دعوات لتحالف اشتراكي ناصري..

تقرير: كيف يحكم تنظيم إخوان اليمن مدينة تعز؟

توجيهات رئاسية لا تعمل ورئيس يزور مأرب بإذن من مقر الاصلاح

تعز

في تعز كل شيء صار مُصادراً مع تنظيم الإخوان المحظور دولياً، إذ يحذر سياسيون من أن التهاون مع أخونة المحافظة، التي يقوم بها حزب الإصلاح الإخواني، ينذر بكارثة حقيقية تهدد مستقبل البلاد..

إقصاء متعمد

يسرد المواطن عبدالعليم الوافي كيف طالته حمى العنصرية الإخوانية بتعز، ويقول خلال حديثه لـ"يمن الغد": تخيل في بداية العام قدموا منحاً داخلية لأوائل مديرية جبل حبشي إلى جامعة العطاء، وكان من ضمن العشرة الأوائل طالب ينتمي والده إلى حزب المؤتمر الشعبي العام، فقام المسؤولون في حزب الإصلاح باستبعاده من الكشف بشكل مقصود؛ لأنه ليس محسوباً عليهم.

يقول والد الطالب الذي تم إقصاؤه من المنحة: أنا لست زعلان من شأن ابني فهو كان معه منحه للتوفل مقدمه من شركة اوبال لدراسة التوفل في معهد يالي، لكن العنصرية المقيتة التي يتعامل بها الاخوان طالت الكثيرين هنا بتعز..
ويضيف: اتخيل انه قبل عامين كان في طالب مش فاهم حاجه، بس انه ابوه كان مؤسس ما تسمى المجاميع الطلابية في تعز. وقال بانه سيتقدم لكلية الهندسة بحجة انه معه توصية من عبده حمود الصغير فقال لي من كان يجلس معه انه مستواه صفر وفعلا تم قبوله في كلية الهندسة وتم حرمان من هم كفاءة لها.


توصيات الإصلاح

ويقول السياسي كريم عبده قائد الوافي انه لم يعد هناك حتى مستشفى حكومي واحد يعمل كما كان سابقا، عدا قليل من الخدمات يستفيد منها من لديهم توصيات من حزب الاصلاح فقط، اما من وصل الى المشفى بدون توصيات الاصلاح فلربما يموت على اعتابها دون تدخل طبي.

ويضيف خلال حديثه لـ"يمن الغد": انظر الى التعليم وما الذي حصل له وانظر الى عدد الجامعات الاهلية التي فتحت كبدائل للمعاهد العلمية مثل معهد السفأ الذي حل محله جامعة العطاء التابعة للقيادي الاخواني مهيوب عبده، وكذا جامعة الجند.. وكل ذلك يتم برعاية قطرية وتشجيع تركي ان لم يكن دعما سخيا، حد تعبير الوافي..

العنصرية المغلفة بالدين

ويشدد الناشط السياسي محمد الطيب على ضرورة حماية البلاد من جماعة الاخوان المتطرفة فهي لا تعرف الا نفسها فقط وتنظر الى بقية الشعب على اساس انهم خلقوا مسخرين لخدمتها.

ويضيف: اذا كانوا الان ونحن في ظل وضع حرب مع الحوثيين وهم يمارسون ضدنا العنصرية المغلفة بالخطاب الديني المزيف، فكيف سيكون الامر اذا خلت لهم الساحة..

توجيهات رئاسية لا تعمل

توجيهات رئاسية لا تعمل ورئيس يزور مأرب بإذن من مقر الاصلاح، اذ يقول الطيب ان محافظة مأرب صارت في حضن الاخوان، مردفا: اتحدى هادي او اي مسئول يدخل مارب من المسؤولين دون اذن مسبق من مقر حزب الاصلاح. ويؤكد: الاخوان صار لديهم سجون خارج القانون.. وصاروا يتبجحون وهم ينفذون اجندات تركية- قطرية.

ويضيف: كذلك الامر في محافظة الجوف، توجيهات رئاسية لا تعمل ويتم رفضها وتعيين من يريد الاخوان تعيينه ويطلبون من هادي ان يوافق فحسب.

هناك عدد من المسؤولين ليسوا تابعين لهذه الجماعة العنصرية ولكن لا يستطيعون يمررون اي شيء فهم يرجعون الى الجماعة في كل شيء، حد قول الطيب.

ويشير الطيب الى ان الاخوان بتعز سيطروا على كل المؤسسات الهامة.. كما انهم يؤجلون صراعهم مع اللواء 35 الى اخر المطاف فقد حاولوا الانقضاض عليه لكنهم لم يستطيعوا زحزحته فعادوا نحو المناصب السهل اصطيادها مثل وكلاء المحافظة والمستشفيات ولجنة الجرحى والبنك المركزي والتحسين والضرائب.

واعتبر تساهل الشرعية مع الاصلاح ينذر بكارثة على الوطن المواطن بل وعلى دول الجوار فهم ليس اقل خطراً من الحوثيين والقاعدة.

أجندات ترسمها الدوحة

يتحدث المحلل السياسي ياسين مقبل عن خطط هدامة برعاية رسمية.. ويوضح ياسين لـ"يمن الغد" بأن حزب الإصلاح يختلف عن الجماعات الدينية ومنها الحوثيين في انه ينفذ اجنداته ويمارس خططه تحت رعاية الحكومة وفي حضن الدولة.

ويقول: يختلف الاصلاح عن الجماعات الدينية الاخرى في اشتغاله بالسياسة وهو يصح القول عنه انه برجماتي، حيث ما تكون مصلحته سيكون لكنه ذكي في ادارة هذه المصالح..

ويشير الى ان حزب الاصلاح أنشأ جيشا في المحافظات الشمالية على مقاسه وحرص على تسميته بالجيش الوطني ويزعم أن الجيش لا علاقة له به لكن هذا القول لا يلقى ما يسنده؛ إذ إن قرار وقيادة هذا الجيش يتحكم فيه الاصلاح بشكل سافر والاصلاح ينفذ أجندات ترسمها الدوحة..

وحول ما اذا كان هذا الاستحواذ يمثل مشكلة مستقبلية لليمن.. يقول ياسين: بالتأكيد نعم؛ إذ تظل الأيديولوجيا هي من توجه وتسير هذه المجاميع التابعة لحزب الاصلاح والمنضوية في ما يطلق عليه الجيش الوطني..

المواجهة

ويحذر الطيب من ان مستقبل اليمن في خطر ما لم يكن هناك توحد للقوى الوطنية والاحزاب السياسية لمواجهة الجماعات المؤدلجة دينيا..

فقد صار الان من الضروري الوحدة بين كل من المؤتمر الشعبي العام والناصريين والاشتراكيين والبعثيين لموجهة التيارات الدينية ففي حال توحدت هذه القوى لن تستطيع التيارات المتشددة السيطرة على البلد فالوحدة الوطنية تهزمهم والتفرق يصب في مصلحتهم.