات نارية.

ويعاني العاملون في المجال الطبي جراء نزوح أكثر من 60 ألف شخص من الباغوز المعقل الأخير لـ«تنظيم داعش» في شرق سوريا، لمجاراة سيل المحتاجين للرعاية الطبية في المخيم وفي مستشفيات تفتقر للمعدات اللازمة.

وتقول جماعات المساعدات الإنسانية إن العشرات وخاصة من الأطفال ماتوا في الرحلة التي يبلغ طولها 240 كيلومترا إلى مخيم الهول، أو عقب وصولهم إليه. وفي المخيم قالت امرأة منقبة عمرها 33 عاما، قدمت نفسها باسم أم محمد وهي تحمل طفلا عمره ستة أشهر «ابني أريد أسوي له عملية... عنده خلع». وأضافت أن الأطباء يقولون إن عندهم حالات أشد إلحاحا مثل الجروح وإصابات بالشظايا.

وفي منطقة الانتظار يجلس على مقاعد خشبية أو على الأرضية الخرسانية، عشرات، وصل أغلبهم من الباغوز خلال هدنة قصيرة تم ترتيبها الشهر الماضي لإجلاء المدنيين والمتشددين المُستسلمين. ويراقب أطفال جالسون على كراسي متحركة الموجودين، بينما يعلو صراخ الأطفال الرضع أثناء تضميد جروحهم أو حقنهم بالأدوية.

وراحت أعداد لا حصر لها ضحية القصف المكثف والقتال الذي استهدف إخراج مقاتلي التنظيم، كما أصيبت أعداد أكبر بجروح، وكان من بين المصابين زوجات للمقاتلين وأطفالهن وأنصار التنظيم ومدنيون محاصرون في الباغوز. وأصبح النازحون في الأسابيع القليلة الماضية عبئا على نظام الرعاية الصحية في المناطق الخاضعة للإدارة الكردية في شرق سوريا.